خواطر من الهند

جمال عبدالحميد عبدالمغني

 - 
* المسافة التي قطعناها من بومباي إلى دلهي على متن طائرة هندية هي حوالي ساعتين وربع الساعة لم نشعر بها لأن المناظر الخلابة التي شاهدناها من الأجواء تجعلك تشعر بعظمة الشعب الهندي وإرادته الفولاذية المسافة الطويلة لم نشاهد فيها منطق
جمال عبدالحميد عبدالمغني –
* المسافة التي قطعناها من بومباي إلى دلهي على متن طائرة هندية هي حوالي ساعتين وربع الساعة لم نشعر بها لأن المناظر الخلابة التي شاهدناها من الأجواء تجعلك تشعر بعظمة الشعب الهندي وإرادته الفولاذية المسافة الطويلة لم نشاهد فيها منطقة مهملة أو غير مزروعة فالقرى المتناثرة تحيط بها مزارع ومروج خضراء تغذيها مياه السدود التي صنعها الإنسان الهندي تقريبا في كل قرية والتجربة الهندية في توفير واحتجاز مياه الأمطار فريدة من نوعها والموضوع عبارة عن حفر كبيرة ومتوسطة وصغيرة في كل منحدر تجتمع فيه مياه السيول والأمطار ولذلك تكتفي تلك المناطق من هذه النعمة الربانية على مدار العام وخصوصا في غير مواسم الأمطار ولا تستحق هذه التجربة أن نحاكيها خصوصا أن معظم الأرض اليمنية تتوفر فيها الهضاب والمنحدرات الجبلية التي تساعد على تجميع مياه الأمطار.
* كان في استقبالنا في مطار دلهي الدينمو المحرك للسفارة وهو الملحق المالي في سفارتنا بدلهي عبدالرقيب علي نعمان رافقنا كالظل طوال فترة إقامتنا في دلهي الجميلة والنظيفة والتي أصبحت مدينة عصرية بامتياز لن أتحدث عن عدد سكانها لأن الزملاء في الطباعة أسقطوا في العدد الماضي 27 مليونا من سكان بومباي واكتفوا بمليون واحد المهم في دلهي شاهدت القداسة التي تحظى بها الأبقار طبعا الثور ليس مقدسا عندهم وكذلك الجاموس واحترام هذه الطائفة للثور ليس إلا لأنه ذكر البقرة وأغرب ما سمعت في هذا الموضوع أن البقرة لو حدث لها وفاه أثناء الولادة فإن عقوبة الثور الذي تسبب بحملها وولادتها الضرب حتى الموت لأن معاشرته لها كانت بطريقة خاطئة بحسب اعتقادهم هذه المعتقدات الغريبة جعلتني أقول شعرا مطلعه:
ليس من بأس علي
إن تعجبت بدلهي
حيث للثور مهابة
والبقر تأمر وتنهي
كل شيء فيها جميل
ومسل وملهي
تاج محل أسطورة العشق الخالدة
* رتبت لنا السفارة زيارة إلى هذه الأعجوبة التي لا زالت إلى اليوم إحدى أهم عجائب الدنيا السبع ووصفها يحتاج إلى يوميات كثيرة لكني سأشير لمن أراد معرفة تفاصيلها الدخول إلى الشبكة العنكبوتية المهم ما هالني في الموضوع حسن الترويج السياحي لهذه الأسطورة الواقعة في مدينة .. تبعد عن العاصمة دلهي 285كم لقد وجدنا على أبواب هذا المعلم السياحي عشرات آلاف من الزوار الهنود والأجانب يرتصون أمام أكثر من ثلاثين شباكا لقطع التذاكر سعر التذكرة للأجنبي 220 روبية وللهندي 25 روبية سعر الروبية أكثر قليلا من أربعة ريالات لن أبالغ أن قلت لكم أن طول القطار البشري أو الصف المنتظر دوره لقطع التذكرة يزيد عن المائتي مترو وهذا الوضع يستمر من الثامنة صباحا حتى الخامسة مساء كل يوم وأمام أكثر من ثلاثين شباكا.
بداعي الفضول كررت السؤال للمرشد السياحي الذي رافقنا لشرح تفاصيل هذه الأعجوبة عن تقديراته للدخل السنوي لهذه الأسطورة فأجابني بعد أن راجع أوراقه أن إيرادات تاج محل للعام المنصرم بلغت نحو ملياري دولار فدهشنا جميعا لكن المبلغ معقول مقارنة بحجم البشر الذين شاهدناهم. هذا الدخل الرسمي أي قيمة التذاكر فكم حجم العائد الاقتصادي للاقتصاد الهندي ككل الإنفاق على الإقامة في الفنادق والمطاعم والمواصلات وغيرها.
العقيق اليماني:
* قبل بوابة تاج محل توجد محلات متخصصة ببيع التحف والمصنوعات اليدوية الرائعة سألنا عن أسعار بعضها وهي عبارة عن صناديق صغيرة مصنوعة من الرخام مطرزة بالعقيق والأحجار الكريمة كانت أسعارها معقولة نوع منها أعجبني بشدة سألت عن سعره لكن البائع طلب مني ثمنا باهظا جدا مقارنة بالصناديق المشابهة له فاستغربت وتساءلت لماذا هذا الفارق بين هذه التحفة وشبيهاتها فرد علي نفس الرخام فيها جميعا والفارق أن هذا مطرز بالعقيق اليماني والأنواع الأخرى عقيق إيراني أو هندي أو صيني صدقوني أن كل شعرة في جسمي تحركت وارتفعت إلى الأعلى وشعرت بالذهول والفخر وتأسفت لعدم تمكني من شراء تلك التحفة لعدم توفر مبلغ كاف في جيبي لشرائها.
* في الآونة الأخيرة حاول المهندس عمل أسطورة هندسية تنافس تاج محل وقد تم افتتاحها قبل 5 سنوات تقريبا وأنفقوا عليها ببذخ شديد لكنها إلى اليوم لم تستطع منافسة تاج محل وقد زرتها قبل السفر فوجدنا زوارها قليلين جدا والرواد عبارة عن طلبة مدارس تنظم لهم رحلات للترويج لهذا المعلم السياحي الهندوسي الذي حاولوا به منافسة الأسطورة الإسلامية الخالدة دون جدوى.
* السفيرة خديجة ردمان مثال رائع للمرأة اليمنية الملتز

قد يعجبك ايضا