لينجح مؤتمر الحوار
خليل المعلمي
خليل المعلمي –
طالما أن جميع المكونات والتنظيمات والأحزاب السياسية قد قررت المشاركة في المؤتمر فإن ذلك يعتبر نجاحا في حد ذاته خاصة وأن اللوائح الداخلية للمؤتمر قد تم إقراراها والموافقة عليها من قبل المؤتمرين
مثلما انتظراليمنيون موعد انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل والذي تأخر عن موعده عدة أشهر حتى انتشرت بعض الآراء والكتابات باستحالة انعقاده خلال هذه الفترة وازدادت بعد ذلك الانتقادات لمؤتمر الحوار بداية من لجنته الفنية وقوامها وأعضائها ومهامها وأنشطتها بل وشخصياتها ولم يفلت من ذلك أعضاء المؤتمر بعد تشكيلهم وعددهم وشخصياتهم وما إلى ذلك من الانتقادات التي تؤكد بأن إرضاء الناس غاية لا تدرك.
فهم في الوقت الحالي ينتظرون بفارغ الصبر النتائج التي سيخرج بها المؤتمر لتكون بمثابة الخلاص من كل ترسبات الماضي وأساسا صلبا وقويا لمستقبل الأجيال الحاضرة والقادمة وهم بذلك غير ملتفتين ولا أبهين لأي إشاعات أو توقعات تحاول أن تأخذ بعقولهم إلى إفشال المؤتمر “لا قدر الله” وهذا ما لا يريده أحد.
وطالما أن جميع المكونات والتنظيمات والأحزاب السياسية قد قررت المشاركة في المؤتمر فإن ذلك يعتبر نجاحا في حد ذاته خاصة وأن اللوائح الداخلية للمؤتمر قد تم إقراراها والموافقة عليها من قبل المؤتمرين إضافة إلى تشكيل عدد من اللجان المنظمة لعملية سير المؤتمر مثل لجنة التوفيق ولجنة الانضباط وغيرها.
نحن لا نتوقع أن تكون المهمة سهلة أمام المتحاورين لكننا نثق بالله تعالى أولا وبجهود جميع من قبلوا بأن يجلسوا أمام بعضهم البعض في طاولة واحدة في أن يخرج المؤتمر بنتائج طيبة ومثمرة بعد أن شاهدنا جلسات المؤتمر الرئيسية وقد أصبح المؤتمرون يتقبلون الآراء المختلفة لتشخيص الوضع الحالي الذي تعيشه بلادنا نتيجة الأخطاء المتراكمة خلال العقود السابقة من نزاعات وصراعات بين أبناء الشعب الواحد وما كانت ستؤول إليه مؤخرا في العام 2011م.
إن ما شاهده المتابع على شاشة التلفاز من تقبل لدى الجميع بما يطرح على طاولة الحوار من قضايا مختلفة يعني لنا ولرجل الشارع البسيط أن الجميع قد اتجهوا بنواياهم الحقيقية لإعادة تشكيل اليمن بما يحفظ أمن واستقرار ووحدة الوطن وبما يحفظ للجميع المشاركة في العملية السياسية القادمة ويتجلى ذلك من خلال استشعارهم المسؤولية أثناء أدائهم القسم جماعيا وبصوت واحد ليراعوا في اجتماعاتهم وفي حواراتهم مصلحة اليمن العليا ومصلحة هذا الشعب الذي أنهكته أزمات وصراعات العقود الماضية فكان هذا الحوار نتاج صبر الضعفاء وهم يمثلون الكثرة من اليمنيين وهم يؤملون عليه الكثير والكثير لصنع مستقبل أكثر إشراقا وأكثر أمنا وأمانا.