حكاية بؤس في سöفúرö النسيان !

تحقيق فايز محيي الدين البخاري


تحقيق/ فايز محيي الدين البخاري –
في كل بقاع العالم تتمثل معاناة الأيتام في فراق أحد الوالدين أو كلاهما معالكن أيتام اليمن يعانون مöن مشكلات متعددة يقف في مقدöمتöها النسيان الذي يواجهونه من المجتمع الذي لا يذكرهم إلا فيما ندر.. وإنú تذكرهم فبأشياء لا تستحق الذكر.. والغريب في الأمر أن غالبية من يمسكون بزمام الأمر في بلادöنا في شتى المجالات هم يتامى درسوا وتخرجوا مöن دار رعاية الأيتام التي كان لها قصب السبق والفضل في رعاية الأيتام وتخريج أجيال تم على عاتقها التغيير الجذري الذي شهده المجتمع اليمني منذ أربعينيات القرن العشرين.. ورغم أن هؤلاء النافذين الذين يتبوأون اليوم المناصب العليا هم من خريجي دار رعاية الأيتام إلا أن حال هذه الدار من السوء ما يجعل المرء يلعن اليوم الذي أمسك فيه أولئك النفر زمام الأمورö في بلادناحيث لم نجد منهم خيرا حتى للمكان الذي نهلوا منه العöلم وكان لهم الحاضن الأمين والمصنع الحقيقي الذي صنع منهم رجالا وقيادات لا تزال حتى اللحظة تتربع على عرش الوطن في كل مجا

هذا التحقيق الذي أجريناه بمناسبة اليوم العربي لليتيم والذي يصادف أول جمعة من شهر أبريل مöن كل عام حاولنا مöن خلاله عكس ما هو واقع في دار رعاية الأيتام من أجل نقل صورة مباشرة وحقيقية نضعها بين يدي المسئولين ليلتفتوا لهذه الدار ونزلائها الذين كانوا يوما ما جزءا منهم.. خاصة وقد بلغتú شكوى وأنين الأيتام كل أذن في اليمن بعد الانتفاضة التي قاموا بها العام الماضي ضد إدارة الدار السابقة والجهات المعنية التي رمتهم بسلة الإهمال.

لفت الانتباه والعون
* في البدء تحدث إلينا الطالب محمد صالح صالح الجبري من مواليد ذمار منطقة آنس الذي يدرس في دار رعاية الأيتام منذ سبع سنوات وهو الآن طالب في الصف الثالث الثانوي والذي رأى في اليوم العربي لليتيم مناسبة جميلة للفت انتباه المجتمع إلى وجود هذه الشريحة بين ظهرانيهموالتي تحتاج منهم لمد يد العون والمساعدة على الدوام.
لكنه أعقب ذلك بالشكوى مöن مرارة فراق الأهل لöبعúدö مسقط رأسه عن العاصمةكما شكا من عدم تجاوب الجهات المعنية مع متطلباتهم وبالذات فيما يتعلق بالتغذية التي تم رفعها العام الماضي عقب انتفاضتهم التي قاموا مöن خلالها بقطع الطريق في شارع تعز المواجه للدار لمدة 21يوما وهم على الإسفلت ليل نهار حتى تم معالجة بعض أوضاعهم وتلبية احتياجاتهم من خلال تحسين التغذية التي تم رفع نفقات وجبات كل طالب يوميا إلى سبع مائة ريال لكن المؤسف – حسب قوله – أن وزارة المالية خفضتö المبلغ إلى أربع مائة ريال.
وفي حين أيد قول إدارة الدار بأنه تم تحسين التغذية وتحسين المنامات التي يسكنون فيها مöن خلال إيجاد أسöرة نوم خشبية ذات تصميم أنيق وبعض الدواليب والتي شاهدنا بعضا منها ووثقناه بعدستنا إلا أنه يلوم الإدارة على تقصيرها – كما يقول – بعدم الضبط والحزم في بعض الأمور وعدم تجاوز الأخطاء السابقة لنفس الإدارة والإدارات السابقة..
ويشير الجبري إلى أنه لا يوجد في صفه الثالث الثانوي أي طالب متبقي من سنوات سابقة (راسب) كما قالت مديرة الدار وأن من أعاد الدراسة فهو الفرد النادر وذلك إذا حصل على معدل ضعيف لا يؤهله للكلية التي يطمح بها.. ومن خلال نفيه أكد أن سياسة ولائحة الدار المتبعة لا تسمح للطالب الراسب بالبقاء فيه أبدا.
ومع أنه ليس منطقيا بالنسبة لنا أن مثل ذلك يحدث إلا أن مديرة الدار الأستاذة أحلام علي العرشي أكدت أن أكثر من يثيرون الفوضى وعدم الإلتزام داخل الدار هم مöن الراسبين لسنوات عöدة وأنهم حين يهمون بطردهم أو فصلهم من الدار يأتي من يتوسط ويقول: أين سنذهب بفلان مثلا وهو يتيم خلوه يبقى والمخارöج الله!

زيارة وفوضى
* زيارتي للدار كانت يوم الأربعاء 3 أبريل وجاءت الزيارة عقب يوم واحد من فوضى حصلت في الدار يوم الثلاثاء 2 أبريل حيث حاصر بعض الطلاب إدارة الدار وطالبوها بالرحيل لأنها حسب قولهم لم تلبي مطالبهم التي كانت 17 مطلبا أيام الإدارة السابقة وارتفعت نتيجة المماطلة إلى 30 مطلبا.. هذا الأمر دفعني للالتقاء ببعض الطلاب بعيدا عن إدارة الدار لإبعادهم عن الحرج من الإدارة وتحري الصدق وخلال ذلك قالوا بأنهم يريدون أنú يصبح دار رعاية الأيتام هيئة تتبع رئاسة الوزراء ليتسنى لهم معرفة ما الذي لهم وما الذي عليهم فميزانية الدار يشوبها الكثير مöن الغموض.
مديرة الدار الأستاذة أحلام العرشي أشارت في هذا الصدد إلى أن الطلاب يجهلون الكثير من الأشياء المتعلقة بطبيعة تسيير الدار ويظنون مثلا أن عائدات الدكاكين التي بنيتú على سور الدار يجب أنú يتم تقسيمها

قد يعجبك ايضا