منجــم ذهــب الحــارقة.. غموض كثيف.. !!
تحقيقخالد السفياني

تحقيق/خالد السفياني –
شركة كانتكس” الكندية تربض على المنجم منذ 1997م تحت مسمى الاستكشاف رغم إعلان النتائج في 2004م
, أهالي المنطقة يستخرجون الذهب من الجبل بصورة بدائية
تمتلك اليمن مخزونا هائلا من الثروات المعدنية في كثير من المحافظات اليمنية وعلى طول امتداد وعرض الوطن الواحد وقد عرف اليمنيون قديما عملية استخراج معادن الحديد والفضة والذهب والمواد المصاحبة من كثير من الجبال والأودية وإنشاء المناجم والأفران الخاصة بها في كثير من المناطق والتي يؤكد أن اليمن غنية بثرواتها الطبيعية المتنوعة.
ومنذ العام 1997م وحتى 2010م اعطت الحكومة اليمنية الامتيازات في التنقيب والاستكشافات عن المعادن الفلزية من حديد وفضة وذهب ونحاس ونيكل إلى 12 شركة عالمية ومحلية للتنقيب عن هذه المعادن الفلزية والمعادن المصاحبة ولعل “شركة كانتكس ماين ديفلو” الكندية العاملة في منطقة “الحارقة” مديرية أفلح الشام محافظة حجة أقدم هذه الشركات وقد أعلنت نتائج مبكرة عن اكتشاف الذهب في المنطقة وذلك في 2004م إلا أن سنوات طويلة مرت دون جديد فيما تواصل الشركة اعمالها في التنقيب والحفر مصحوبة باتهامات باستغلال المنجم تمعدن الذهب على مدى سنوات مضت.
صحيفة الثورة زارت الموقع واطلعت عن كثب على أوضاع المنجم واعمال الشركة الكندية في منطقة الحارقة وكانت الحصيلة التالية:
انطلقنا من مدينة عبس الواقعة في السهوب التهامية باتجاه الجبال شرقا عبر خط اسفلتي يصل طولة قرابة 35 كم حتى خيران المحرق وصعدنا الجبل المنيف “جبل نعمان” حتى قمته وهو مركز مديرية افلح الشام وفي صباح اليوم الثاني توجهنا عبر الطريق الجبلية الوعرة وقد تناثرت على جنبات الطريق التجمعات السكانية والمدرجات الخضراء نزولا إلى الوادي وصولا إلى ممر جبلي ضيق يصعب السير فيه لنواصل السير على الأقدام وصولا إلى “الملطة” بداية منطقة التنقيب والاستكشاف عن معدن الذهب في المنطقة عندما سألنا المواطنين عن موقع المنجم .. قالوا الجبل كله من الجانبين يمثل منجم الذهب وأشاروا إلى عشرات الحفريات المتناثرة في أسفل وبطن الجبل.. اقتربنا من عدد من الحفر المتقاربة على شكل آبار بعضها غير عميق وبعضها ممتدة إلى بطن الجبل وعلى فوهاتها بقايا الصخور والأتربة قال أحدهم: لسوء الحظ أن الشركة لا تعمل اليوم لأنه جمعة وأشار إلى أعلى.. هناك موقع حفر في هذا الجبل وموقع آخر في الجبل الذي يليه ويوجد في كل موقع حفار خاص بالشركة تعمل هذه الحفارات طوال الأسبوع باستثناء يوم الجمعة.
وعندما صعدنا الجبل إلى قمته لاحظنا عشرات الحفر التي نخرت الجبل هنا وهناك ووجدنا في الموقع بعض العمال يقومون ببعض الأعمال تعجبت من استمرارية العمل في هذه المواقع وطبيعة هذه الأعمال بأفتراض أن اعمال المشروع توقفت منذ سنوات حيث أعلنت النتائج عن عملية التنقيب والاستكشاف في المنطقة في عام 2004م ومع ذلك مازالت أعمال الشركة متواصلة حتى اليوم في غموض تام وتحفظ كبير من القائمين بأعمال الشركة.
وخلال لقاءاتنا مع بعض الوجاهات والمشائخ وبعض المواطنين سألناهم عن طبيعة اعمال الشركة في المنطقة الآن ويجمع الكل على أن الشركة تقوم بنهب منظم للذهب في المنطقة منذ عدة سنوات وأن محاولات الأهالي للوقوف أمام هذا العبث تصاب بالفشل حيث يأتي سيل من التوجيهات العليا ومن المسئولين في المحافظة بعدم التعرض لأعمال الشركة يليها ضغوطات على المشائخ والشخصيات المؤثرة والقيادات الم
