الدولة والحكم الرشيد

محمد محمد إبراهيم

 - من يسبق الآخر ¿.. الدولة أم الحكم الرشيد ¿.. الفارق بين النخب السياسية والقاعدة الجماهيرية أن الأخيرة صارت يائسة من حلم الحكم الرشيد بينما الأولى لاكت هذا السؤال حتى صار أشبه بلغز البيضة والدجاجة
محمد محمد إبراهيم –
من يسبق الآخر ¿.. الدولة أم الحكم الرشيد ¿.. الفارق بين النخب السياسية والقاعدة الجماهيرية أن الأخيرة صارت يائسة من حلم الحكم الرشيد بينما الأولى لاكت هذا السؤال حتى صار أشبه بلغز البيضة والدجاجة.

القاعدة الجماهيرية محقة في يأسها ليس لأنها المنتظر الوحيد لمخرجات الحوار الوطني بل لأن كل الإجابة معها كونها السطح العاكس لصورة الدولة علما وثقافة وتكوينا ومعيشة.. فصاحب “التاكسي” ألح علي بسؤاله ونحن في طريقنا إلى الحوار الوطني : “كيف تشوف¿ الخبúرة با يخرجونا لا طريق¿!!!”.. ولأن اهتمامي منصب على فريق عمل الحكم الرشيد في هذه الصفحة رديت عليه – دون أن التفت كنت مشغولا بالهاتف- : إنشاء الله نصل إلى الحكم الرشيد.. علق على إجابتي ساخرا -وعيناه تغرفان الزحام في شارع القاهرة باتجاه الفندق -: “هههههه.. قالك حكم رشيد!!!!! ما فيش شيء يدل على الدولة.. الله يعينكم”.

النخب السياسية.. لا إجابة عندها على سؤال هكذا.. لأن تلازمية الأهداف والمصالح جعلتها تحكم بـ: ” الدولة المدنية ستأتي عندما يسمعني الكل ويؤمنون بصوابية توجهي كقوة يجب أن تكون في المقدمة وبأي ثمن الحوار أو الحرب”.. وهنا يصحوا الجميع على غياب الإيمان بالمختلف كركيزة أساسية للتعايش كما إنهم داروا مفرغي الرسالة في حلقة جدلية البيضة والدجاجة..

ويبقى الأمل الوحيد في سأم اليمنيين من الصراعات وتسليمهم بالحوار كوسيلة للوصول إلى الدولة وسيادة القانون.. ولحظة وصولهم إلى هذه النقطة سيكون الواقع كفيلا برشدوية الحكم شريطة إرادة الطبقة القيادية التي تحكم مكونات المجتمع بخلق وعي احترام الدولة والمساواة من ناحية وحفاظ النخب السياسية بحماس قاعات مؤتمر الحوار الوطني وبنفس مستوى التعاطي القيمي مع مفاهيم الحكم الرشيد وأسسه الأخلاقية والمادية من ناحية أخرى.

قد يعجبك ايضا