يحــــــــــــــدث ولــــــــــو

معين النجري


معين النجري –

شبعنا سياسة ومع هذا لا نستطيع أن نغادر مربعها إطلاقا حتى في نهار رمضان كنت أتمنى ألا ادوش من يمر على هذه الزاوية بشيء له علاقة بالسياسة . لكن يبدو أنها قدرنا مهما حاربنا من اجل الخروج من دوامتها المقرفة .
اعتقد أن الفترة الراهنة التي يعيشها اليمن تشهد تحولا عظيما بداء بفرز حقيقي بين الوعي واللاوعي بين القبيلة والمدنية بين الجهل والثقافة. وأصبح من السهل جدا أن تعرف توجهات الأفراد و محتواهم الفكري من خلال النظر فقط إلى وجوههم . حتى أولئك الذين يقفون في الصف الآخر لاعتبارات و مصالح معينه , تستطيع أن تفضحهم بمجرد الاستماع إلى تشنجاتهم وصراخهم الذي يحاولون من خلاله إخفاء حقيقة قناعاتهم.
يعيش المجتمع اليمني اليوم فترة نقاء وصدق وصراحة مع النفس ومع الآخر دون أن يعلم أحد انه قد تخلى عن تلك الوجوه المزيفة التي طالما ارتداها أمام الآخرين في مناسبات عدة نحن الآن أشبه بمن يتحدث وهو نائم أو وهو سكران إذ يمكنك الحصول منه على المعلومات الحقيقية كما هي دون أي تزييف أو خداع أو مكر.
التراكمات الثقافية والإفلاس الفكري يظهر اليوم بجلاء …. العمالة للخارج والإخلاص لهموم الوطن أيضا على الطاولة نفسها . اليوم فقط تستطيع أن تكتشف حقيقة المجتمع اليمني وتوجهات أفراده وجماعاته . من هو القادر على حمل السلاح ومن هو القادر على حمل الشعار والكلمة.
من يستطيع بناء مجتمع مدني متحضر وقادر على البقاء في عالم يحكمه المال والقوة, ومن يفكر بعقلية الشيخ ابن الشيخ من ينظر إلى المرأة بعقل سليم و فطرة نظيفة ومن يستخدمها فقط عند الحاجة ومن ثم يضعها في مربع العصور الوسطى التي رسمها إسلام البدو و ليس الإسلام الحقيقي.
هكذا استطاعت الأحداث التي مرت بها اليمن أن تظهر وجه اليمن بعيدا عن الماكياج الذي تتفنن الدولة وحكومة الوفاق رغم الصراع الدائر تحت و فوق الطاولة بين أقطابها في رسمه بطريقتها وتتذاكى منظمات المجتمع المدني في وضع اللمسات التي تجلب لها الأموال والتعاطف الخارجي كل ذلك على حساب هذا الوطن الذي يفضح اليوم الجميع. ويقول للعالم أنا هذا.

قد يعجبك ايضا