نسيت يدي!!

عبد الرحمن بجاش


عبد الرحمن بجاش –
عبد الرحمن بجاش
لم يظهر عمود الأمس وأمس الأول وقبلها والسبب تخلفنا في التعامل مع التكنولوجيا فقد اكتشفت أن جهاز الكمبيوتر قرر أن يتوقف وله الحق في ذلك فآخر مرة مررت على شاشته أنظفها مما علق بها من غبار لم أعد أتذكرها والكهرباء توفي ما نقص فبين كل انطفاءة وأخرى تعيش أجهزة وتغادر أخرى وبالمناسبة اضطررنا لأن نستقدم مهندسين اثنين من خارج البلاد ليصلحا آلة الرولاند الطباعية في مؤسستنا ليكتشفا ونعرف أن السبب الفيوز وكتبا في تقريرهما أن السبب «الانطفاءات المتكررة» ولن أضع علامتي تعجب فقد تعبنا من كثرة تعجبنا إذ أن عدد الانطفاءات اليومية يفوق عددها!!
قلت في نفسي : ولا يهمك اكتب العمود بيدك وعليك أن تفرح لتحررك من التكنولوجيا لصالح اللمسة الإنسانية حين تلمس القلم لأكتشف أن يدي لا تطاوعني ولم تعد لدي الرغبة في أن استخدمها!! لذا غاب العمود ومعه القلم الذي لم نعد نستخدمه إلا للتوقيع على إحالة الأوراق!! وبالمناسبة فالأخبار التي وردت بالأمس تحدثت عن مناقشة الحكومة الإلكترونية جرى ذلك في وزارة الاتصالات بمعنى أن معاملاتك الحكومية وكل علاقة المواطن اليومية ستتم مستقبلا عبر الأجهزة!! والفوائد جمة ربما أهمها أنها ستشل يد الفساد فالموظف لن يرى صاحب الشأن ولن يساومه ولن يستطيع تأخير معاملته.
السؤال : هل نحن مهيأون لذلك¿ وبالمناسبة كم عدد الذين يستخدمون أجهزة الكمبيوتر¿ وهل الوعي العام وصل إلى مستوى دقة هذه الأجهزة¿ وهل تتم تهيئة الإنسان لهكذا مرحلة¿ أم أن الأمر سيظل كما هي حالتي «أدقدق هذه الأزرار» وأجمع عمودي أي أنني أتعامل ولا أجيد ولا أدري أسرار الجهاز الذي أستخدم وها هو الدليل أمامكم جهازي عطلان وأستخدم جهاز الولد!!
أتذكر أن حكومة نتانياهو السابقة تركت الحكم بعد أن وزعت جهاز كمبيوتر لكل إسرائيلي تحت شعار «كمبيوتر لكل مواطن» وبدأت بالأحياء الفقيرة إلى اللحظة كثير من المدارس لا تدرس الكمبيوتر ولا تشيع الحكومة أمر التعلم وتلزم به المؤسسات الرسمية والأجهزة التي تراها بعد الشنة والرنة كما هو حال صالة الكمبيوتر لدينا تتحول أجهزتها إلى آلات للعب الورق لأن الإنسان لم يتم الارتفاع بقدرته إلى مستوى الجهاز الذي أمامه!! وأمر التدريب الذي تظهر أرقامه في الميزانية في علم كان!!
في دبي هناك حكومة إلكترونية ونسي الإنسان أمر الورق والأقلام!! طبعا أنا آسف على تلك المرحلة لكن حكومة دبي فرضت بعد أن علمت وهنا يتداخل كل شيء بكل شيء! والسؤال الذي يفرض نفسه الآن : هل سيأتي الوقت الذي ننسى فيه أيدينا¿ ونحول الأقلام والورق إلى المتاحف¿
أخشى أن نملأ الورش أجهزة قبل هذا ونتوه بين القلم والجهاز فالنقلة تستوجب الاستعداد حتى لا يظل الأمر كحالتي بين البين!!

قد يعجبك ايضا