ما فيش شعب في الدنيا يتظاهر مطالبا بتخفيض راتبه سالمين

حسين محمد ناصر

حسين محمد ناصر –

كان الرئيس الشهيد سالمين يهتم كثيرا بإبداعات العمال واجتهادات الفلاحين ويوجه دائما المسئولية إلى رعاية أية تجارب وإبداعات يتوصل إليها أي فرد من أفراد المجتمع فعندما علم ذات يوم أن العمال الفنيين في مضع الثورة لقطع الغيار لا ندري اليوم إلى من آل ملكيته يعكفون على صنع مكائن باجات لفرز الحبوب وهي نوع جديد مهمتها درس الحبوب من الذرة الشامية والذرة الرفيعة وفرزها أعطى اهتماما خاصا لهذه التجربة وطلب من المسئولين في المصنع إشعاره بنتائج العمل وجاء يوم 13 أكتوبر 1973م ليكون موعدا لتشغيل تلك الآلة أول آلة فرز يمنية وبالرغم من تواضع المحاولة إلا أن الرئيس سالمين كان حاضرا في ذلك اليوم حيث أشاد بالنتيجة التي توصل إليها العمال الفنيون في المصنع وأشاد بقدرة الكوادر فيه وقدرتهم على التصميم والإبداع وقدم التوجيهات التي من شأنها إدخال التحسينات على هذه الآلة وصنع المزيد من وسائل الإنتاج الزراعي ليحقق المصنع الهدف الذي أنشئ من أجله وقد تم نقل الآلة بعد ذلك إلى مزرعة مجاهد في لحج حيث بدأت عملها هناك يوم 14 أكتوبر 1973م.
* وفي ذلك اليوم أيضا تلقى سالمين هدية من العمال والطلاب العرب اليمنيين في مدينة ماينز في ألمانيا الديمقراطية سابقا وكانت عبارة عن عقاقير طبية وقد عبر لهم سالمين من خلال رسالة بعثها إليهم عن سروره لاستلام الهدية واعتبرها اسهاما إيجابيا وحرصا منهم على تخفيف معاناة الشعب من تدني الخدمة الصحية وأكد أن مرحلة البناء أكثر صعوبة من مرحلة التحرير المريرة خصوصا في مجتمع لم تمسه حركة الاستعمار بالتطوير وفي ظروف مالية شحيحة واستعداد متكرر¿
* وأكد أن الوطن يحتاج إلى الخبرة والمال والتضحية وأن هديتهم المتواضعة قد أدخلت في النفوس الاطمئنان والثقة بأن أبناءها في المهجر ومواقع الدراسة يعانون كشعبهم ويشدهم الشعور الوطني الجارف نحو بلدهم مؤكدا أن هديتهم قد ذهبت إلى إخوانهم في القوات المسلحة!
* الطلاب كانوا قد بعثوا لسالمين خطابا أنهم سيعملون من أجل ما جاؤوا من أجله مشيرين إلى أنهم لن يرضوا ولن يفضلوا الحياة السهلة هنا عند الآخرين وفي أرض غير أرضنا.
كان سالمين قريبا من الشعب إلى درجة لا يتخيلها المواطن الذي يعيش اليوم من جيل ما بعد عام 1978م وفي إشارات قادمة سنتحدث عن كثير من مواقفه وعلاقته بالناس وسندعه يفسر لنا قوله الشهير ما فيش شعب في الدنيا يتظاهر مطالبا بتخفيض رابته.!!

أبو مهدي والموت والسلطة
ذات يوم من أيام عام 1993م لا أتذكر تاريخه تماما ولكني أعرف أنه كان في شهر يناير قلت للشاعر الغنائي الكبير أحمد بو مهدي هل تخاف من الموت¿!
فأجاب بسرعة الموت شيء طبيعي وهذه سنة الحياة ولكن عندما نفقد علما من اعلام الأدب والموسيقى نكون في حالة أسفا زايد على اللازم ليس بالسهولة أن نجد مثيلا له ولا بقرار وزاري صدقني هذه الحالة لا تخلق عندي قلقا ولكنها تخلق حقدا على السلطة التي لم تساعد هذا المبدع أثناء مرضه وحياته!!
قلت ألم تعطك السلطة ما تستحقه¿!
قال بغضب لا لم تعطن ولكن الجمهور هو من أعطاني ذلك!
قلت ما هو أول عمل ستقوم به في حال تعيينك وزيرا للثقافة¿
قال:سأصدر قرارا بعقد دورة عاجلة لكل مسئولي الوزارة لتعليمهم من هو المبدع وكيف ينبغي التعامل معه والاهتمام به ورعايته.
رحم الله شاعرنا الكبير أحمد أبو مهدي كان فارس كلمة جميلة متحدثا لبقا ومرجعية لشئون الشعر الشعبي والفن.
ستموت غدا
* ستموت غدا وتفاجأ بأن سيلا هادرا من الورق ينهال عليك وبراكين فادحة من الأصوات تدك.
سكبنة قبرك
* ستموت غدا سيقولون فيك شعرا ونثرا كله مديح وتعظيم وتبجيل وتقديس قليله صادق وكله كاذب.
* ستموت غدا سيختلقون لك تاريخا ليس لك وأسماء ليس لك وصفات لم تكن فيك وذكريات لم تحدث.
* ستموت غدا قبل موتك كانت العلاقة بينك وزميلك الدني كالعلاقة بين الكعبة واليهودي بعد موتك سيروي أساطير عن حب وتقدير واحترام جمع بينكما حتى النزع الأخير فيك.
* ستموت غدا فاكتب وصيتك منذ الآن.
اللعنة على المنافقين
اللعنة على المنافقين
اللعنة على المنافقين
الصديق والزميل الرائع حسن عبدالوارث