لمصلحة من يتم تأزيم الأوضاع

عبدالله علي عبدالله النويرة

 - كلما تفاءل المواطنون بأن الأوضاع في طريقها إلى الحل يقوم البعض بافتعال المشاكل هنا وهناك وكأنهم ينافسون الشيطان في عملية التخريب والهدم وهم لا يدركون بأن هذه الأعمال سوف تنعكس عليهم قبل غيرهم وأن الوطن سوف ينبذهم كما نبذ غيرهم على مر التاريخ.
عبدالله علي عبدالله النويرة –
كلما تفاءل المواطنون بأن الأوضاع في طريقها إلى الحل يقوم البعض بافتعال المشاكل هنا وهناك وكأنهم ينافسون الشيطان في عملية التخريب والهدم وهم لا يدركون بأن هذه الأعمال سوف تنعكس عليهم قبل غيرهم وأن الوطن سوف ينبذهم كما نبذ غيرهم على مر التاريخ.
إن الوطن للجميع ولا يحق لأي فئة أن تعتقد مجرد اعتقاد بأنها مميزة عن غيرها وبأن على الشعب أن يستسلم لها دون قيد أو شرط فهذا شيء محال وعليهم أن يقرأوا التاريخ جيدا ليعلموا أن اليمن لا يخضع أو يقبل الوصاية من احد كائنا من كان وعلى الجميع إدراك أن ما يحصل الآن من تجاذبات سياسية بعيدة عن المصلحة الوطنية سوف يؤدي بنا إلى نتائج لا يحمد عقباها.
هناك همس بأننا في طريقنا إلى التشرذم بأسماء متعددة ويبدو أن المواطن العادي أكثر استشعارا بالأخطار المحدقة بالوطن من النخبة التي يبدو أن بعضها يعيش في بوتقة من النرجسية التي تتلذذ بدفع عجلة الوطن إلى مهاوي الردى وهذه الفئة يبدو انها تأخذ من مقولة ( علي وعلى أعدائي يارب ) تأخذ منها خطة عمل ممنهجة حتى تصل بالأمور إلى خط لا رجعة عنه.
ليس بخاف على الرأي العام بأننا نعيش هذه الأيام لحظات مصيرية تصل إلى درجة أن تكون أو لا نكون وأن هناك فئة من الناس تعمل على تأزيم الأمور في سبيل الوصول إلى أهدافها التي لا تتواءم بأي حال من الأحوال مع المصلحة العليا للوطن وهذه الفئة قد تعتقد أنها سوف تتمكن من التحكم في أسلوب وطريقة سير الأحداث وهي هنا واهمة ذلك أن الأحداث عند تسارعها سوف تتخطى الحسابات الشخصية أو الفئوية وسوف تدمر كل ما هو موجود وتتجاوز كل الحسابات الضيقة وتتداخل فيها ما هو محلي مع ما هو إقليمي أو دولي وسوف نضيع الحسابات وتتخلق ظروف هي أبعد ما تكون عن حسابات الفئات التي تحاول أن تتحكم في مصير الوطن سواء تنفيذا لحسابات شخصية أو فئوية أو إقليمية ودولية.
إن على الجميع أن يدرك أن هناك بشرا يتأثرون بما يتم حياكته من مؤامرات ضد الوطن وأن هذه المؤامرات قد تنقلب على من يحيكها وهذا شيء لا شك فيه فكم من فئات حاولت أن تتذاكى على أوطانها وتدفع بالأمور إلى التفجير اعتقادا منها أنها سوف تكون المنقذ الذي يشار إليه بالبنان وإذا بالأمور تخرج عن السيطرة وإذا بالفئة التي سعت إلى تفجير الأوضاع تضيع في أمواج متلاطمة لا قبل لها أو لغيرها بها ولنا عبر بما حصل ويحصل لغيرنا.
يا عقلاء الوطن ابتعدوا عن الحسابات الضيقة ولتكن حساباتكم مترفعة وبحجم وطن يتسع للجميع ولا يسمح لأي كان أن يستأثر به اكبر من أن يستطيع احد احتوائه.

قد يعجبك ايضا