الجميع في الحوار الوطني..!!
علي أحمد عبده قاسم
علي أحمد عبده قاسم –
لفت انتباهي قول أستاذ وأب لي له مقام ومنزلة في نفسي ومشاعري حين قال عن الحوار: «الكل يصارع ليحصل على أكبر قدر وأكبر نصيب من المقاعد» وأردف قائلا: «حضر الجميع في الحوار وغاب الوطن» فإذا كان لفظ الجميع رائعا في العبارة إلا أن التساؤل من سيمثل الوطن¿ من سيمثل اليمن¿!
فإذا كانت كل الأطراف ستكرس كل ما لديها من قوة وقدراتها لتبرهن على أن رؤيتها هي الحقيقة وليست الأصوب ورؤاها هي التي يؤخذ بها وربما قد يؤخذ بتلك الرؤية دستوريا وقانونيا وقت تدوين الدستور والقانون وكانت تلك الرؤية حزبية أيديولوجية عمل أصحابها في الحوار على تكريسها في الحوار لتستخدم في المستقبل مما سيؤدي إلى الخلاف المستقبلين والحوار جاء من أجل إزالة ما يؤدي إلى الخلاف في المستقبل..!! خاصة الخلاف العميق.
وإذا كانت الأحزاب والمنظمات قد جندت الكثير من الأطراف تحت مسميات كثيرة حتى يتأتى لها الفوز بنتائج الحوار مستقبلا فما الآلية الموضوعية لإجراء ملفات الخلاف في الحوار خاصة والكل يحرص على تمثيل نفسه وربما قد يرمي بالوطن جانبا¿!
وفي هذه السطور لماذا لا يقول الجميع: أنا ممن سيمثلون اليمن باستقلالية وأنضم للقلة في تمثيل الوطن بتجرد يبلغ حد الذوبان¿!! وسأرمي بكل هوى لا يخدم الوطن..!! وسأبذل قصارى جهدي حتى يستقر الوطن وسأرفض كل ما يؤدي للاضطراب والإخلال ولن أزين الرأي الذي أطرحه وسأكون بارعا وحاذقا ولن أكون مستفزا ولن أحاول أزين الرأي بدبلوماسية سياسية ولن ألجأ للدهاء والنظرة البعيدة الموجهة سياسيا ولن أنسحب من الحوار وأعلق عضويتي لأني أريد له أن ينجح ولن أطالب برفع مستوى التمثيل للقلة أمثالي لأني مؤمن أن مصداقية وقوة الوطن هي معي وسأكون متجردا إلا من اليمن ولن ألاحق المستحقات المالية كثيرا بل ربما سأعفي جانب اللجنة المالية لأني سأوزع الأموال تلك لكل من هم حريصون على اليمن وسأقول «كلوا من ذهبي (إن عصري عصر هارون الرشيد) فلن أقوم بتعبئة الاستمارة الخاصة لأني أريد الاختيار لمصداقية الهم الذي أحمله من أجل اليمن لأن الاستمرارية والبقاء للوطن» وقلت ما سبق لأني مؤمن أن الحوار تحاور ومدرك أنه تفاعل بين طرفين في قضية ما يؤدي إلى حل ونهاية لتلك القضية وأنه تلاق بين أطراف اختلفوا في قضية ما وأرادوا بمصداقية إيجاد حل لها ومستوعب أن التحاور لبلوغ غاية نبيلة وليس الحوار جدلا كالجدل السفسطائي الذي يعتقد صاحبه أنه يمتلك الحقيقة ولديه رؤية وليست حقيقية.
لذلك&