الاصطياد في الماء العكر
إياد الموسمي
إياد الموسمي –
ندرك جيدا أن من تحمل المسئولية في هذا الظرف العصيب والمبعثر المليء بالفوضى والاختلال لا ينتظر الكلام اللطيف والثناء والتبجيل لطبيعة الوضع القائم وهذا ما استشفه دولة رئيس الوزراء المناضل الأستاذ باسندوة في كلمته الشهيرة أمام البرلمان وكان فعلا قائدا وطنيا وهب نفسه لهذا الوطن الغالي.
فعلا (ليس كبير القوم من يحمل الحقد) تلك مقولة طالما سمعناها كثيرا واستحسناها سجية لو تحلى بها مسئولونا لكانوا لنا قدوة في الصفح والتعامل المسئول وأصلحنا أحوالنا المفخخة بشرور العداوات لاسيما في ظل ما نعيشه من أوضاع تستدعي الجلادة والصبر على زلات المشاحنات التي تزيد من اتساع الشرخ الذي نعتزم إعادة تجبيره .
إلى وقت قريب كان يحدث ما يحدث في جلسات المسئولين سواء كانوا برلمانيين أو أعضاء في الحكومة وسرعان ما يتم احتواء القضية وحينها تظل سر الحاضرين وتصغر المشكلة ليقابلها كبر الرجال ومواقفهم في عيون العامة إذ من المعيب أن تنعكس تلك التصرفات على العامة من أفراد مجتمعهم .
ما حدث في مجلس النواب من كلام أدانه الجميع بمن فيهم البرلماني نفسه واتبعه باعتذار عن خطئه الأمر الذي يتطلب منا أن نكبر جميعا فوق كل الحساسيات والانفعالات والتجريحات التي اصدعت رؤسنا عاما ونيفا وكانت أسوأ ما أفرزته الأزمة من سلوكيات نابية قدحنا بها كل من اختلفنا معهم .
تبعات ما يحدث يتحملها الإعلام بمحاولة تأجيجه القضية ليس حبا وغيرة على رئيس الحكومة ولكن لمحاولة استثمارها وتوظيفها لصالح سياسات معينة قد لا تخدم الشأن العام بقدر ما هي محاولة لربح مواقف معينة واستغلالها سياسا.
أوضاعنا حاليا لا تحتمل مزيدا من اقتناص الأخطاء وصب الزيت على النار واسترجاع أوجاع الماضي وجميع أبناء اليمن يقدرون للأستاذ باسندوة وكل مسئولينا السابقين واللاحقين وما تعرضوا له من إساءات بل واعتداءات استهدفت حياتهم وتصفيتهم لإخلاصهم وقيامهم بتحملهم مسئولية خدمة الوطن وإنقاذه من الهاوية .
لسنا أعرف ولا أحرص من تلك القيادات الوطنية على مصالح البلاد لكننا نذكرهم بأن الوطن يحتضر ومرحلة الحوار التي ستنتشله وتنقذه من هذا الواقع قد بدت ملامحها ويجب قطع الطريق أمام كل من يحاول اللعب على الحبال من أي طرف كان .
أخيرا هل يدرك المجلسان بأن المواطن لم يعد لديه المتسع من الصبر من الفراغ الذي يقضونه بعيدا عن معاناة المواطن وهمومه اليومية في توفير لقمة العيش وافتقاره للخدمات الصغيرة وهم منشغلون ببيانات الإدانة في قضايا كهذه.