جزيرة الشواطئ الجميلة والشعاب المرجانية

محمد محمد العرشي•

محمد محمد العرشي• –
إن معرفتنا بجزرنا اليمنية في اليمن الموحد يعتبر جزءا من أمننا الداخلي والإقليمي والقومي وحمايتها أساس استقلالنا وتحقيق احترامنا من دول الجوار والعالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي. واستغلال المنافذ البحرية في شواطئنا سواء على البحر الأحمر أو البحر العربي أو خليج عدن والتي تبلغ مساحة شواطئها مايقرب من 2000كم. إضافة إلى معرفتنا بتاريخ بلادنا وجغرافيتها كل ذلك يساعدنا على معرفة واقع مجتمعنا ويجعلنا قادرين على حل مشاكله الاجتماعية والاقتصادية والتعرف على مكامن القوة والضعف فيها وسوف نتمكن من استغلال ثرواتنا الاقتصادية لتحقيق رفاهية اليمنيين. وقد عرفت اليمن خلال الفترة من القرن الخامس قبل الميلاد وحتى القرن الأول الميلادي بالثراء الفاحش في نظر العديد من المؤرخين الإغريق وأبرزهم المؤرخ المشهور هبرودت وها هي جزيرة ميون من عدة جزر يمنية والتي تبلغ ما يقرب من ستة وسبعين جزيرة من خلال شواطئها وخيراتها تؤكد مصداقية المؤرخ الإغريقي.
> فيجب علينا نحن اليمنيون أن نعود إلى الاهتمام بالأرض بما فيها الشواطئ والجزر والتفكير كيف نستغل ثرواتها السمكية والسياحية فلقد حبانا الله ثروات طبيعية لا توجد في المحيط الإقليمي وكفى إهدار طاقاتنا ودمائنا في الصراع وها هي خيرات جزرنا وجزيرة ميون أمامنا فلنسارع إلى إحياء جميع أراضيها وإلى تنمية اقتصادية شاملة تضمن لجميع أبناء اليمن حياة كريمة.
جزيرة ميون: بفتح فتشديد. جزيرة تقع في مضيق باب المندبفي الجهة الغربية منه على خط طول (45-43) وخط عرض (15-12) والجزيرة تفصل باب المندب إلى قسمين: شرقي وعرضه نحو ثلاثة كيلومترات وغربي عرضه 21كم وقد حرöف اسم الجزيرة حيث يطلق عليها جزيرة (بريم) وهي لفظة أجنبية بينما اسمها العربي الصحيح ميون. تبعد جزيرة ميون عن اليابسة مسافة قدرها 4كم وتبعد عن الممر الدولي مسافة تقدر بحوالي 20 كم. ويمكن الوصول إليها من مدينة ذباب في حوالي نصف ساعة فقط. وتبعد جزيرة ميون عن ميناء عدن مسافة 100 ميل بحري و200 ميل عن جزيرة كمران وتقع على بعد ميل ونصف من الساحل العربي و11 ميل من الساحل الأفريقي. ويصل طول جزيرة (ميون) إلى 5.4 كم ويصل عرضها إلى 3.5 كم وتبلغ مساحتها حوالي 13 كم2 ويبلغ عدد سكانها حوالي 220 نسمة.
وتتكون جزيرة ميون من تشكيلات صخرية بركانية هي عبارة عن مجموعة من التلال التي تنحدر نحو الشاطئ وتحيط بالميناء وهي أغلب تضاريسها كما توجد تربة طينية ورملية في وسط الجزيرة. وترتفع الجزيرة عن سطح البحر بحوالي 40 مترا ويبلغ ارتفاع أعلى قمة فيها 245 قدما. ويوجد في الجزيرة فنار بأعلى قمة بارتفاع 14مترا. والجزيرة بيضية الشكل في جلستها ومخروطة مقطوعة في قوامها. وكل ما يرى فيها يدفع ناظرها إلى القول بأنها كانت في سابق العهد أطمة (بركانا). ويتألف جرمها كله من صخرة مغشاة بقشرة رقيقة من الرمل تكاد لا تكون قشرة. ولايوجد في الجزيرة ماء عذب ولا حطب ولا خشب.
كانت ميون في بدء أمرها راجعة إلى إمام صنعاء وصنعاء قاعدة اليمن أو حاضرتها إلا أن الانكليز احتلوها عنوة في سنة 1857. وزاد من أهميتها فتح قناة السويس فأصبحت تشرف على البحرين: البحر العربي والبحر الأحمر وغدا في أيدي البريطانيين مفتاحا ذا بابين جليلين أو سيفا ذا حدين مرهفين.
1- موقع الجزيرة الاستراتيجي وتحكمها في الممر الدولي لمضيق باب المندب:
تعتبر الجزيرة ذات أهمية قومية استراتيجية لتحكمها في الممر الدولي ومضيق باب المندب الذي يمثل أحد أهم المضايق الدولية البحرية كونه يمثل حلقة وصل بين الشرق والغرب. ونظرا لموقعها الإستراتيجي التي تتمتع به فقد كانت مطمعا للعديد من القوى الكبرى فقد تعرضت للاحتلال أكثر من مرة ومن أكثر من دولة نذكر منها:
1. في عام 1511م احتلتها قوات بحرية برتغالية بقيادة الفونسو ديليو كيرك عند عودته من البحر الأحمر وقد أقام بنايات عسكرية في الرأس الشمالية للميناء ولكن انسحبوا منها لعدم وجود المياه الصالحة للشرب وفي عام 1738م جاءها الفرنسيون وقاموا بحفر بئر ماء لكنهم أنسحبوا لنفس السبب.
2. وبعد امتلاك بريطانيا لعدن عام 1839م احتلت جزيرة ميون عام 1857م وقامت ببناء فنار يصل ارتفاعه إلى 90 قدما وأمكن مشاهدة أنواره من على مسافة 22 ميلا ولذلك العامل أرسلت حكومة الهند جنودا لحراسة الفنار وفي عام 1912م تم تحسين حالة الفنار وجهز بفتيلة وهاجة وكانت في تلك الفترة تعد من أحدث ما يمكن تقديمه في مجال الخدمات في هذا الجانب. وكانت الجزيرة جزءا من مستعمرة عدن إلا أن الحكومة البريطانية قامت بتغييرات دستورية جعلت الجزيرة منطقة بريطانية يدير شئونها حاكم عدن وتدفع نفقاتها الحكومة البريطانية. وفي 27 يوليو 1967 أصدرت الحكومة البريطانية قانون عدن وجزر ميون وكوريا موريا أنهت فيه الحكو