تكلم حتى أراك !

خالد الرويشان


 - لا أعرف كم طائرة يجب أن تسقط حتى تتم محاكمة أو حتى إقالة المسؤول المختص, ما دام أنه لم يقدم استقالته طواعية, وشعورا بالمسؤولية مثلما يحدث في أية دولة عصرية في  العالم,.. 
ولا أعرف كم طيارا يجب أن يموت اغتيالا في لحج وعدن أو صنعاء حتى تستيقظ الدولة من غفوتها, أو تشعر بمسؤوليتها تجاه أكثر أبنائها أهمية وكلفة في التدريب والجاهزية.
خالد الرويشان –

لا أعرف كم طائرة يجب أن تسقط حتى تتم محاكمة أو حتى إقالة المسؤول المختص, ما دام أنه لم يقدم استقالته طواعية, وشعورا بالمسؤولية مثلما يحدث في أية دولة عصرية في العالم,..
ولا أعرف كم طيارا يجب أن يموت اغتيالا في لحج وعدن أو صنعاء حتى تستيقظ الدولة من غفوتها, أو تشعر بمسؤوليتها تجاه أكثر أبنائها أهمية وكلفة في التدريب والجاهزية.
في أسبوع واحد يتم اغتيال ثلاثة طيارين في لحج, ورابع في صنعاء إثúر انفجار طيارته في الجو وفوق العاصمة وللمرة الثالثة خلال أشهر!
ما الذي يحدث يا فخامة الرئيس¿! لماذا لا تصارح شعúبك, وتقيم الدنيا ولا تقúعöدها,.. وحتى لا تصبح البلاد برمتها مجرد عبوة ناسفة مؤقتة يمكن أن تنفجر في أية لحظة..
منú زرع العبوة الناسفة في طريقك¿! وإلى أين كان يمكن, أن يقودنا ذلك¿.. من يقتل طيارöيúك, ويسفك دماء جنودöك وضباطöكú !
من يقف من وراء قتل ضباط الأمن في الشوارع ¿ ومن كان وراء جريمة القرن في ميدان السبعين ¿ وكلية الشرطة ¿ وأين تقارير لجان التحقيق المتتالية المتراكمة .. ولماذا لا تشعر الدولة بالأسف والحزن على مقدراتها من الرجال والعتاد ¿.. هل أذكرك بما حدث في مصر..عندما أغتيل سبعة عشر جنديا في سيناء فتغيرت مصر وانقلبت رأسا على عقöبú . وبالطبع, فإني لن أعرج على قصة شاليط الطيار الإسرائيلي .. الأسير الشهير !
منú يقف وراء الضرب المستمر للكهرباء والنفط ¿ وإذا كانت الدولة عاجزة عن عقاب هؤلاء المجانين فلماذا لا يتم فتح باب التطوع للشباب والمواطنين بشكل عام لتنظيم حملة لöقشúع هذا البلاء من على صدر الوطن, وتنظيف مأرب ممن يسىء إليها وإلى أبنائها ويجعلهم سبة على كل لسان وفي كل مدينة وقرية ..وفي كل مساء وصباح !
ربما خطر لي أيضا أن أقترح تشكيل كتيبة مقاتلين من أعضاء مؤتمر الحوار الذين يزيد عددهم عن الخمسمأة ! وهو عدد كاف لأن يشكل كتيبتين على الأقل ! مادام أن المؤتمر لم يلتفت إلى كوارث الكهرباء والنفط منذ انعقاده حتى الآن, رغم أنه حشر كل قضايا البلد الإدارية العادية أمام عينيه وكأن الحكومة تم تشكيلها لبلاد ما بين النهرين !
من هو صاحب المصلحة في ترهل الدولة.. أو في رخúوتöها حسب المصطلح المتداول , أو رخúيتöها حسب المعنى الشعبي .. أو ما هو أسوأ من ذلك (…………….)!
وإذا كنا بالحدúس قد نفهم أو نعرف من هو المستفيد من هذا الترهل المحزن للدولة .. فإننا لا نعرف على وجه التأكيد سببا لأن تشارك الدولة في خنق نفسها, وحفúر قبرöها, بالصمت البائس, والدعمام اليائس !بينما تأكل النار أروع وأجمل أبنائها في مسلسل الموت المستمر والظلام الضارب أطنابه على كل شبر في البلاد!
دعوúنا نكنú أكثر صراحة.. ما الذي أوصلúنا إلى هنا ¿.. إنه التقاسم ! ذلك القاتل الذي لا يتيح لك أن تحاسب أحدا, أو تغير أحدا أو تقول “لا”كبيرة قوية مدوية !.. ربما أفهم فكرة التقاسم في مؤتمر الحوار عددا وأطرافا,.. وقد تجرعناها على مضضú , لكني لا أفهم تقاسم وظائف الدولة وبإشراف دولي لا يفهم ولا يعي !وعلى الطريقة العراقية ! والتي يبدو أننا نسير صوبها بهمة عالية .. لماذا لا يكون شعارنا إذن , ومنذ هذه اللحظة ,.. ليرحل كل من لا يقوم بعمله كما يجب.. وزراء , ومحافظين ومدراء وقادة عسكريين ومسؤولي أمن ..ألم تكن كلمة “إرúحلú “أجمل
ما سمعنا خلال عقود !
التاريخ يسجل كل شيء . المواقف, الأشخاص, التضحيات .. التهاون , والتآمر .. والصمت ,.. والصمت نمط من أنماط الموت .. فتكلم حتى أراك !

قد يعجبك ايضا