في غيبة اسمي

عبدالله كمال محيي الدين

عبدالله كمال محيي الدين –
أيها النهر!
لا تتوقفú عن الجريانö
فإن العمر ما زالتú دواليبه تجري باتجاهك, ?
لا تتوقف
حتى أغتسل فيك من تعبي وأستلقي
كما يستلقي القمر على الغيمö,
كما تستلقي ورقة
سقطت للتو على صفحة الماء ,
كما تستلقي حبيبتي على فراشها الوثير
بعد تأكدها من مدى شوقي إليها,
كما أستلقي أنا على الحلم ,
كما يستلقي الحلم
على الغد الذي لا يملك من أمره شيئا
سوى وميض
لا يعلم مدى قدرته على كشفö ما وراء الأكمةö, ?
كما تستلقي الكلمة على السطر,
كما يستلقي السطر على الصفحةö,
وكما تستلقي المدينة في حضنö الوهمú .?
قلمي أيها النهر
عاجز عن القيامö بمهامهö,
يعلنها في وجهي بلا مواربة ,
أنه ليس بمقدوره
أن يقلني في حضرة البارود ..
يقنعني بأن الفرق شاسع جدا
بين الحöبúرö والدمö ..
بين إيقاعö القصيدةö
ووقعö القذيفةö,
بيني
وبين قناص بارع,
بينه
وبين راجمةö الصواريخö ,
بين «اهتفوا للشعب «
وعربة مكافحة الشغب .
كلماتي تطالبني بضمانات مسبقة
بعدمö الملاحقةö
بعد أن فقدت شرعيتöها,
لساني يقدم استقالته من منصبهö كناطق باسميú,
اسمي يتركني وحيدا
وينزح كغيرهö باتجاهö القبيلةö,
القبيلة بدورها
تعلن مؤازرتها للعسكري الذي يمثöلها
في مثلö هذهö الظروفö, التي دائما يفضها الأقوى
القادم من خارجöها.

قد يعجبك ايضا