الحرم المحرم

محمد غبسي


 - أصبح احتمال دخول الجنة الذي يروج له الانتحاريون أكثر بكثير من إمكانية الانتساب الى كلية الطب في جامعة صنعاء .
ليس لكل مجتهد نصيب ..ففي هذا الواقع تتغير النظريات جميعها الحديثة والقديمة
محمد غبسي –

أصبح احتمال دخول الجنة الذي يروج له الانتحاريون أكثر بكثير من إمكانية الانتساب الى كلية الطب في جامعة صنعاء .
ليس لكل مجتهد نصيب ..ففي هذا الواقع تتغير النظريات جميعها الحديثة والقديمة حتى أصبح الجهل نورا والعلم ظلاما ..في الواقع لا علاقة للجاذبية الأرضية وقوانين الفيزياء باستمرارية الحياة (البدائية جدا) التي نتمسك بها .
في الواقع لازلنا خلف مرحلة التخلف بعشرات السنين ودليلي على ذلك هو عدد الطلاب الذين تستوعبهم كلية الطب جامعة صنعاء ..فكلية الطب هذه لا تستوعب أكثر من مائة طالب من بين حوالي أربعة آلاف متقدم في العام الواحد ..¿
وعشرات الآلاف الذين يتقدمون لها من خلال امتحانات الثانوية العامة..!
هنا يصبح من المستحيل أن يتعافى شعب تجاوز سكانه الخمسة وعشرين مليون نسمة اعتمادا على مائة طبيب تخرجه جامعة صنعاء كل عام ..مع العلم بأن المائة الطالب قد يتناقصون ويطفش منهم من يطفش سواء بفعل فاعل أو بقوة عزرائيل .
أعرف أني لم أكن بحاجة لدخول هذا الزقاق الطبي أو الحرم الجامعي المحرم على الجميع ما عدا مائة طالب ينقصون ولا يزيدون أبدا ..!
لكني أتساءل حائرا: متى تستوعب كلية الطب عددا معقولا من الطلاب بناء على دراسة حقيقية وواقعية تستند أساسا على حاجة الشعب لهذه الخدمة التي يمكن أن يقدمها الطبيب لاحقا ¿
أتمنى يائسا بأن يصبح المعيار لقبول الطلاب وعددهم موازيا لعدد المرضى الذين يسافرون خارج البلاد طلبا للعلاج على الأقل ..!

قد يعجبك ايضا