المواطنة والمفاهيم الخاطئة…
محفوظ البعيثي
محفوظ البعيثي –
يعتقد البعض أن مواطنته في هذه البلاد التي كانت في الزمان الغابر سعيدة تعني له العبث بكل ما هو عام وخاص والتسلط والاستبداد وتحقيق كافة مصالحه وطموحاته ورغباته المشروعة وغير المشروعة وهذا الاعتقاد الخاطئ ناتج عن الثقافة والسلوكيات والممارسات السيئة التي سادت في بلادنا خاصة خلال العقدين الماضيين تقريبا أي منذ الأيام الأولى لنشوب الأزمة السياسية والحرب الإعلامية بين شركاء الوحدة والسلطة التي سبقت اندلاع حرب صيف 1994م بنحو عام وحتى وقتنا الراهن وأصبح هؤلاء البعض-وهم كثر- وعلى امتداد جغرافية اليمن ونتيجة لاعتقادهم هذا يشعرون أن انتماءهم لتراب الوطن هو بمثابة صك تملك للبلاد والعباد يجيز لهم الاعتداء على حقوق وأملاك الغير وتملك كل ما يقع تحت أيديهم من وظيفة عامة وأموال وأملاك وأصول عامة… وأن المواطنة تعني لهم -أيضا- الاعتداء على الطريق العام وعلى عابر السبيل فيها وعلى محطات وأبراج وخطوط ومحولات وأعمدة الكهرباء وعلى محطات وأنابيب وقاطرات النفط والغاز وعلى غيرها من الخدمات والمصالح العامة….والحصول على احتياجاتهم وكل ما يخطر على بالهم متى ما شاءوا وكيفماء شاءوا وبالوسائل والطرق غير المشروعة وأن لا واجبات عليهم تجاه وطنهم ومجتمعهم¿!.
كما يقود الاعتقاد الخاطئ لدى كثير من اليمنيين بمفاهيم ومعاني المواطنة إلى ممارسة العبث ومختلف الأعمال السلبية.. التي تتعارض كليا مع حقيقة وجوهر المواطنة ومن هذه الممارسات والأعمال السيئة على سبيل المثال عدم احترامهم لإشارة المرور ولرجل الشرطة وللدستور والقوانين والأنظمة بمجملها.
وعلى هكذا ثقافة وسلوكيات وممارسات ترعرع البعض وربوا أبنائهم وبناتهم..
ولهولاء الذين لا يعرفون ولا يدركون شيئا من معاني وحقيقة الانتماء للتراب الوطني والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية فيه نقول: إن مواطنة أي شخص في أية دولة من دول العالم هي حقوق وواجبات وإذا ما أهملت أو أنكرت إحداهما (الحقوق والواجبات) من قبل نظام الحكم أو من قبل الفرد أو الجماعة أو القبيلة أو..أو.. إلخ فذلك يؤدي إلى فساد الحياة العامة في البلد الذي لا يؤمن أبناؤه بأن المواطنة حقوق وواجبات وبالتالي تختل الموازين ويختل الوضع العام وتصبح مفردة “المواطنة” عديمة المعنى والجدوى والقيمة بل وتصبح مسخ كالمسخ الذي لا يعي ولا يقدر قيمتها ومعانيها.