تهامة للجميع…

د. محمد حسين النظاري

 - 
الحديدة عاصمة تهامة تلك المدينة المسالمون الودودون الطيبون أهلها الذين كان لأهل اليمن قاطبة بسببهم فضل في قوله صلى الله عليه وسلم: (الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان) ولهذا فمن غير المستوعب أن نخرج كتهاميين عن هذا النهج المحمدي وإن خرج عنه بعض أهلنا في مناطق اليمن المختلفة.
د. محمد حسين النظاري –
الحديدة عاصمة تهامة تلك المدينة المسالمون الودودون الطيبون أهلها الذين كان لأهل اليمن قاطبة بسببهم فضل في قوله صلى الله عليه وسلم: (الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان) ولهذا فمن غير المستوعب أن نخرج كتهاميين عن هذا النهج المحمدي وإن خرج عنه بعض أهلنا في مناطق اليمن المختلفة.
لا يمكن لأحد أن ينكر أن لأهل تهامة حقوقا لم ينالوها كاملة ومطالب حقيقية لم يحصلوا عليها كغيرهم في المحافظات الأخرى بالرغم من أن تهامة ترفد الاقتصاد الوطني بنسبة كبيرة من الإيرادات عبر المنتجات الزراعية وتصدير النفط واستيراد البضائع عبر المنافذ البحرية والجوية ناهيك عن الضرائب والموارد المالية الآتية منها باعتبارها من أكبر المدن كثافة على مستوى محافظات الجمهورية.
من يستنكر أن يعبر التهاميون عن مطالبهم فهو ينتقص منهم حقهم الطبيعي في التعبير عن آرائهم.. ولكن يبقى السؤال المهم: كيف يتم التعبير عن ذلك الرأي¿ ومن خلال الإجابة على هذا التساؤل الهام نستطيع أن نصف طريقة التعبير باللائقة أم لا.. دعونا في البداية نتحدث عن التسميات التي خرج بها المطالبون عندما شكلوا الكيانات التابعة لهم منهم من سماه بالحراك التهامي السلمي ومنهم من سماه تهامة للجميع ومنهم من اطلق عليه بملتقى أبناء تهامة… الخ.
مسميات عديدة وجدت لما يفترض أن يكون كيانا واحدا يجمعنا كتهاميين لنا قضية مطلبية واضحة.. ولكن تعدد الجهات التي خرجت تتحدث عن تهامة في وقت قصير يدل على أن أهل تهامة أنفسهم غير متحدين في الجهة التي ينبغي أن تقودهم لاعتبارات عديدة من منطلق هذا معي وهذا ضدي وهذا من حزبي وذاك لا ينتمي إليه وهذا من منطقتي وهذا كنا نعمل أنا وإياه في مكان واحد… إلى غير ذلك من الاعتبارات التي بدأ التهاميون – غير المنضوين في تلك الكيانات- يشعرون بها وهذا ما شتت القضية التي هي أهم من كل تلك المسميات ومن يتزعمونها.لن يزايد أحد على تهاميتي فأنا ابن تهامة مولود بها ومن أم تهامية ترعرعت وتعلمت وعشت حياتي بها واعرفها أكثر من الذين ظهروا بين عشية وضحاها ليتحدثوا عنها.. تكلمت في كل المنابر وكتب ما يربوا عن 20 مقالا عن القضية التهامية عندما كان البعض ينعمون في النعيم وما ان فقدوه حتى عرفوا أن لتهامة مطالب حقيقية… لهذا فكل تهامي معني بالقضية وليس أنا أو غيري.. بل على العكس المساكين في تهامة هم أشد حبا وولاء لها لأنهم يكتوون بالنار ولم يروا شيئا من النعيم.
إن ما يحصل هذه الأيام في الحديدة من حراك تهامي يبشر بالخير فالناس قد قامت تطالب بحقوقها.. ولكن ما ينبغي الانتباه إليه هو ألا ننجرف أو بالأصح ألا يجرفنا البعض للتيار الذي يريده بغية تحقيق مآربه الشخصية فقط وعندما تتحقق يعود للمربع الأول حينما كان يعيش بالنعيم.. القضية التهامية تحتاج منا أن نسوقها بصورة صحيحة تحبب الناس فينا وتجعلهم يساندوننا لا أن نستعديهم علينا ونجعلهم يقفون ضدنا وهذا ما يدعو إليه علماء تهامة.
القضية التهامية لا تعني اطلاقا أن أدعو للعصيان المدني وبالقوة أو نذهب لطرد هذا المسؤول أو ذاك بسبب أنه ليس تهاميا فيما ينبغي المطالبة بتغييره إن كان غير كفؤ للوظيفة ولو كان من أبناء المنطقة ولا تعني كذلك أن أصب جام غضبي على كل وافد إليها من صنعاء أو تعز أو حجة أو غيرها من المحافظات أو أن أدعو لمغادرة من عاشوا فيها طيلة عقود ماضية فهذا السلوك هو محاكاة خاطئة لما يجري في الجنوب.. وعلينا أن نفرق بين ما يدعو إليه الحراك الجنوبي وبين مطالبنا فهم كانوا دولة مستقلة لها كيانها ولهذا فمطالبهم تختلف كلية عما خرجنا إليه… ولا ينبغي أن نسير خطوة خطوة فيما ذهبوا إليه.
إذا كان ساكنو المناطق الجبلية قد فضلوا المجيء للحديدة بعد المناداة غير المنطقية في المحافظات الجنوبية فإنهم سيعزفون عن النزول بها.. كيف لا وهم يرون نفس ما يحدث لهم في تلك المحافظات يتكرر بذات الصورة في تهامة.. إن هذا لا يساعد أن يتعاطى الآخرون بإيجابية مع مطالبنا.
إن ما يحتاجه التهاميون يتلخص في ما يلي:
1. إعطائهم النسب التي تتفق مع حجمهم السكاني في الوظائف المدنية والعسكرية والأكاديمية والقضائية وتفضيلهم –مع وجود الكفاءة- في ميناء ومنشآت النفط بالحديدة.
2.حصولهم على المقاعد الدراسية داخليا وخارجيا في التخصصات العلمية والإنسانية والعسكرية والرياضية بما يتناسب والكثافة السكانية التي

قد يعجبك ايضا