مـــطـــر
أحمد غراب
أحمد غراب –
أمة البلاستيشن
? مر الربيع دون أن يلقي التحية وعاد الصيف ومعه هوسنا المجنون بالبحث عن أبطال وهميين نخترعهم حتى لو لم يكونوا موجودين.
هذه المرة بطلنا قادم من كوريا الشمالية والأبطال في أعيننا سواسية لا فرق بين بطل وبطل إلا بالحالة العربية.
نحن امة تستورد كل شئ حتى الأبطال كنا نستوردهم من أميركا الجنوبية فلما ارتفع الدولار لجأنا الى كوريا الشمالية.
فوق الباص احدهم يتمتم :” رئيس كوريا الشمالية طلع ولد احمر اعين ..”
ورغم انه يشتي له خريطة علشان ينطق اسمه صح الا انه تحدث عنه بحميمية وكأنهم ولدوا سوى في باب السبح او درسوا في جامعة عين عنس مرة وكانوا يخزنوا جمعه من سوق عنقاد.
قلت له : نحن بالذات ما ينفعش نصفق لرئيس كوريا الشمالية لأن حكوماتنا السابقة باعت المتر الغاز لكوريا الجنوبية بثلاثة دولارات.
والسؤال هل صار الوطن العربي يعاني من ازمة ابطال ام ان الجمهور اكتشف ان الابطال الذين صفق لهم طلعوا مهرجين فصار يبحث عن قصة بطولة ولو حتى عمرها قصير.
ام ان جنون البطالة جعل العرب يبحثون عن حالة بطولة يندمجون فيها كحالة ما يسمى الربيع العربي.
نحتفل بانتصارات الهاكرز والأتاري والبلاستيشن ونتداول اخبارها بشكل حصري عربيا على طريقة انشرها ولك الأجر وكلها مسكنات للهروب من واقعنا العربي بعد أن اختلط علينا الحابل بالنابل ولم نعد نميز قتيلا من قاتل ولا مظلوما من ظالم.
حتى الفيروسات تنمو وتطور نفسها ونحن العرب لا ننمو ولا نتطور إلا في معدل الحروب والطائفية والحزبية والمشاكل السياسية والاقتصادية.
جامعات الكيان الصهيوني تحقق سبعة ابحاث علمية كبرى أسبوعيا لا تحققها الدول العربية جميعا و معدل نمو قدراتهم التصنيعية والتصديرية عشرات أضعاف الموجودة عربيا.
اصحوا أيها العرب اسيتيقظوا من سكرتكم الأمم من حولكم صاروا يضبطون الوقت بالميكرو ثانية ويوقتون عقارب ساعاتهم على عقارب الأرض وهي تدور ويصنعون غواصات وصواريخ وطائرات استطلاع وانتم جامدون متسمرون متناحرون متقاتلون مختلفون بالصبح نائمون وبالليل مفسبكون لا تنتجون ولا تصنعون.
رقم ضائع مجهول بين الامم لا يعرف العالم من ارقامكم غير عدد القتلى في سوريا و عدد الجرحى في بلدانكم وعدد المفقودين والمخفيين قسريا وعدد النازحين وارقام البطالة والقرصنة ونسب الفساد والاموال المهربة.
صحوووا النوم
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
Ghurab77@gmail.com