هذه الحوادث المأساوية

ناجي عبدالله الحرازي


 - وكأن اليمنيين قد كتب عليهم الشقاء والمعاناة وتقبل تلقي أخبار الحوادث على اختلاف أنواعها وظروفها وأماكنها بشكل شبه يومي ولسان حالهم يردد : اللهم هذا حالنا لا يخفى عليك!!
ناجي عبدالله الحرازي –

وكأن اليمنيين قد كتب عليهم الشقاء والمعاناة وتقبل تلقي أخبار الحوادث على اختلاف أنواعها وظروفها وأماكنها بشكل شبه يومي ولسان حالهم يردد : اللهم هذا حالنا لا يخفى عليك!!
هذه الحوادث الجوية أو البرية أو حتى تلك التي تقع في مياهنا يبدو أنها أصبحت أمورا اعتيادية لا تشغل الكثير من اليمنيين وكأنهم لم يعودوا يأبهون بما أصابهم أو يصيبهم وسيصيبهم يوما بعد يوم.
أو كأنهم فقدوا القدرة أو الإرادة على التعرف على حقيقة ما يدور من حولهم ..
اللهم لا اعتراض على قضائك وقدرك.
ولكن ترى هل سألنا أنفسنا عن ما فعلناه أو لم نفعله حتى لا نلقي بأنفسنا الى التهلكة كما هو مطلوب منا ¿¿
إذ لا يعقل أن تتكرر حوادث تحطم طائراتنا الحربية في أنحاء متفرقة من عاصمتنا الحبيبة دون أن نعلم .. نحن البسطاء .. ما الذي أصابها أو نعلم حتى ما إذا كانت الجهات المختصة قد حاولت تجنب تكرارها و تعلمت أو استفادت من التجارب السابقة ¿
فللمرة الثالثة خلال ستة أشهر تقريبا نتابع أنباء هذا الحوادث المؤلمة و ما تلاها من تشكيل لجان تحقيق أو توجيهات رئاسية بمنع أو تجنب تحليق الطائرات الحربية فوق سماء العاصمة دون أن نسمع المزيد حول ما توصلت إليه لجان التحقيق أو حول تنفيذ التوجيهات الرئاسية !!
هذا فيما يتعلق بحوادث طائراتنا الحربية التي فجعنا بها خلال الأشهر القليلة الماضية والتي أدت إلى فقداننا عددا من إخواننا وأبنائنا وكان آخرهم الشهيد الطيار الحربي هاني الأغبري رحمه الله وغفر له.
وهناك أيضا حوادث السير في شوارعنا وطرقنا الرئيسية التي تطالعنا وزارة داخليتنا بتفاصيل أخبارها أسبوعيا وتنقل لنا أن تلك الحوادث يذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى وكأننا نخوض حربا شرسة مع طرقنا وعرباتنا دون أن يبدو في الأفق ما يشير إلى أننا قمنا بما يجب أو سنفعل شيئا ليتوقف حزننا على ضحايا هذه الحوادث !!
ومهما تحدثنا عن الكلفة المالية والبشرية لهذه الحوادث سواء تلك التي يتكبدها الأشخاص المعنيون ضحايا هذه الحوادث وأسرهم ومحبوهم أو تلك التي تتحملها لن أتحدث عما تخلفه تلك الكوارث من خسائر مالية لخزينة الدولة وفي البشر الذين نفقدهم من طواقم الطائرات أو الضحايا من المواطنين كما حدث في كارثة شارع الزراعة قبل أكثر من 3 أشهر وما خلفته تلك الحوادث من قلق خاصة على سكان العاصمة وصلت حد تداول نكته أن الأمهات بدلا عن توصيتهن لأبنائهن: انتبه من السيارات, صرن يقلن: انتبه من الطائرات.الخزينة العامة. ومهما قيل عن اجتهاد الجهات المختصة في التحقيق وتقصي أسباب هذه الحوادث وكيفية تجنب تكرارها إلا أن المؤكد والمؤلم حقا أن هذه الحوادث أصبحت جزءا مؤلما مألوفا في حياتنا .
فهل تتوقف معاناتنا مع هذا الحوادث ونتائجها أم أن البعض منا وخاصة أولئك الذين يتحملون المسؤولية لا يرون مشكلة في أن نستمر في التعامل معها والقبول بها وبنتائجها المؤلمة دون أن نطرح أسئلتنا أو نوجه أصابع الاتهام لأحد ودون أن نسأل أنفسنا إذا ما كنا مقصرين كما تفعل سائر الشعوب والحكومات من حولنا..

قد يعجبك ايضا