الإعلام الذي نريد

نجيب محمد الزبيدي

نجيب محمد الزبيدي –

بالأمس القريب منذ ما يقارب ربع قرن أو أكثر كان للكتابة معنى وقيمة وتريدون معرفة السبب.. الأمر ببساطة متعلق بالضمير الحي اليقظ بأخلاقيات ومبادئ هذه المهنة السامية صاحبة الجلالة.. السلطة الرابعة.. الصحافة ولكي يتضح الأمر ها نحن نبسط المسألة كي نعرف القراء لماذا نمتدح صحافة الأمس إنها ذكريات ما أجملها كانت الأقلام التي تكتب بالصحف تلك القليلة لا تتجاوز عدد أصابع اليدين معا.
لكن الكتابات التي كانوا يسطرونها أكثر من رائعة فن الكلام جماليات العبارة الإنشاء البليغ اللغة البديعة النقد الموضوعي الهادف والتحليلات يا الله ما أروعها الكل يعمل بروح الفريق الواحد لا فرق بين رئيس ومرؤوس فكان للتفوق عنوان وللنجاح طعم واليوم يا قلبي لا تحزن انقلب الوضع غابت القيم اندثرت المبادئ وتلك الأخلاقيات يا أسفاه على هكذا أوضاع ما الذي يجري أخبرونا بالأمس كان الرواد الكبار يغرسون المبادئ القيم يتعهدونها يحرسونها حتى يأتي الجيل الجديد ويكملون المشوار تأسيسا على تلك المبادئ الراقية.
لكن القليل جدا من ممتهني حرفة الكتابة وحدهم يكافحون ويواصلون الليل بالنهار رافعين الشعار الصحافة فن.. أخلاق.. صدق.. مبادئ.. مثل.. وقيم كبيرة والتساؤل المطروح كل هذه الاختلالات والتجاوزات من يقف وراءها أين الجهات ذات العلاقة بالأمر وزارة الإعلام ونقابة الصحفيين واتحاد الأدباء والكتاب وغيرهم فقط لو تتكرموا وبتواضع هذا تساؤلنا فأين جوابكم لن تبخلوا علينا بالرد والتعجيل بالجواب فنحن بالانتظار نتوسم فكيم الخير والصدق معا.
اليوم الساحة الإعلامية تلفزة بقنواتها المتعددة وإذاعاتها المنتشرة وبالعدد والرقم الكبير للصحف لدينا بلغت الأرقام القياسية دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية أشكال على ألوان على مقاسات وأحجام ما شاء الله تبارك الله أقرأوا المعوذتين وقل هو الله أحد هنيئا لكم تستاهلوا أنتم منبع الحكمة والفقه والإيمان والأدب والشعر كله كله ما شاء الله تبارك الله موجود لديكم أظن يا جماعة ونحن مش دارين العالم بأكمله يحسدوننا على هذه النعم كلها بس احنا الذين لم ندرك وكيفية المحافظة على تلك الهدايا والنعم فما المطلوب منا إذا ما الذين نعمله تريديون الحل اشكروا رب هذه النعم واحمدوه يزدكم أكثر.
أيها الإعلاميون كافة يا أصحاب مهنة الصحافة خاصة أيها الكتاب يا حاملي تلك الأقلام كونوا عند مستوى التحدي أثبتوا لنا بالداخل نحن شعب اليمن وشعوب الخارج الجيران العرب وأصدقاءنا من بني العجم أرسلوها عبر الفضائيات المتلفزة عبر الرسائل النصية عبر الفيسبوك عبر كل الأجهزة الالكترونية الحديثة.
قولوا للآخرين الإعلام عندنا بخير.. الإعلام خدمة قضايا الوطن وشعبه.. الإعلام كالجسد الواحد كالبنيان المرصوص والكل جنود أوفياء.