الرسول براء مما تصنعون!!
ابراهيم الحكيم
ابراهيم الحكيم –
عجبت لمن يغار على رسول الله المصطفى محمد عليه أتم الصلاة وأزكى التسليم وهو في الوقت نفسه يعصيه ويخالف أمره ولا يطيعه أو يتمثل خلقه العظيم!!.
يحق لجميع المسلمين أن يغاروا على رسولهم الأمين ويجب عليهم كما جاء في محكم التنزيل أن ينصروه.. ولكن السؤال الأهم: كيف تكون هذه النصرة¿!!
لا أدري كيف يغيب عن بال جموع الغيورين أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يوصي أميري سرايا جيوش المسلمين بالتزام القتال مع من يقاتلهم وأن يتجنبوا الصبية والأطفال والنساء والضرر بمصالح الناس محددا ومجسدا خلقا رفيعا لم تعرفه البشرية من قبل¿!!
ألم يكن عليه الصلاة والسلام يوصي:»اغزوا باسم الله لا تغلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا تقتلوا شيخا كبيرا أو كاهنا في صومعة ولا تحرقوا نخلا ولا تقطعوا شجرا ولا تهدوا بناء»¿!!.
وهذه الوصية النبوية ألم تكن هي وصية الخلفاء الراشدين من بعده¿!!.. ألم يوص صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخليفته أبو بكر الصديق رضي الله عنه جيش فتح الشام:
»لا تقتلوا امرأة ولا صبيا ولا كبيرا هرما ولا تقطعوا شجرا مثمرا ولا تخربوا عامرا (بناء وحضارة ومصنعا وزرعا وأي عمران) ولا تعقروا شاة ولا بعيرا إلا لمأكله ولا تحرقوا نخلا
ولا تفرقوه ولا تغلل ولا تجبن»¿!!
إذن..
أين أولئك الغيورون المحتجون الذين تجاوز احتجاجهم المدى إلى إباحة اجتياح مقرات السفارات الأميركية وقتل من فيها ونهب ما فيها .. أين هم من رسول الله.. من أوامره .. وسنته.. وأخلاقه .. وقيمه…¿!!
أين هم من دعوته .. من كونه رحمة للعالمين كما قال أحكم الحاكمين.. ومتمما لمكارم الأخلاق كما أكد بنفسه الرسول الأمين¿!!
أين هم من دين الإسلام.. وهل هم بأفعالهم تلك وأخلاقهم يعتنقونه ويدينون به عقيدة وعملا .. أم اسما وقولا¿!!!!
لا… ليس هذا من الإسلام في شيء.. ولم يقل به خاتم الأنبياء والرسل قط.. ولا يدحض إساءة للإسلام وللرسول بقدر ما يبررها ويعززها.. كما لا ينتصر للإسلام وللرسول بل يخذلهما ويهزمها.
أفيقوا…
إنما الدين عند الله الإسلام .. وإنما دين الله المعاملة .. بها لا بحد السيف انتشر .. وللظلمات بدد ونور .. وإلى الحق هدى وبه بصر .. R