رب ضارة نافعة!!

عبدالرحمن بجاش


 - أنا وغيري درجنا على النظر إلى أي عسكري على أنه (جلف) (غليظ القول) (خشن الفعل), وخارج عن الكون الذي نحن فيه, ولذلك ظللنا نتعامل بحذر مع العسكر الذين هم في الجيش, أما رجال الأمن أي الشرطة فعلاقتنا بهم برغم
عبدالرحمن بجاش –

أنا وغيري درجنا على النظر إلى أي عسكري على أنه (جلف) (غليظ القول) (خشن الفعل), وخارج عن الكون الذي نحن فيه, ولذلك ظللنا نتعامل بحذر مع العسكر الذين هم في الجيش, أما رجال الأمن أي الشرطة فعلاقتنا بهم برغم (الشرطة في خدمة الشعب) ليست بريئة دائما, هم مكشرون, ونحن إذا اقتربنا ندعو الله دائما أن ينجينا من الشر القادم الذي هو العسكري دائما, ونحن جيل لحقنا منظر وأسلوب عسكري الامام فترسخ في الذهن العام كيفية التعامل معه, والتي تتلخص في تجنبه دائما, وإذا (ودف) أحدنا ظل أهله يضربون أخماس في أسداس بغض النظر عن ما انطبع في العقل الباطن من قول للزبيري عن الموضوع الذي نحن بصدده!!.
أما إذا دخل أحدنا إلى قسم الشرطة (فيا ويله ويا سواد ليله) !!! وكم يا صور في أذهاننا للتعامل في الأقسام التي لا تسر أحد بالضبط حيث يؤدي الأمر بأناس كثيرين للتخلي عن حقوقهم أمام عنجهية الضباط ولا مبالاة الجنود !!.
أما إذا أشرت مجرد إشارة إلى مسألة الثقافة والوعي والذي أولهما القراءة والعلاقة بها في أوساط جنود الأمن وضباطه فلا مجال للحديث كون القناعة مسبقة في هذه النقطة بالذات !!, الصدفة الضرورة هي التي أوقعته في طريقي أو وضعتني في طريقه, فقد وجدت هذا الضابط (يحيى) والذي لم اسأله عن بقية اسمه, ورتبته رائد على ما يبدو, فقد استولى على كل ذرة من انتباهي, فقد جرت العادة أن أظل أتحدث في بعض المواقف حتى (يمل) الناس مني, هذه المرة صمت فقد أعرت الرجل من مكافحة الشغب كل حواسي, راح يتحدث عن اللحظة التي كنا فيها بعمق وإدراك, وثقافة عالية في تخصصه, حتى سيطر علينا في المكتب جميعا بدون استثناء, لم نراجعه في كلمة, ولا نصيحة, ولا بما يتعلق بفهمه لما جرى كرجل أمن, بل تحولنا أمامه إلى طلبة نجباء برضانا وبرغبة شخصية في مزيد من الاستماع !!.
هذا الضابط يحيى .. قلب ما كان في ذهني على الأقل رأسا على عقب, حتى أنني حين قمنا من الجلسة تمليت طويلا في بدلته الأنيقة وجسمه الفارة الممشوق والرياضي, قلت لقد فاجأتني, لكنها المفاجأة الجميلة, لأول مرة أحس أنني أمام ضابط مثقف, على طول أجاب: هناك كثيرون مثلي, قلت في سري إذا عليك يا ابو الرجال أن تغير ما ترسخ في ذهنك, وظلت عبارته (نحن جنود الوطن لا دعوة لنا بأي شخص أو حزب), إذا والحال كذلك فالمشكلة في الآخرين حين نتحدث عن الهيكلة واحتمال التمرد المحتمل, أقول أن التمرد في رؤوس أصحاب المصالح أما أمثال ذلك الضابط فلن يعترض أي جندي أو ضابط لأنهم جنود الوطن, فهل يعي ويفهم من لا يريد أن يكون كذلك¿.

قد يعجبك ايضا