التغيير‮ .. ‬المؤسسات المدنية‮.. ‬ووقفة للمراجعة

أحمد عبدربه علوي

 - نحن مدعوون وتحت إلحاح مطلب التغيير وقضاياه إلى فتح ملف المراجعة الشاملة لأوضاع مؤسساتنا المدنية والتي‮ ‬يعاني‮ ‬بعضها‮ «‬ولا أقول كلها‮» ‬من دوار التصدعات الداخلية وأصبح
أحمد عبدربه علوي –

نحن مدعوون وتحت إلحاح مطلب التغيير وقضاياه إلى فتح ملف المراجعة الشاملة لأوضاع مؤسساتنا المدنية والتي‮ ‬يعاني‮ ‬بعضها‮ «‬ولا أقول كلها‮» ‬من دوار التصدعات الداخلية وأصبحت بمحصلة أدائها قيدا‮ ‬على طموح التغيير وديناميكياته‮ ‬وبمرور الوقت قد تتحول هذه المؤسسات إلى معامل انكسار في‮ ‬معادلة التغيير ولكن الوقت مازال‮ ‬يتسع لأكثر من وقفه للمراجعة‮.. ‬بقدر ما‮ ‬يتسع لأكثر من إشراقة للأمل‮.. ‬ووقفة المراجعة تأخذنا‮ – ‬أولا‮: ‬إلى ظاهرة تحول بعض المؤسسات إلى مؤسسات مغلقة تستبق لنفسها قناة اتصال انتقائية لتمرير بيانات ومعلومات‮ ‬غير دقيقة وأحيانا‮ ‬مغلوطة من نشاطها وعن إنجازتها‮.. ‬ولأن التغيير هو عملية استراتيجية ولا‮ ‬يمكن إدارتها‮ – ‬مثل كل العمليات الاستراتيجية‮ ‬إلا بتقدير موقف‮ ‬يستند إلى معلومات صحيحة‮ ‬ولأن المعلومات بطبيعتها هي‮ ‬معلومات مؤسسية فإن مزيدا‮ ‬من المؤسسات المغلقة‮ ‬يعني‮ ‬بالتلازم‮ – ‬مزيدا‮ ‬من إرباك إدارة عملية التغيير ولعل اقتضاء الظرف المرحلي‮.. ‬يسوغ‮ ‬اقتراحا‮ ‬باعتماد آلية جديدة تملك وسائلها لتدقيق المعلومات الصادرة عن المؤسسات وإخضاعها للاختبار الكاشف ثم فتح نوافذ المؤسسات المغلقة أمام الرأي‮ ‬العام‮.. ‬كحق أصيل من حقوق ديمقراطية المشاركة‮.‬
وتأخذنا وقفة المراجعة ثانيا‮ – ‬إلى ظاهرة الإدارة الموازية كنمط إداري‮ ‬يسود بعض مؤسساتنا‮ ‬ولعله البعض القليل‮ ‬والإدارة الموازية بمفردات التشكيل هي‮ ‬عبارة عن شبكة مصالح خاصة تتصل اطرافها بتصعيد عناصر‮ ‬غير مستحقة ومن بينها أشقاء وأقارب وجلساء مقيل القات إلى مواقع حساسة في‮ ‬الدرج الوظيفي‮ ‬أو السلم الوظيفي‮ ‬والاستشاري‮ ‬للمؤسسة أو الوزارة بما‮ ‬يؤمن الاستغلال النفعي‮ ‬للسلطة وتداول الامتيازات‮ ‬غير المشروعة وتعتمد الإدارة الموازية في‮ ‬تكتيكها الإجرائي‮ ‬على تنحية الضوابط المؤسسية جانبا‮ ‬واستبدالها بقواعد تحكمية ملتبسة‮ ‬وعلى ترك مساحات حرة لنمو مراكز نفوذ خارج السيطرة‮ ‬وكذا على اتصالات خلفية بآخرين لتأمين خطوط دفاع مشتركة ولتدوير مصالح مزدوجة تحف بها الشكوك‮ ‬وكل ذلك من ظل تداخل موضعي‮ ‬بسواتر تمويه لعرقلة عمل الجهات الرقابية‮.‬
وفي‮ ‬الحاصل فإن الإدارة الموازية تكشف عن فساد مؤسسي‮ ‬تنتشر جذوره‮ ‬وتستطيل عمقا‮ ‬داخل بعض مؤسساتنا‮.. ‬ولعله مرة أخرى البعض القليل‮.. ‬وهو امتداد‮ ‬يعترض طريق التغيير ويرفع من تكلفته‮ ‬وفي‮ ‬التقدير فإن المواءمة تبرر بناء آلية مستحدثة للتقييم والمتابعة تعيد النظر أساسا‮ ‬في‮ ‬حصانة المسؤول إلا في‮ ‬حالات استثنائىة صارخة ضد الإقالة‮.. ‬ففي‮ ‬زمن التغيير هناك حالات أخرى تسرع بالإقالة‮ .. ‬حالات تخص الإدارة الموازية وفي‮ ‬التقدير أيضا‮.. ‬فإن هذه الآلية‮ ‬يمكن تفعيلها وظيفيا باستعادة الدور الرقابي‮ ‬للمجالس المحلية بالمحافظات وهو دور شبه‮ ‬غائب تقريبا‮.. ‬في‮ ‬ظل سوابق انتخابات المحليات والتي‮ ‬كان بعضهم‮ ‬يفوز فيها بعشرات الآلاف من الأصوات‮. ‬ولقد حان الوقت تزامنا‮ ‬لكي‮ ‬تخضع انتخابات المحليات القادمة لضمانات انتخابات نزيهة لشخصيات مثقفة واعية‮.‬
ثم تمضي‮ ‬بنا وقفة المراجعة ثالثا‮: ‬إلى ظاهرة الخيار المناوئ للتطوير المؤسسي‮ ‬والذي‮ &#823

قد يعجبك ايضا