عظة أسد ولا نظرة حسد

أحمد غراب


أحمد غراب –
من أظرف الأوهام التي يزينها الشيطان لبعض المسؤولين اليمنيين وتعشعش في عقولهم أنهم يعتقدون أن الناس عندما ينتقدونهم فذلك لأنهم يحسدونهم وهؤلاء يستحقون بكل جدارة أن يعاملوا معاملة الباصات التي تمشي ومكتوب على ظهرها خذ لك نظرة وصلي على النبي عظة أسد ولا نظرة حسد اللهم أعطهم ضعف ما تمنوه لي لكنهم يتناسون أن هناك باصات تمشي ومكتوب على ظهرها لو طحت ياصاحبي ما يرحموك الناس رماني عين ورب العرش نجاني ورب العرش اسمه العدل ودعانا إلى المساواة ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة عندما قال ” هلا جلست في بيت ابيك فننظر من اين تأتيك الهدية “.
ان هؤلاء القوم يتعاملون مع المناصب كأنما هي هدية وهم بهديتهم يفرحون او كأنهم هي ارض شقوا بها ليل نهار حتى تكسرت ظهورهم فأصبح من ينظر اليهم او ينتقدهم انما هو حاسد وان شئت قل كأنما هي إرث وورثوه فتفرج عليهم ابناء الفلاحين الغلابة بنظرات كلها حسد وقالوا في انفسهم لماذا لم نرث ما ورثوه !! منطق عجيب حصريا يا سيدي المسؤول انت لم تكن شيئا قبل أن تجلس على كرسيك الوظيفة هذه وظيفة عامة تخص الشعب والحكومة حكومة الشعب الا اذا كان منطق المسؤولين ما احد يحسد المال الا شعبه فهذا أمر آخر.
أنا الشعب أنا الشباب العاطل الباحث عن وظيفة انا الموظف الغلبان الذي تمضي سنواته وهو يفتش عن حقه في الترقية والحوافز والبدلات بأي حق تقول لي اني احسدك وانا من احضرتك الى هذا الكرسي وانا من قلدتك امانة تبرأت منها الجبال فحملتها وكنت ظلوما جهولا .
كيف احسدك على امانة ثقيلة تحملتها ألم تقرأوا ¿ ألم تتعلموا ¿ ألم تسمعوا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهو يقول ” يا ابا ذر انها امانة وانها خزي وندامة يوم القيامة ” اليست هذه هي المسؤولية ¿ على ماذا نحسدكم ايها المسؤولون ¿ انتم من يفترض أن تحسدوا الشعب على راحة البال والضمير ¿ منذ متى اصبح النقد توأم الحسد ¿! ان كان اعتراضنا على الخطأ حسد ورفضنا للمعايير الفئوية والحزبية والمحسوبية والمناطقية حسدا فماذا يمكن أن تسموا حرمان آلاف الشباب اليمنيين من ابسط حقوقهم في الترقية رغم الكفاءة والمهنية لمجرد عدم وجود واسطة معهم ¿ أليس هذا قهرا بل هو ابشع انواع القهر ¿! ان من اعظم انواع الجهل مصيبة أن تقهروا الناس وتتهموهم بأنهم يحسدونكم.
كلنا عيال تسعة وكلنا ابناء هذا الوطن الامس ولى وراح اليوم اصبح الناس واعين ولن يسكتوا على باطل او ظلم او قهر وسنطالب بحقوقنا جميعا.
انما اغرق هذا البلد هو وجود ثلة من الناس يحتكرون المناصب لهم ولأقربائهم وللمقربين منهم انما اشعل الفتنة في الوطن العربي من طرفه الى طرفه هو انقراض مقاييس العدالة والمساواة وتحول الوظيفة العامة الى كعك يتقاسمها افراد ومن فتح عينه ونظر اليهم وهم يتقاسمون يقولوا له انت حاسد.
رقيتك واسترقيتك من عين الشعب اللي يشوفك وما يصلي على النبي اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي