الحديدة تنتظر التنفيذ

د. محمد حسين النظاري*

 - 
قد يكون من السابق لأوانه الحديث عن ملامسة الواقع في الحديدة لقرارات جلستي مجلس الوزراء التي عقدت بها خلال يومي 5و6 فبراير الجاري في زيارة استثنائية ناديت بها شخصيا في أكثر من مقال وحمدت الله أن لاقت تلك الدعوات المتكررة
د. محمد حسين النظاري* –

قد يكون من السابق لأوانه الحديث عن ملامسة الواقع في الحديدة لقرارات جلستي مجلس الوزراء التي عقدت بها خلال يومي 5و6 فبراير الجاري في زيارة استثنائية ناديت بها شخصيا في أكثر من مقال وحمدت الله أن لاقت تلك الدعوات المتكررة آذانا صاغية من قبل حكومة الوفاق الوطني لأن الحديدة تستحق ذلك لمكانتها الجغرافية والسكانية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والأثرية.
إن الاحتياجات التي تمس حياة المواطنين في محافظة الحديدة هي الأساس في الزيارة لهذا فإن مصادقة المجلس على نتائج أعمال اللجنة الوزارية المكلفة بمراجعة الاحتياجات العاجلة للمحافظة في مجالات المياه والصرف الصحي والكهرباء والصحة العامة والنقل غاية في الأهمية كونها ستساهم في الرفع من مستوى تلك الخدمات.
ولكون الصرف الصحي من المآسي التي تعاني منها الحديدة ولا أخفيكم سرا أن المدينة فاضت فيها مجاري الصرف –غير الصحي- وبصورة ملفتة للنظر خاصة مع انعقاد المجلس لجلستيه في الحديدة وكأنها تريد أن تقول للمسئولين (انظروني وارحموا المواطنين من شري).. ولهذا فإن تكليف المجلس لوزارة المياه والبيئة والسلطة المحلية بالمحافظة بإعداد دراسة شاملة لمنظومة الصرف الصحي لمدينة الحديدة على أن تواجه تكاليف إعداد الدراسة من قبل وزارتي المالية والتخطيط والتعاون الدولي بما يؤدي إلى تنفيذها وفقا لأسس علمية تكفل تلبية الاحتياجات القائمة والمستقبلية هو ما تحتاجه الحديدة شريطة أن يؤخذ بالحسبان التوسع المضطرد للسكان والمتزايد وحتى لا تكون التوسعة فاقدة لمحتواها في الأجل القريب.
الكهرباء بدورها أحد أكبر المشاكل التي تقض ظهور سكان الحديدة فخدماتها سيئة وفواتيرها مرتفعة وشبكاتها منتهية ولذا نتمنى في البداية أن يكون الكلام المتداول على ألسنة السكان بأن دولة رئيس مجلس الوزراء وجه بتخفيض 50 بالمائة من الاستهلاك على الفواتير خلال العام المنصرم وإلى جانب أمنياتنا أن يكون الخبر صحيحا كما نرجو أن تراجع الحكومة التعرفة للتيار الكهربائي فالمحافظة نارها ملتهب وسكانها ضعفاء لا يقوون على تحمل تلك الفواتير الكبيرة.
الصحة وخدماتها لا تقل أهمية عن الكهرباء والمياه والصرف الصحي ولهذا فإن الحديدة في حاجة ماسة إلى جوار إعادة تأهيل مستشفى العلفي الإسراع في إقامة مستشفى الحديدة العام.. فالحديدة أصبحت المستشفيات الخاصة فيها أكثر من البقالات ورغم خدماتها المتدنية مقارنة بأسعارها الخيالية إلا أنها لا تعدوا عن كونها مشرحة لا أقل ولا أكثر.
جامعة الحديدة يقال إن بها كلية للطب ولا ندري أي كلية هذه التي لا يوجد بها مستشفى جامعي وللغرابة أننا سمعنا أن الجامعة تسعى لإقامة قناة فضائية مع أن الحاجة لإنشاء مستشفى جامعي هو الأفضل.. ولهذا نتمنى أن يتم إنشاء هذا المستشفى لا لشيء إلا لكي يساعد على أن تكون في الحديدة مستشفيات حكومية كثيرة يستطيع أن يلجئ إليها المواطن المسكين.
تراث الحديدة يتهاوى بل وهناك غفلة تامة عنه ومدينة زبيد تسير بسرعة كبيرة نحو خروجها من لائحة التراث العالمي ونتمنى أن تكون خطوات الحكومة أكثر سرعة منها حتى تنتشلها من واقعها المزري هي وبقية مدن تهامة كالخوخة واللحية والزيدية وكل القلاع والمدبات… كذلك فإن أراضي حرم مطار الحديدة تنتظر وبفارغ الصبر العشرة الأيام التي أعطاها المجلس كمهلة لإفراغها من الاستحداثات التي تمت عليه من قبل النافذين مدنيين وعسكريين.. على أن يتم مد الطريق الواصل بين الطريق البحري إلى مدخل مدينة الدريهمي فمن العيب أن تحرم المنطقة من بضعة كيلو مترات تبقيها كما هي عليه الآن خارجة زمن التطور .
نتمنى أن تأخذ قرارات مجلس الوزراء مجراها السريع في التنفيذ وألا تحرم المدن البعيدة عن مركز المحافظة عن الاستفادة من المتطلبات التي سيتم توفيرها.. فالحديدة التي انتظرت طويلا حتى تأتيها جلسة مجلس الوزراء ليس بوسعها الانتظار مدة أطول لكي يتم تنفيذ تلك المتطلبات.. مع شكرنا وتقديرنا لدولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ محمد سالم باسندوة على زيارته القيمة ولكن شباب الحديدة المساهم في التغيير كان ينتظر أن يلتقي بهم في قاعة من قاعات المدينة مع أمنياتنا أن تتكرر الزيارة ليتم لقاؤه بهم.

< أستاذ مساعد بجامعة البيضاء

قد يعجبك ايضا