قبيلي من الصين
أحمد غراب

أحمد غراب –
جاء التطور الى اليمن فقيل له ” قبل ورجع “.
جاءت الأسلحة فقيل لها ” يا حيا من شمه بارود وارحبي يا جحانة فوق الاموات “.
جاءت الكهرباء فقيل لها : ” أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على المحطة الغازية “.
جاءت الثورة فقيل لها : “حيا بهم حيا بهم “.
جاء الاقتصاد والتعليم فقلنا ذي ما يغارم ويغرم و قبل ورجع حتى لو كان الغرم في خراب البلد ودماره.
نحن في اليمن قبلنا السياسة و الثقافة والاقتصاد والتعليم بدلا من أن نثقف القبيلة سياسيا وثقافيا واقتصاديا وتعليميا .
لو كانت القبيلة تصنع و تستورد لاستوردنا قبيلة ميد أن تشينا ( made in china) لكن القبيلة مثل الشاعر تولد ولا تصنع فماذا نصنع ¿
يقول الله سبحانه وتعالى :” وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ” الغاية من القبيلة المعرفة والغاية من التعارف الألفة والمودة بدليل قوله صلى الله عليه وسلم ” الارواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف”.
القبيلة زي السكين ابو وجهين حال يقطع وحال لا اذا علمتها وثقفتها تكون عمودا يسندك واذا اهملتها وسلحتها تكون حفرة تقع فيها .
عندما يخرج المواطن اليمني إلى أي دولة في الخارج تجده من أكثر الناس التزاما وتطبيقا للقانون وكأن فوضويته محصورة داخل بلده.
تأملوا معي الفرق بين صورتين:
الأولى: صورة قبيلي في اليمن قالب وجهه عاصر شنبه يتقارح كالبندق الشيكي الذي يحمله ومشغول بثأر أو بقطاع أو انتقام أو اختطاف.
الثانية: صورة القبيلي ذاته بشحمه ولحمه ماشي في شوارع القاهرة أو الرياض بالثوب أو البنطلون وكأن على رأسه الطير لا يجرؤ على مجرد قطع إشارة (في اليمن سيقطع طريقا وكهرباء و ….).
والسؤال الذي حير علماء الكرة الأرضية : كيف يتحول الجمل الهائج في اليمن إلى حمل وديع خارج اليمن ¿!
الاجابة ببساطة في الخارج كل ما حوله يشجعه على احترام القانون ويحذره من مجرد التفكير بأدنى مخالفة عندنا القانون مساحة انتشاره بسيطة ومحدودة ومفصل على مقاسات.
ما عسى القبيلي أن يفعل في الخارج وهو يشاهد الكلب يقف قبل الجولة ينتظر إشارة المرور حتى تفتح ثم يمر ويشاهد الشرطة تحتجز جملا لأنه قطع الطريق ولا تفرج عنه إلا بعد تغريم صاحبه.
والاغرب ان تجد من يذهب ليعمل في الخارج عاملا بسيطا البسمة تزين وجهه تراه متواضعا ملتزما وعندما ربك يفتح عليه ويولف بقش يرجع بلاده ويتمشيخ بفلوسه ويمشي وبعده مرافقون وكأن الجو عندنا مغر والناس في هذه البلاد فعلا عرطة اذا معك فلوس تسوي لك خمسين مرافقا بعدك وتغديهم وتخزن لهم ويدوا روسهم عليك ويزملوا لك :” ياشيخنا واحنا فدالك وانت الاساس واحنا عيالك”.
أو ليس من الأحرى أن يكون اليمني أحرص وأشد التزاما على تطبيق القانون في بلده لأن هذا البلد هو عزه الذي يلخصه المثل القائل: “عز القبيلي بلاده”!¿
القبيلة اختبار للعلم الذي تعلمناه تلقى دكاترة وعباقرة يتعبقروا في الخارج لكن لما يرجعوا الى قبيلتهم يمشيه اصغر قبيلي ما تعلم حرفين بمعنى اننا لم نغير في قبائلنا .
القبيلة ضحية فشل الدور التنويري والعملية التعليمية وغياب القانون والعدل والمساواة .
بإختصار القبيلي ابن البيئة التي هو فيها إذا شاف نظام بيمشي عليه إذا شاف فوضى بيكون اشد فوضى .
اكبر مشكلة هي الجهل لأنه يوجب التعب الكثير مع قلة الفائدة والنبي صلى الله عليه وسلم قال ” إنما شفاء الغي السؤال ” الجهل هو القاتل رقم واحد في اليمن ضحايا الحوادث المرورية اكثر من ضحايا حروب الشرق الأوسط باستثناء سوريا طبعا كان المفروض وضع خطة زمنية للقضاء على الأمية التي مازالت تمثل اكثر من نصف السكان 51% طريقة التعليم خاطئة جملة وتفصيلا لازم تغييرها كاملة لانها جزء من واقع التخلف الذي نعيشه.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
