أرادوها مدنية .. ولكن!!

دطلال عبدالرحيم ردمان

 - 
 لو قمنا باسترجاع الذاكرة التي لا تزال مليئة بأحداث مريعة خلفت سيولا من الدماء الطاهرة تلك الدماء التي لم تسل عبثا أو هباء بل فجرها أصحابها بوجه الظلم والاستبداد والتمييز الطبقي
د/طلال عبدالرحيم ردمان –

> لو قمنا باسترجاع الذاكرة التي لا تزال مليئة بأحداث مريعة خلفت سيولا من الدماء الطاهرة تلك الدماء التي لم تسل عبثا أو هباء بل فجرها أصحابها بوجه الظلم والاستبداد والتمييز الطبقي البغيض وهبوا أرواحهم طاهرة لكي تسعد أجيال بعدهم لتعيش بهدوء في ظل دولة النظام دولة القانون ذلك الوطن الذي ينعم أصحابة بنعمة العدالة الاجتماعية بعيدا عن قانون الغاب أرادوها مدنية خالصة اختلط في طيات تلك الدماء دم المثقف والأمي دم المدني والقبلي والعسكري كلهم أرادوها خالصة بعيده عن استبداد تلك القوى المدججة بمختلف أنواع الأسلحة تلك القوى الظلامية التي تريد جر البلاد دوما الى الخلف لتبقى الأقوى وفق قانون يحكم اسمه حكم القوي على الضعيف فانضوى بهذه المطالب شريحة كبيرة آمنت بالأمل وحلمت بصفاء النوايا وتمسكت بهذه الأحلام ووهبت في سبيلها الغالي والنفيس وتظلل بهذه النوايا الصادقة آخرون كثر وربي وحده أعلم بصدق نواياهم اجتمع المواطن الكادح وشيخ المشائخ العسكري والمدني ذلك الأكاديمي وذاك المهني هذا الرجل وتلك المرأة قالوها مدوية حتى سمع صداها العالم بأسره فقد جمعتهم إراده واحده ( نريدها مدنية) نريد أن يرحل الماضي بكل ثقله وسيئاته التي قوننت قانون الغاب نريد أن نغيير واقعنا المرير بآخر نحلم ونجتمع لتحقيقه جميعا وها نحن اليوم بأعتاب حوار يعاني مخاضا عسيرا في ظل لا غالب ولا مغلوب بعد تقاسم سياسي كان الغرض منها تغيير مفردات النظام الراحل وليتها فعلت فهاهي اليوم شوارعنا تداهمها الجنازير المجنزرة من اولئك الذين بحت الحناجر تأبى استمرار جراحهم لتلك العدالة المنشودة التي يصبح فيها القانون المدني ( لا القبلي بكل الأحوال) ينظم أحوال الناس ويعيد لهم آدميتهم المسلوبة وهاهو الفساد استشرى وكانك يا أبو زيد ماغزيت.
> أترى قدرنا أن نعيش بوطن يسيطر عليه هؤلاء ام هي ثقافة المجتمع من تقاوم التغيير فقد ألفت حالها وصعب عليها فراقه فاليوم تكثر تلك النقاط العسكرية التي تكثفت بكل حي لحماية المواطنين ( كهدف معلن) فيما يبدو من أنفسهم لأن المواطن المدني الأعزل هو المستهدف بدليل أن تلك الجنازير وأولئك النافذين ممن يجثمون على أنفس العامة ويدوسون في طريقهم كل ما يعترضهم بما في ذلك تلك النقاط التي أسست للحفاظ على أمن المواطن من لاشيء سوى من المواطن البريء نفسه الذي تتجراء الدولة لتفرض هيبتها لتعلن عجزها عن فرضه على غيره كذاك الأب العاجز عن صايانة كرامته أمام متكبر جبار يدوس عليها فيرجع لإشهار رجولته بمنزله فوق أبنائه الذين لا حيلة لهم تجاه بطشه وهو فاقد لكرامته خارج منزله على مبدأ (أبي يضربني وأنا أضرب الأحوال {الأغنام} ).
> فهل هذي هي المدنية التي سالت لأجلها الدماء وأزهقت الأرواح الطاهرة فداء لهذا الوطن ودفعا لما خنقنا من جهل واستبداد ونهب للثروات وفقر حاقد لا يفرق بين جائع وآخر.
وأخيرا إن كان ولا بد فالعدل هو المنشود والشعب الناقم هو وليد الظلم والثورة يؤججها الاستبداد وبالعدل تبني الأمم ويسود الاستقرار فداك أبي وأمي يا من أرسيت أسس العداله الاجتماعية فداك روحي يا سيد البشر وخاتم المرسلين فهو عليه الصلاة والسلام لم يشرع للسيد ما منعه عن العامة فالناس سواء فقد قال ( لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها).
بقلم (ط.ر)
> Sent from my iPhone
> Dr.Talal A.Raheem Radman

قد يعجبك ايضا