قادة الأمة الإسلامية ومسؤولية مواجهة الخطر الماحق

حسن أحمد اللوزي

 - يختتم يومنا هذا مؤتمر القمة الإسلامية أعماله في رحاب أرض الكنانة وبالقرب من مؤسسة الأزهر العلمية المنارة الأولى للوسطية في عالمنا الإسلامي وفي ظروف تستحق كل النعوت المرعبة التي لا يمكن لها أن تصف حال الأمة الإسلامية بالدقة التي يجب علينا استيعابها وفهمها ومواجهتها مع تفاقم بؤر الفتنة الطائفية والصراعات المذهبية في أكثر من بلد إسلامي وبما يكشف ضراوة حالات الانقسام إلى فريقين
حسن أحمد اللوزي –
يختتم يومنا هذا مؤتمر القمة الإسلامية أعماله في رحاب أرض الكنانة وبالقرب من مؤسسة الأزهر العلمية المنارة الأولى للوسطية في عالمنا الإسلامي وفي ظروف تستحق كل النعوت المرعبة التي لا يمكن لها أن تصف حال الأمة الإسلامية بالدقة التي يجب علينا استيعابها وفهمها ومواجهتها مع تفاقم بؤر الفتنة الطائفية والصراعات المذهبية في أكثر من بلد إسلامي وبما يكشف ضراوة حالات الانقسام إلى فريقين متناحرين يستبيح المتطرف والمتشدد والمغالي والمتعسكر حياة المواجه له روحه ودمه ووجوده وإن كان مسالما ومطمئنا وآمنا وبدعاوى وذرائع مختلفة وفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان رافضا العيش معه في حياة إيمانية مشتركة.
وإذا صح أن ننظر إلى الأمة الإسلامية الواحدة في صورة طائفتين هما «السنة والشيعة» فإن جماعات وعناصر التطرف والتشدد والتعصب والغلو والتكفير والتزمت موجودة في الطائفتين للأسف الشديد وأكثرها فتكا بالآخرين تلك التي تعتقد أنها وحدها التي تمثل الإسلام وتحتكر حقيقة الدين الحنيف.
وفي هذه وأمثالها تتأجج الخميرة المسمومة للحرب الطائفية التي يظهر أنها السبيل الأيسر والأسهل لتنفيذ محتوى الخرائط التي يجري نشرها والترويج لها من عقدين ماضيين لمزيد من تمزيق وتقسيم الوطن العربي والعالم الإسلامي وتم تبني وتكريس العديد من الوسائل الإعلامية الصحفية والإذاعية والتلفزيونية والمواقع على شبكة الإنترنت في هذا الاتجاه حيث توسعت رقعة الإعلام المذهبي والطائفي والمناطقي والتي تعمل وبدون حياء أو هوادة في إثارة النعرات والانقسامات والصراعات الطائفية والمذهبية والمناطقية تحت مسميات عديدة مستغلة كافة الإمكانيات خاصة عوامل التخلف وظروف الجهل والفقر والبطالة وتسييس العقيدة الدينية السمحة في لبوسات متصارعة مع نفسها ومع الآخرين وإن أدى ذلك مباشرة إلى الفتك بالدويلات الوطنية القائمة العربية والإسلامية على حد سواء خدمة لمحتوى الخرائط المشار إليها فهل سيقف قادة هذه الأمة أمام هذا الخطر الماحق وينظرون بجدية وعقلانية وروح أخوية إسلامية إلى ما صار يمثله بالنسبة لأكثر من مليار مسلم ومسلمة¿ يشهدون أن لا إله إلا الله وحده المعبود بحق وأن محمدا رسول الله المبعوث رحمة للعالمين ويقيمون بقية الأركان الخمسة للإسلام في الدولة الإسلامية وكافة ربوع المعمورة.
لا شك أن هناك جدول أعمال متفقا عليه بموضوعات وقضايا محددة في مقدمتها القضية الفلسطينية وما أسموه الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وكذا بؤر الصراعات والنزاعات في العالم الإسلامي و سبل مكافحة ازدراء الأديان والوضع الإنساني في البلدان الإسلامية والتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتكنولوجي بين الدول الإسلامية فيما تندرج الأزمة في سوريا والصراع في مالي وما يجري في الصومال والسودان وأفغانستان… إلخ تحت بند بؤر الصراعات والنزاعات في العالم الإسلامي ولا يوجد توجه صريح لإعطاء الأمور مسمياتها الصحيحة خاصة ما أردنا هنا أن ننبه إليه ونحذر منه مع كثير من الكتاب والمفكرين والسياسيين الذين يرون المؤشرات الصارخة لحروب طائفية ومذهبية يجب التصدي لها.
والحيلولة دون تفاقم الاختلافات والصراعات الدموية المحزنة والالتقاء إلى كلمة سواء هي كامنة وساطعة في جوهر العقيدة الإسلامية ومبادئها السامية وأحكام الشريعة السمحاء وبما يوصل الأمة الإسلامية إلى الحالة الإيجابية الطبيعية المفترضة منهم.. وفيهم كأمة وسط يفشون السلام في ما بينهم ويتعايشون بسلام مع الآخرين في الدينات الأخرى على كوكب الأرض الصغير الذي يزداد ضيقا واشتعالا بفتن الاقتتال والاحتراب في العالم الإسلامي دون غيره من العوالم التي تسكنها الأمم والشعوب الأخرى.
ونعتقد بأن هذه القضية الجوهرية والمصيرية بحاجة ماسة لقمة إسلامية خاصة بها دون غيرها من القضايا الأخرى وإن ترابطت بها.. ويجب الإعداد لها بصورة دقيقة وشاملة وتحت عنوان بارز «لا للحروب الطائفية والمذهبية» نعم لأمة وسطية تكون شاهدة على الناس وتقدم النموذج الأمثل والواضح والصادق للإسلام الصحيح كما بينه للبشرية القرآن الكريم وبلغنا به الرسول الأعظم والنبي الخاتم عليه أفضل الصلوات والتسليم.. إسلام يسهر العلماء الأجلاء من كل المذاهب على إخراجه للناس بصورته البسيطة الجلية والجليلة وتحتكم في ذل

قد يعجبك ايضا