رمضان ومعاناة المواطن

علي‮ ‬محمد قائد

 -  ‬على الرغم من الظروف القاسية التي‮ ‬يعيشها المواطن خاصة خلال شهر رمضان إلا أن الدنيا لا تزال بخير ونحن نشاهد الأسواق مزدحمة بالناس‮ ‬فالمواطن اليمني‮ ‬أشبه
علي‮ ‬محمد قائد –
‬على الرغم من الظروف القاسية التي‮ ‬يعيشها المواطن خاصة خلال شهر رمضان إلا أن الدنيا لا تزال بخير ونحن نشاهد الأسواق مزدحمة بالناس‮ ‬فالمواطن اليمني‮ ‬أشبه بسفينة الصحراء‮ ‬يتحمل ويتجرع الكؤوس المرة ويبقى الله هو الرحيم واللطيف بعباده ولا أحد‮ ‬يموت من الجوع ولكن هناك من البشر من‮ ‬يحولون دون وصول رحمة الله إلينا وهم من‮ ‬يختلقون الأزمات ويخلقون المعاناة للمواطن ومنها معاناة انقطاع التيار الكهربائي‮ ‬وفي‮ ‬رمضان تنكسر فرحتنا واشتياقنا لليل رمضان بغياب التيار الكهربائي‮ ‬وحاجتنا له مما أضاف على كاهل المواطن شراء البديل للكهرباء مثل الوقود للمولدات بل وقبل الوقوف تحمل البعض ثمن المولدات الكهربائية ومعاناة تشغيلها وما تحدثه من إزعاج وصار المستفيد الوحيد من مشكلة الكهرباء الصين التي‮ ‬توفر لنا المولدات الكهربائية والشموع والمصابيح و‮….‬و‮…. ‬وكما‮ ‬يقولون‮ »‬مصائب قوم عند قوم فوائد‮« ‬ومصيبتنا في‮ ‬وجود العابثين الذين لا‮ ‬يتقون الله ولا‮ ‬يرقبون في‮ ‬مؤمن إلا ولا ذمة وصاروا أشبه بالشياطين ولم‮ ‬يجعلوا لهذا الشهر حرمة‮ ‬إن المواطن لا‮ ‬يملك حولا ولا قوة سوى الدعاء في‮ ‬هذا الشهر الكريم على من حلقوا لهم المعاناة وهم الذين‮ ‬يتصرفون حسب هواهم ومزاجهم دون مراعاة لدين ولا لاخلاق ولا لإنسانية ولا ندري‮ ‬إلى متى ستظل الأوضاع هكذا ولا ندري‮ ‬ما هو واجب ومهام الدولة هل البناء وانعاش الاقتصاد المتردي‮ ‬أم مواجهة الأزمات وإصلاح ما‮ ‬يتم تخريبه وكم هي‮ ‬الخسائر الناتجة عن الأزمة¿
رمضان هذا العام‮ ‬يختلف عن سابقيه فالمواطن‮ ‬غير قادر على تحمل نفقاته ويحرم أسرته من أشياء ضرورية نتيجة سوء الأوضاع إضافة إلى ما‮ ‬يقوم به بعض التجار من ممارسة الطمع والجشع والاحتكار وهنا‮ ‬يأتي‮ ‬دور وزارة الصناعة والتجارة ومكاتبها في‮ ‬المحافظات في‮ ‬مراقبة الأسواق ومعاقبة المخلين بالأنظمة والقوانين تخفيفا عن معاناة المواطن‮.‬
لا ندري‮ ‬متى ستهدأ عواصف الاضطرابات الأمنية والمعيشية في‮ ‬ظل الأوضاع السيئة وعشوائية البعض الذين‮ ‬يساعدون على نشر الفوضى مثل أعمال التقطعات والاساءة إلى المنجزات وتخريبها متى ستتحسن أوضاع البلاد ومتى‮ ‬يلتم الشمل وتخلو القلوب من الاحقاد والكراهية وتنتهي‮ ‬الخلافات وصار المواطن اليوم خاصة في‮ ‬رمضان‮ ‬يواجه تحديات وضغوطات مثل الغلاء والكهرباء والتقطعات حيث شهدت السلع الأساسية ارتفاعا‮ ‬في‮ ‬أسعارها‮.‬
لقد صار الكثيرون وبسبب هذه الأوضاع المتردية‮ ‬يتمنون انتهاء شهر رمضان فلم‮ ‬يعد لهم القدرة على تلبية احتياجات رمضان اليومية وهذا بدوره‮ ‬يستدعي‮ ‬وضع الحلول المناسبة للتخفيف على المواطن على الأقل عودة الكهرباء إلى طبيعتها لأن هناك العديد من الأعمال والمهن مرتبطة بها وهذا‮ ‬يعني‮ ‬تعطيل مصالح الكثيرين وقلة دخلهم‮.‬
فلماذا وصلنا إلى هذه الحالة وكيف سيواجه المواطن هذا الغلاء وتلك المنغصات التي‮ ‬كدرت علينا حياتنا‮.. ‬نأمل وأن كان الأمل بعيدا أن ننعم بالأمن والاستقرار ونؤدي‮ ‬فريضة الصوم باطمئنان وهدوء وسكينة وأن‮ ‬ينعم الوطن بالخيرات وينعم ابناؤه بالمسرات فقد سئمنا أوضاعا‮ ‬تزداد سوءا ونحن ننتظر الفرج واليسر بعد العسر وننتظر وبفارغ‮ ‬الصبر عودة الابتسامة إلى الوجوه والرضا والاطمئنان إلى القلوب فكيف نستطيع النظر إلى من هم أدنانا حالا وقد صار حالنا‮ ‬يرثى له والغلاء‮ ‬يقصم ظهورنا ولكن لن نفقد الأمل‮.‬

قد يعجبك ايضا