وسائل التواصل الحديثة.. قنوات انتشار أم أدوات إنتاج¿

استطلاع جميل مفرöح


استطلاع/ جميل مفرöح –

من المعلوم في الغالب أن أي تطور في وسيلة من وسائل الحياة يؤدي إلى تطور الوسائل الأخرى أو على الأقل تأثرها بهذا التطور أو التغيير.. ولعل أن ما شهدته تقنيات الاتصال والتواصل والنشر والانتشار ووسائل الإعلام المختلفة من تطورات وتغييرات يكاد يكون الأبرز أو على الأقل يعد من أهم ما حدث من تحولات في وسائله وطرقه وانتشاره..
وبما أنه حقل حيوي ذات أهمية قصوى ومؤثöرة ويشكöل قناة اتصال وربط لدى المثقفين والأدباء والكتاب بشكل كبير فمن المتوقع إن لم يكن المفترض أن يكون له أثره ليس في الاتصال والتواصل وحسب وإنما زد على ذلك أن كان ويكون له أثره الملحوظ في تقنيات الكتابة وطرقها وحتى لغتها.. وقد أنجزت حول ذلك الكثير من الدراسات والبحوث..
وفي هذا السياق تكاد تكون خدمة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات اليوم ذات الأثر الأبلغ والأظهر والأقوى في الكتابة الجديدة فما يزال الأثر الذي تركته وتتركه هذه الخدمة في المنتج الثقافي والأدبي والإبداعي محط اختلاف.. الآراء مختلفة ومتباينة حول جدواه وأهميته وحتى حول تحققه كما يرى كثير ممن يتوقفون فقط عند أثر الانتشار والتواصل واعتبار هذه التقنيات وسيلة أو خدمة مجردة.. بينما يرى آخرون أنها قد صارت جزءا من الكتابة والتكوين الفعلي داخل النص وسببا مهما في وجوده وتجسده ووسيلة هامة للانتقال بالنص من طور إلى آخر من حيث الاطلاع الأشمل والأوسع على كثير من التجارب التي تمثل تغذية للمتلقي والكاتب في آن واحد..
في هذا الحيز توقفنا مع مجموعة من الأدباء والكتاب لنستطلع آراءهم حول أثر وحضور هذه الوسائل التواصلية والتفاعلية الحديثة في الكتابة الأدبية الجديدة فكانت الحصيلة التالية:

استعمالات جديدة
* الشاعر والناقد إبراهيم طلحة والذي كان قد أنجز رسالة ماجستير تتعلق بهذا الموضوع يقول:
التأثير واضح وبخاصة لمن يتعاملون بصورة مباشرة في هذه التقنيات والوسائل فالنصوص الرقمية المترابطة تتشابه من حيث أيقوناتها اللفظية ومدلولاتها المعنوية.
هناك استعمالات جديدة للقصيدة البصرية والنص الأدبي المدون حاسوبيا فرضها واقع هذه المواقع والطبيعة الدياليكتيكية الإلكترونية..
والمصطلح التواصلي دخل وبقوة في صميم النص الأدبي.

عالم متدفق
* فيما يرى الشاعر محمد شنيني بقش أن الإجابة تتسع باتساع العالم الذي شكلت خارطته شبكات التواصل الاجتماعي التي نتنفسها اليوم كالهواء و بذات الاتساع يأتي النص الأدبي و شفرات شجونه المتداخلة مستدعيا العديد من الاهتمامات التي تتجاوز بالتأكيد حدود النص الأدبي الحاضر بصدور و سطور الذاكرة الإنسانية..
ويقول: إننا أمام إشكاليات عديدة و تبدو متعبة للغاية إذ من حيث المبدأ تأتي شبكات التواصل الاجتماعي بما تضخ عالما متدفقا بما لانهاية من الألوان و الأشكال التي تحتاج الى الكثير من امكانيات فرزها و تحديد هوياتها
مثلا .. أنا أعرف أن الأستاذ جميل مفرح أديب أو له صلة بعالم الأدب.. و بالتالي أستقبل نصه و كلي ثقة في أنني أقرأ له فإنني أيضا أعلم أن من لا ناقة له و لا جمل بعالم الأدب و يضخ النصوص التي أثق أنها ليست له و أنه لا يرقى لمستواها..
أعني أن أهم ما يبرز اليوم بشبكات التواصل الاجتماعي الاحتياج إلى تقنيات فرز ألوان المبثوث على صفحاتها لتجلية المقامات الأدبية..
و إلى ذلك أو بيت القصيد الذي أعتقده بالسؤال أن الأثر الذي أحدثه التواصل الاجتماعي في النص الأدبي يتلخص في ذات الأديب الذي وجد في التواصل الاجتماعي خيارات التواصل مع العالم و أول مكوناته الأدب و الأدباء ووجد فرصة حيوية هامة لتجواله و تواصله مع أصدقاء و صديقات من عالمه الأدبي وهي لعمري الصداقات الأطيب حضورا و مذاقا و الأطول عمرا و حياة..
هكذا أحببت أن أتداعى إلى الأعماق كي أغرöد محملا بهموم النص الأدبي المسكون بشجون الحياة و أخص منه الحاضر كمسؤول عن قراءة المشهد و محاولات التواجد بالتفاعل الحيوي مع مكونات المشهد الثقافي الذي بين يديه ربما الحيرة القلق التجدد و سرعة الإنتاج و … و .. كل ذلك مع شجون التغذية الراجعة التي تحتاج الكثير لترتيب ملفاتها.

امتهان للنص
* ويعتقد الشاعر والكاتب أحمد عثمان العبدلي أن هذه التقنيات لم تأخذ بيد النص الأدبي لبر الأمان مصانا سليما منسوبا لصاحبهö بل إنها امتهنت كثيرا النص الأدبي وأدخلته في رواج عبثي ضل صاحبه الحقيقي في منتصف الطريق..
ويعني العبدلي أن النصوص الأدبية عبر هذه المواقع سلب انتماؤها الحقيقي.. ولم تصن وتحفظ …تشتت هنا وهناك.. ولو أنك وضعت بحثا في اليوم الثاني أو الثالث لنص أدبي و

قد يعجبك ايضا