فضل شهر رمضــان

الشيخ عبدالناصر عبد الستار أبو قوطة

 - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد يقول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه
الشيخ عبدالناصر عبد الستار أبو قوطة –
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد يقول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه سيدنا أبي هريرة قال (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفس ولا يصخب فإن سبه أحد أو قاتله فليقل إني صائم) رواه البخاري ومسلم , فرمضان شهر كريم على الله تعالى .
رفع الله منزلته وسمى بقدره فقد ذكرت الشهور القمرية مجمله في القرآن الكريم ذكر عددها والأشهر الحرم منها ولم تذكر أسمائها , قال تعالى (إن عدة الشهور عند الله تعالى إثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم) أما رمضان فهو الشهر الوحيد الذي ذكره الله تعالى وسجله في آية من كتابه فقال سبحانه وتعالى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن), من فضائل هذا الشهر أنه شهر الله , الصوم عبادة لا تقع إلا خالصة لوجه الله تعالى , يقول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة في الحديث القدسي (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) , يقول ابن الأثير في شرح هذا الحديث أحسن ما سمعت في تأويل هذا الحديث أنه جمع العبادات التى تقرب بها إلى الله تعالى من صلاة وحج وصدقة واعتكاف وتبتل ودعاء وقربان هدى وغير ذلك من أنواع العبادات قد عبد بها المشركون ما كانوا يتخذونه من دون الله أندادا ولم يسمع بأن طائفة من طوائف المشركين في الأزمان المتقدمة أن عبدت آلهتها بالصوم ولا تقربت إليها به ولا عرف الصوم في العبادات إلا من جهة الشرائع فلذلك قال الله عز وجل إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به .
من فضائل هذا الشهر أنه شهر القرآن فالقرآن الكريم هو الميزة العظمى التى يتميز بها هذا الشهر , ونزول القرآن في ليلة القدر من ليالي رمضان سما بتلك الليلة ورفع منزلتها إلى آفاق عالية فهي ليلة الشرف والليلة المباركة وليلة قدرت فيها على ضوء القرآن الكريم مصالح الناس ومقومات سعادتهم في الدنيا والآخرة , قال تعالى (فيها يفرق كل أمر حكيم أمر من عندنا إنا كنا مرسلين رحمة من ربك إنه السميع العليم) .
من فضائل هذا الشهر أنه شهر لا يعلى عليه فالعبادة في شهر القرآن لا ترجح عليها عبادة فهو شهر مبارك الثمرات أوله رحمة ووسطه مغفرة وأخره عتق من النار , ومن فضائل هذا الشهر الكريم أن الله تعالى يضع من البشر ملائكة فإن المسلم حيث يتحرك بعقيدته الإيمانية في مجال الصوم فيصوم لله إيمانا واحتسابا لوجهه الكريم يصير بشرا ملكا .
من فضائل هذا الشهر أن الصوم زكاة لكل نعمة من نعم الله تعالى فإذا كثر المال وبلغ النصاب وجبت زكاة المال , وإذا أغلت الأرض وأثمرت وجبت فيها زكاة الزرع وإذا نمت ثروتك الحيوانية وجبت فيها زكاة الأنعام فكما أن للمال زكاة وللزرع زكاة وللأنعام زكاة فللصحة والعافية زكاة وزكاتها الصوم وصنائع المعروف فقد قال صلى الله عليه وسلم (لكل شيء زكاة وزكاة الجسد الصيام والصوم نصف الصبر) رواه بن ماجه .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

قد يعجبك ايضا