اليمن بعد الحوار – ثلاثة سيناريوهات محتملة

جمال عبدالحميد عبدالمغني

 - أحد الكتاب الفرنسيين متخصص في شئون الشرق الأوسط ومهتم بالشأن اليمني اسمه (ميشيل بلان) كتب تحليلا عن مستقبل اليمن بعد الحوار من خلال قراءته للوضع في اليمن وقياسه لمدى الاهتمام العالمي والإقليمي بشئون اليمن وما يلحظه من إصرار
جمال عبدالحميد عبدالمغني –
أحد الكتاب الفرنسيين متخصص في شئون الشرق الأوسط ومهتم بالشأن اليمني اسمه (ميشيل بلان) كتب تحليلا عن مستقبل اليمن بعد الحوار من خلال قراءته للوضع في اليمن وقياسه لمدى الاهتمام العالمي والإقليمي بشئون اليمن وما يلحظه من إصرار دولي غير مسبوق على إخراج البلد من الوضع المتردي والمأساوي وقاعدته على عبور هذا المنعطف الخطير بأقل الخسائر وإيصاله إلى بر الأمان موحدا آمنا وقويا أيضا.
لكن هذا الكاتب يرى أن العقبات ستزول جميعها إذ نجح الحوار والشعب اليمني حول الثوابت الوطنية التي ستحفظ لهم عزتهم وكرامتهم ومستقبلهم وتخلى الجميع عن المكاسب الأنانية والمصالح الضيقة ووضعوا اليمن فوق كل اعتبار وهذا هو السيناريو الأول المحتمل بعد انتهاء عملية الحوار أي. النجاح والانطلاق صوب الازدهار وإحداث النهضة التنموية الشاملة وبسط نفوذ الدولة على كل شبر يمني وإرساء العدل والمساواة والقضاء على الفساد وإحلال الأمن والسلام في ربوع اليمن وعندها سيلمس كل اليمنيين أن وضعا مختلفا يعيشونه كحقيقة وليس حلما وسيحدث ذلك خلال فترة وجيزة وسيكون المجتمع الدولي بأسره داعما بقوة لهذا الوضع.
أما السيناريو الثاني المحتمل بعد نهاية الحوار فهو متشائما إلى حد بعيد لكنه يرى أن اليمنيين أنفسهم هم الذين سيحددون خياراتهم بأنفسهم عند الوصول إلى النتائج المتشائمة والمحتملة لعملية الحوار. وملخص السيناريو الثاني كما يراه الكاتب الفرنسي أن عملية الحوار ستصاحبها بعض التعنتات والمكايدات المحبطة وكلها تصب في اتجاه واحد وهو إفشال عملية الحوار وسيحلو لأصحاب هذا الخيار فرض أجندات تحركها أياد خارجية ومشبوهة لها مصالحها الخاصة وأطماعها الخبيثة لكنها بالتأكيد تتعارض جملة وتفصيلا مع طموحات غالبية اليمنيين وتطلعاتهم وتوقع الكاتب أنه بعد أن يفشل هؤلاء في تمرير قضايا تمس الثوابت الوطنية المجمع عليها من غالبية الشعب سيضطرون إلى محاولة إفشال الحوار وإيصاله إلى طريق مسدود وقد يتجرأون على اتخاذ إجراءات آحادية الجانب ومحاولة فرض واقع جديد على اليمنيين وإحداث فوضى في بعض المحافظات لتمرير إجراءاتهم الخطيرة كما حدث من جماعة أنصار الشريعة في محافظة أبين ولحج وشبوة والبيضاء وحتى عدن مطلع العام الماضي 2011م يعيد اندلاع ثورة الشباب السلمية وقد قصد الكاتب بهذه الفئة جماعة الحراك المسلح والانفصالي بقيادة البيض وجماعته ويتحول من جهات مشبوهة أهمها إيران حسب زعمه وقد توقع الكاتب عند الوصول إلى هذا الوضع المحتمل حدوث رد فعل قوي من جانب الوحدويين في الشمال والجنوب ولم يستبعد شن حرب دامية بقيادة الرئيس الحالي المشير هادي بعد فشل كل الخيارات كما حدث لمواجهة أنصار الشريعة وتوقع انتصار خيار الوحدويين لكن الفاتورة ستكون مكلفة ولم يستبعد إذا حدث هذا السيناريو المتشائم حدوث عمليات اغتيال واسعة للرموز المحركة لخيارات الانفصال في الخارج وهذا ما لا نتمناه.
أما السيناريو الثالث فقد توقع أن يقضي الحوار إلى نتائج فحواها تقاسم المصالح بين الأطراف ومراكز القوى المؤثرة الأمر الذي سيحدث تذمرا واسعا لدى الغالبية العظمى من اليمنيين لأنهم سيشعرون بأن التسوية التفت على ثورتهم وأهدافها ولا مناص من ثروة جديدة وهذا أخطر السيناريوهات في تقديري.

قد يعجبك ايضا