أحمد الرحومي ضمير الثورة

أحمد يحيى الديلمي

 - هو بحق ضمير الثورة وأحد مكونات مشهد التغيير في اليمن حالة اليتم المضمخة بالقهر والألم الإنساني والقسوة والمعاناة جعلا الفرح الطفولي يفرض نفسه عليه رغما عنه عندما شملته مكرمة الإمام يحيى ليكون أحد طلبة مكتب الايتام وتدرج في التعليم إلى أن التحق بأول دفعة في كلية الشرطة.
أحمد يحيى الديلمي –
هو بحق ضمير الثورة وأحد مكونات مشهد التغيير في اليمن حالة اليتم المضمخة بالقهر والألم الإنساني والقسوة والمعاناة جعلا الفرح الطفولي يفرض نفسه عليه رغما عنه عندما شملته مكرمة الإمام يحيى ليكون أحد طلبة مكتب الايتام وتدرج في التعليم إلى أن التحق بأول دفعة في كلية الشرطة.
في الموقع الجديد بدأ يتشكل ذهنه السياسي ويكتشف عن كثب الواقع المؤلم والسياسات القاهرة المخالفة لكل ما هو إنساني من هذا المنظور يمكننا ملامسة النسيج الوجداني الكثيف الذي ميز تنظيم الضباط الأحرار عن كل التشكيلات التي سبقت وسعت إلى التغيير.
وما ينبغي التنويه إليه أن الضباط الشباب عبروا عن جرأة وشجاعة واستعداد تام للقيام بأعباء الرسالة التنويرية التي تجعل كل مواطن يلامس الأفق المثالى للتغيير ويستشعر عطاء الثورة على هذا الاساس تشكلت ملامح تنظيم الضباط الاحرار كعمل طليعي مسؤول عن الارتقاء بالحركة الوطنية اليمنية إلى مستوى الفعل وكان من أبرز طلائع التنظيم علي عبدالمغني محمد مطهر زيد أحمد الرحومي واتسمت اعمال التنظيم بالسرية التامة وحصر المهمة في صغار الضباط هذا العامل ساعد على الانتقال بالحركة الوطنية اليمنية إلى مرحلة نوعية جديدة انتهت إلى ثورة 26 سبتمبر 1962م وجسد اعضاء التنظيم مثالية نادرة اكتفوا معها بصنع الحدث والعزوف عن غنائم ما بعد النصر من هذا المدخل يمكننا الحديث عن المناضل الجسور أحمد أحمد الرحومي من ضمير الثورة.
كلما التقيته تحس أن أوجاع وهموم الوطن ومستويات علاقته بالناس هي الاشياء التي تشغل باله وتؤثر في مسار حياته رغم النكبات وحالات الاخفاق التي منيت بها الثورة وكان لها أثر مباشر على الوطن وطالت حياته الخاصة إلا أنه ظل يتعامل مع القضايا التي أسلفت بمواقف صارمة يغلفها بوهج إنساني يعكس النبل وصدق المشاعر ونقاء الضمير.
مذ عرفته وهو في عنفوان الشباب يتدفق حماسا وحيوية حتى اليوم وهو ذاته الانسان المتواضع لم تغره المناصب التي تقلدها وهي كثيرة وعلى قدر كبير من الاهمية لكنه ترجم الثقافة التي ترسخت في ذهنه بأن الوظيفة تكليف لا تشريف فلم يعتبر المسؤولية يوما مغنما.
كان يحرص على حفظ ممتلكات الحق العام أكثر من حرصه على ممتلكاته الشخصية أذكر انه سمح بقرار تغييره من وزارة المواصلات وهو في المكتب رفض العودة إلى البيت بسيارة الوزارة وعاد بسيارة أجرة اين نضع هذه العفة وهذا السلوك أمام ما أصبح سائدا في الزمن الراهن كل مسؤول إذا تغير لا يترك مقر عمله إلا بخمس سيارات وأكثر وهذه هي المفارقة العجيبة التي تكشف حالة الانحراف عن مسار الثورة وتجاوز السلوك الذي التزم به أبطال الثورة وجسدوه في الواقع سلوكا وممارسة وهو بيان واضح عن الاختلالات البنيوية التي أحاطت بالثورة.
نفس الانحرافات كان قد تنبه لها المناضل أحمد الرحومي في زمن مبكر وبدأ يحس بخطورة الانحراف بالثورة عن مسارها الصحيح وبدا أكثر حزنا لأن بعضا من رفاق الدرب انزلقوا إلى نفس المنحدر المخالف لتوجهات الثورة وأهدافها السامية ضاق ذرعا بالرغبات الهدامة والتوجيهات الضالة لاختزال الثورة في أشخاص لا تربطهم بها أي علاقة والغايات المبهمة لتحقيق أهداف معينة لتحويل من كان لهم شرف المشاركة في صنع الحدث الاستراتيجي العظيم إلى شهود زور يمجدون الأدوار والبطولات الوهمية ويبررون السلوكيات والممارسات الخاطئة عز عليه الانحدار إلى هذا المستوى والحديث عن منجزات سرابية لا وجود لها في أذهان جوقة تزييف الحقائق وتدبيج الشعارات.
رفض الانحدار إلى هذا المستوى لأن نفسه سامية وذاته أغلى من أن تستدرج إلى موضع الشبهات تمنطق بسلاح التحدي وقوة الإرادة والتصميم وأعلن الرفض المطلق لفكرة التخلي عن المعاني السامية للثورة حدد موقفه من كل ما يجري وقرر البقاء في منزله شامخا اعتزل السياسة رافضا البقاء في دهاليز التكالب والسباق المحموم في ميدان البحث عن الوظيفة في زمن تحولت فيه الوظائف إلى مغنم.
وحدث شبه إجماع على استباحة الحق العام واعتبار التخلي عن القيم والمبادئ والأخلاق من الأفعال المحمودة التي يكتشف بها الإنسان ذاته ويوظف طاقاته الكامنة وكل الخبرات التي اكتسبها في ذات المسعى المشين والسباق المحموم في ميادين الكسب غير المشروع هذا التوجه رفضه المناضل الرحومي واعتبره انحدارا مخزيا شوه صفحة الثورة النقية ولوث تاريخ الأمة في كل لقاء يجمعني بالمناضل أحمد الرحومي يتحدث عن الجهود التي يجب أن تبذل لتجنيب البلاد ويلا

قد يعجبك ايضا