الرحيل .. غربا !!

عبد الرحمن بجاش

 - حين تقرر المدينة ذات لحظة إعدامك, يكون عليك الاستعداد للرحيل, ويكون القرار (الاتجاه غربا, حيث أودع الله البحر سكينته وهدوءه, وللاتجاه صوب الغروب لا بد لك أن تمتلك لغة أحلام مستغانمي الجزائرية الفذة, ثراءها اللغوي, وأسلوبها  وجموح خيولها, و
عبد الرحمن بجاش –
حين تقرر المدينة ذات لحظة إعدامك, يكون عليك الاستعداد للرحيل, ويكون القرار (الاتجاه غربا, حيث أودع الله البحر سكينته وهدوءه, وللاتجاه صوب الغروب لا بد لك أن تمتلك لغة أحلام مستغانمي الجزائرية الفذة, ثراءها اللغوي, وأسلوبها وجموح خيولها, وعليك أن تعيد قراءة فوضى الحواس مليون مرة لتفهم كيف تدير لغتك لتنفذ من عنق الزجاجة, من قرأ منكم الحب في زمن الكوليرا أو شاهده فيلما¿, حيث تتحول المدينة والبشر إلى غول يشهر سيفه في وجهك, تشعر أنك وحيدا, تتجرد من كل أسلحتك¿, إلا الإحساس بالتفرد .. ذات لحظة من ظهيرة أمس الأول كان علي امتطاء صهوة همي وشجني, والانطلاق في رحاب ملكوت الله لانفض من على النفس غبار المدينة .. أن تتجه نحو الغرب لا بد لك أن تبدأ الرحلة ظهرا لتصعد, وتهبط, حتى تصل إلى حيث الناس معلقين فوق هام السحاب, هناك المغربة, مناخة بقي لك أن ترتقي سحابتين لتصل إلى عند السحابة الأعلى لتجدها هناك!, لا بد أن ترافق السمة, قل لا بد أن تختلط بالمنحنيات , وتنفصل عما حولك, وتدع الخميسي يغني لمحبوبة محتمله ( كيف الخبر يا قمر ) أغنيته التي تدفعك لتقبل بعينيك, الطريق ومفرداتها, سيارات, حمير سائبة, قمصان مزركشة, جبال انتصبت تتحدى إرادة الإنسان لكن سر الله فيه انتصر عليها طريق شقه ذات نهار, تشانغ, أو تشي, من مقاطعة هونان, من شانغهاي, من يا نغستي, أيام الصيني باثنين حياسي وانظر غلاء الإنسان, هذا الزمن لم يعد له سعر !!! إذا أردت اسمع الخميسي في رائعته , ويكفي إلى سفح الطلوع , إذ لا بد لك أن ترافق ذلك السمه الذي لا تدري كيف غنى ( الشوق أعياني) وأنا الشوق أعياني لما بعد الجبال حيث تفتح تهامة بامر من أبو بكر بلفقيه ليس باب ناقتها بل روحها المتفرد الذي يعرفه البعض أراضي تنهب, وإنسانا من شفافيته يرد بقوة ( أمرك لله )!, ولا يستوعب الباسطون ولا من مد الأسوار إلى حيث يغيب النظر أمامها, يغيب البصر بين (عشش) عشعش الفقر فيها فلم تعد تدري هل هو بحر الله أو صحراء البطون التي لم تشبع! الم يقل أن العين لا يسدها سوى التراب, لكن الرمل والشاطئ نهبا, حتى من شدة صفير الريح لم اعد ادري هل ما أمامي بحر أم هو العدم! أين بحر تهامة¿ هذه المرة لم أجده! تحث الخطى نحو الغروب فيستقبلك عند باب الناقة, اعمل كل ما استطيع لإغلاق تهامة على روحي , أجد ألف باب قد فتح فلا أجد تهامة هي الأخرى علها ذهبت تبحث لها عن مكان آخر تسكن إليه!, أجد الريح الصرصر العاتية !!! أين تهامة¿ أين الإنسان¿.

قد يعجبك ايضا