‬أمهات أطلن الانتظار في‮ ‬محطة عودة أبنائهن

تحقيقأسماء البزاز‮ – أمل الجندي


تحقيق/أسماء البزاز‮ – أمل الجندي –
لطالما انتظرت اشتداد ساعده وموعد حاضره ومستقبله وكيف لا وهو الحاضر والمستقبل والنظر والعون والامتداد والأمل وفلذة كبدها‮.. ‬ذاك الذي‮ ‬إن سعد سعدت الدنيا بحذافيرها أمام عينيها وإن أصابه حزن أو مكروه فتكالبت عليها أثقال الحياة وهمومها كالجبال‮ .. ‬تلك التي‮ ‬كانت تقول‮ ‬يوما ما‮ : ‬ولدي‮ ‬احذر‮ .. ‬انتبه‮ .. ‬لا تبك‮.. ‬هل تناولت طعامك‮ .. ‬متى ستعود وكم ستغيب عني‮.. ‬تلك التي‮ ‬لطالما حدقت بالأنظار‮ ‬إلى محطة انتظار مجيئك‮ .. ‬لن تنساك للحظات لن‮ ‬يغفل لسانها عن ذكراك‮ ‬يوما‮ .. ‬تدعو فلان آخر تنطق باسمك تطلب شيئا وتذكر اسمك صارت حياتها من بعدك عذابا‮ ‬فهل تشعر¿‮!‬

لا أريد سوى عودتك لي
‮❊ ‬الله ما أعظم ما رأيت من صبر لقاء جارتي‮ ‬بعودة ابنها وزوجها من بلاد الغربة لقضاء أيام هذا الشهر الفضيل في‮ ‬ملامستهم وصحبتهم‮ .. ‬وما أصعب هذا المشهد علي‮ ‬وأنا أكابد لوعة الفراق والشوق إلى ابني‮ ‬الذي‮ ‬هجرني‮ ‬من أكثر من ‮٤ ‬أعوام في‮ ‬المملكة العربية السعودية‮.. ‬هكذا استهلت أم شوقي‮ ‬دحان حديثها حول هذا الموضوع مبينة‮: ‬الناس في‮ ‬شهر رمضان‮ ‬يعودون إلى ذويهم وأهليهم وأنا ابني‮ ‬لا‮ ‬يرفع حت سماعة التلفون ليسأل عني‮ ‬وعن أحوالي‮ .. ‬ما زلت اتذكر تلك اللحظات الرائعة والجميلة التي‮ ‬كانت تجمعنا على مائدة الإفطار والسهرات الرمضانية الرائعة التي‮ ‬كنا نقضيها باجتماع الأهل والأسرة ولكن الظروف الاقتصادية الصعبة التي‮ ‬نمر بها هي‮ ‬من أجبرت ولدي‮ ‬على الرحيل لتحسين مستوانا المعيشي‮ ‬ولكن ما أن رحل حتى قلت اتصالاته بالتدريج لتنقطع بعد مرور خمسة أشهر من سفره‮.‬
وأنهت أم شوقي‮ ‬حديثها بنداء إلى ولدها عد‮ ‬يا أحمد عد إلى أمك إلي‮ ‬يا ولدي‮ .. ‬فقد انهكني‮ ‬فراقك وآلمني‮ ‬وخلف في‮ ‬جسدي‮ ‬الآلام والأمراض حتى بصري‮ ‬أصبح ضعيفا‮ .. ‬لا أريد منك مالا ولا كنوز الدنيا أريدك أنت لنفسك‮ ‬اسعد قلبي‮ ‬في‮ ‬هذا الشهر الفضيل واجعل طعم السعادة والفرح‮ ‬يعودان إلى المنزل من جديد‮.‬

ساءت أحوالنا بعد رحيلهم
‮❊ ‬أما أم إبراهيم ‮٢٥ ‬عاما فهي‮ ‬تقول عن حالها‮: ‬لا فرق عندي‮ ‬بين شهر رمضان أو شعبان أو‮ ‬غيره مادام أن الحال باقي‮ ‬على ما هو عليه‮ .. ‬فأولادي‮ ‬الاثنان أسامة وهشام لهم أكثر من سبع سنوات ولم اسمع عنهم خبرا‮ ‬بعد قالا لي‮ ‬أنهما مسافران إلى الأردن وفي‮ ‬يومها فقط اتصل هشام ليطمني‮ ‬على وصولهما بالسلامة ثم انقطع تواصلهما معي‮ ‬ولا أدري‮ ‬عن أثرهما شيئا‮ .. ‬أما زالوا على قيد الحياة أم وارت الأرض أجسادهما‮ ‬فلا‮ ‬يعقل أن‮ ‬يهجرني‮ ‬ولداي‮ ‬طيلة هذه المدة إن لم‮ ‬يكن قد حدث لهما مكروه‮.‬
منهية حديثها معنا بدعاء‮: (‬يارب بحرمة هذا الشهر العظيم من كل أم فيه تسعد وتفرح بعودة أبنائها لها وقضاءها مع لمة أسرتها وفلذات أكبادها‮ ‬أعد لي‮ ‬أولادي‮ ‬سالمين أو حنن قلوبهم على أمهم الأرملة وإخوانهم الصغار فلقد هونا على الناس وساءت أحوالنا من بعد رحيلهم‮).‬

خلافات حادة
‮❊ ‬أما أنا فهجران ولدي‮ ‬لي‮ ‬من نوع آخر وذلك كان نتيجة للخلافات مع والده كانت آخرها تهديده لنا إن لم‮ ‬يعطيه والده المبلغ‮ ‬الذي‮ ‬طلبه منه فإنه سيختفي‮ ‬من حياتنا إلى الأبد وفعلا هذا ما حدث منذ أكثر من عشر سنوات لنبحث بعدها ع

قد يعجبك ايضا