جامعات..لله يامحسنين!!

عبدالله حزام


 - يبقى الحديث عن تفاصيل موازنات الجهات الحكومية سرا من الأسرار..وكأنها داخلة في الأثر الذي يقول:المجالس بالأمانات ..ولايحق لغير أهل هذا العلم الاطلاع على كنهه..!
عبدالله حزام –

> يبقى الحديث عن تفاصيل موازنات الجهات الحكومية سرا من الأسرار..وكأنها داخلة في الأثر الذي يقول:المجالس بالأمانات ..ولايحق لغير أهل هذا العلم الاطلاع على كنهه..!
> لكني أحمد الله فقد أنكشف لي الغطاء هذا الأسبوع وعرفت طرفا من ذلك العلم المالي الذي لايجيد تأويله إلا طائفة من متفقهي وزارة المالية ..واعتبرت الأمر فتحا لأني وقفت على باب موازنة الجامعات فوجدتها لاتسمن ولاتغني من جوع ..مع أن الجامعات في العالم كله جسر العبور الآمن إلى المستقبل..لهذا تحظى بالدعم الأكبر.
> تصوروا أن ميزانية شئون القبائل اكبرمن ميزانية جامعة صنعاء التي تبلغ فقط 12 مليار ريال يمني طبعا الريال هنا لاينطح ريال كما نردد مبتهجين عند البيع والشراء.. لأنها ميزانية على الورق فقط ..أما في الواقع الحقيقي فالجامعة لاتحتكم على ميزانية تشغيلية تصل حتى إلى مليار واحد..!!
> سبحان الله ..مع انها الجامعة الأم التي تحتضن 100 ألف طالب وطالبة..حتى أن زائرا مبتهجا من جامعة أوروبية ذات مرة قال لمسئوليها هذا الرقم من الطلبة يحتاج إلى 10جامعات..!!
> احسبوها معي بطريقة أساطية المالية العظام الذين ينزلون بالجهات الحكومية البحر ويطلعوها يابسة بقدرة حاسباتهم الذكية المؤقته على عبارة :نعتذر لعدم توفر الاعتمادات .وكأن الرقم المرصود بالمليار في موازنات تلك الجهات من بداية العام للعرض فقط ..!!
> وخذوا مرة أخرى مثالا جامعة صنعاء المهددة اليوم بتوقف كلياتها عن التدريس بسبب (حنبلة) المالية تجاه اعتماداتها ..وعدم تعويضها عن فاقد مبالغ النظام الموازي المخصومة من أصل الموازنة كموارد ذاتية والبالغة مليارا و800مليون ريال لم تتمكن الجامعة من تحصيلها بسبب توقف الطلبة عن دفع هذه الرسوم ..لأن الثورة مستمرة!!!
> يحدث هذا في ظل حالة الحيص والبيص التي يتحفنا بها المجلس الأعلى للجامعات الذي لم يشف غليل الجامعات والطلبة بالمفيد في أمر الموازي رغم بدء التنسيق والقبول للعام الجديد .. !!
> فالمجلس الموقر لم يلغ الموازي ويأمر وزارة المالية بأن تدخل يدها في جيبها وتعطي الجامعات مقابل الموازي في ميزانياتها او يبقي على الموازي ويعفي المالية وكان الله في عون جيوب أولياء أمور الطلبة..!
> المهم أن لاتتردى العملية التعليمية أكثر وأكثر وتجد الجامعات نفسها أمام أطباء بتخصص طب عربي لعدم توفر المعامل والتدريب التطبيقي في كلية نخبة كالطب مثلا..!!
> بالفعل هناك مشكلة..الطالب وأسرته اليوم يجدون دخول الجامعة أشبه (برازم )..فإجراءات القبول معقدة وقد تقود بعض الطلبة إلى مصحات نفسية لأن سبعة آلاف طالب وطالبة قد يتنافسون على 100مقعد في كلية كالطب مثلا..!!
> وحتى مع قبول الطالب في الجامعة هناك ما يجلب الهم والغم ..رداءة مايقدم من مادة تدريسية لعدم تطوير المنهج وتأهيل عضو هيئة التدريس..ونقص الجانب التطبيقي بسبب قöدم المعامل .
والعلة في كل ذلك ..مخبوءة في بند الإنفاق على التعليم والموازنات التي لاتطعم من جوع ولاتؤمن من خوف..!
> وبالتالي فإن أمر الميزانية هذه سحب نفسه على كل شيء.. جامعاتنا نسخة من بعض فلا توجد جامعة حكومية في اليمن تتميز بكلية نوعية تنفرد بها ولا بأسلوب إداري متطور ولا بأساليب تعليمية متطورة بل تجد الكثير من المقررات التعليمية نفسها تتطابق في معظم الكليات مما أدى إلى رداءة نوعية مخرجاتها التي تتصف بالبؤس الفكري والعلمي .!!
> أمام هذا البؤس.. ماذا انتم فاعلون ياسادة التعليم العالي في البلاد..¿فقبول العام الجديد بدأ في كليات الطب التي حددت طاقتها الاستيعابية في خانة العشرات فيما المتقدمون في خانة الألوف.!
> هل فكرتم أين سيذهب هؤلاء الحاصلون على معدلات مرتفعة ولن يحالفهم حظ القبول في الكليات التطبيقية وسط زحمة مولد امتحان القبول .¿
> إنها محنة الطالب التي مابعدها محنة لأنه سيجد نفسه في كلية لايرغب بها أصلا أو تخصص يفر منه لأنه لايحقق طموحه المستقبلي..وفوق ذلك لن يجد إلى الموازي سبيلا(طبعا من يستطيع أن يدفع) لأن المجلس الأعلى للجامعات لم يحسم أمر الموازي حتى اليوم.
> لقد أصبح الطالب أمام تفسير واحد وهو أن هذا الذي يحدث ليس إلا موقفا فيه تهديد لشخصيته وتسلط يسلبه حقه في العلم والمعرفة ..!!
> الموقف ياسادة لايحتاج إلى تبار في الخطابة لافي مجلس الوزراء ولا المجلس الأعلى للجامعات ..لان أمرالخطابة سهل والبعض يتمتع بحبال صوتية ترجع إلى زمن السمن البلدي..والعسل أيضا.
الموقف فقط يحتاج إلى تحديد مصير جامعات تمد اليوم يدها

قد يعجبك ايضا