تونس: انقسام «حركة النهضة» يلوح في الأفق!!
محمد حسن شعب
محمد حسن شعب –
اغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد صباح يوم الأربعاء الماضي شكل علامة فارقة في حياة المجتمع المدني داخل المجتمع التونسي وكاد أن يقلب الأوضاع السياسية رأسا على عقب على حكومة حمادي الجبالي القيادي في حركة النهضة التونسية التي يقودها الأصولي المعتدل الشيخ راشد الغنوشي منذ أن سقط نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي قبل أقل من عامين.
سقوط القيادي المعارض شكري بلعيد تزامن مع احتفالات الشعب التونسي بمرور عامين على سقوط نظام زين العابدين بن علي وسط جملة من الإخفاقات شهدتها تونس في ظل حكومة حركة النهضة ويأتي في مقدمتها انكماش اقتصادي حاد وارتفاع معدل البطالة إلى مستوى لم تشهده تونس منذ قيام ثورة الياسمين التونسية التي شكلت نموذجا للثورات العربية في مصر وليبيا واليمن وسوريا وتداعيات خطيرة منذ مطلع عام 2011م .
تداعيات اغتيال شكري بلعيد اشعلت عود ثقاب وسط زيت احتقان المجتمع العلماني التونسي من هيمنة حركة النهضة على مفاصل الدولة والسعي بشكل حثيث على استكمال بقية المؤسسات بقصد تحقيق المزيد من المكاسب على الساحة التونسية.
خصوم حركة النهضة يحملونها ما آلت إليه أوضاع البلاد على الصعيد الاقتصادي كمؤشر على فشلها في إدارة البلاد سياسيا واجتماعيا ولمح الكثير من المحللين السياسيين التونسيين إلى أن هيمنة حركة النهضة على مقاليد الأمور شكل غطاء لفصائل إسلامية متطرفة هدفها إقصاء القوى العلمانية من المشاركة السياسية سواء منها الليبرالية أو اليسارية أو الوسطية أو سواها من منظمات المجتمع المدني بينما اعتبر بعض المحللين والمراقبين سعي المتطرفين إلى السيطرة على مقاليد الأمور في تونس بأنه مجرد تبادل أدوار مع حركة النهضة للقضاء على مجتمع التعددية السياسية في تونس وإدخال في نفق الأصولية والحكم الشمولي.
وقد انتقدت أرملة شكري بلعيد حكومة النهضة في أنها لم تتخذ إجراء يذكر بحق الأصوليين المتطرفين الذين افتوا بإباحة دم شكري بلعيد قبل واقعة الاغتيال مع أن زعماء من حركة النهضة تذرعوا برفض بلعيد قبوله بترتيب حماية خاصة له على إثر تلك الفتاوى.
تداعيات الأزمة في تونس جعلت رئيس الحكومة حمادي الجبالي يقترح تشكيل حكومة تكنوقراط برغم أنه لم يكن معنيا بذلك ولكن حزبه «حركة النهضة» رفض المقترح الأمر الذي اعتبر الرفض من قبل العديد من المحللين مؤشرا على انقسام داخل حركة النهضة في حين اعتبر آخرون بأن المقترح مجرد محاولة ذكية لاحتواء تداعيات الأزمة وإطفاء نارها المشتعلة.