«هموم المواطـن »
يحيى يحيى السريحي

مقالة
يحيى يحيى السريحي –

مقالة
المواطن والوطن جسدان في روح واحد وما يعانيه المواطنين من صعوبة في الحياة المعيشية يؤثر سلبا في سلوكياتهم وتتحول تدريجيا مع مرور الوقت وبقاء المعاناة وتفاقمها لتغدو تلك السلوكيات من سلوكيات إيجابية وطاقة متحركة منتجة إلى سلوكيات سالبة عدائية وطاقة تخريبية, وهذا ما نلمسه اليوم من تصرفات وممارسة فعلية لبعض فئات المجتمع بقيامها بأعمال غير سوية ومخالفة للشرع والقانون والفطرة الإنسانية السليمة التي فطر الله الناس عليها بطبيعة الحال نحو البناء والتعمير والتعايش السلمي , وما لا يمكن إخفاؤه وغض الطرف عنه أن الوطن والنظام الحاكم في أي دولة ومجتمع مرهون بالعامل الاقتصادي واستقرار الحالة المعيشية للمواطنين فالمواطن عندما تضيق عليه سبل المعيشة الكريمة وتغلق أمامه الأبواب المشروعة لذلك ـ وإن فتحت ـ طالما وغلاء المعيشة وقلة الدخل والتضخم الذي يأكل أي زيادة وتحسن في الراتب كما تأكل النار الحطب بسبب جشع التجار وتربصهم للناس بمضاعفة الأسعار أضعافا مضاعفة بسبب ودون سبب في المناسبات وغير المناسبات وعلى مدار العام والأعوام كل ذلك ألجأت فئة من الناس قليلة كانت أو كثيرة للقيام بحماقات وارتكاب المخالفات غير القانونية والأعمال الإجرامية الضارة بالوطن والمواطن على حد سوى خصوصا من قبل ضعاف النفوس وغياب الوازع الديني الذاتي وتراجع التوعية الإرشادية الدينية والقانونية عبر وسائل الإعلام المختلفة بما في ذلك ضمور دور المسجد الذي اقتصر على السياسة والتحريض لطرف ضد الآخر وإشاعة الفتنة بين الناس .
والحق أقول أن المواطن مغيب تماما في حقوقه القانونية التي كفلها الدستور والقانون وحقه الإنساني في أن يعيش بكرامة ويشعر بإنسانيته فعدم الاستقرار المالي وغياب الأمن الوظيفي المتمثل بعدم استقرار الدخل وغياب الأمن الصحي وتدني مستوى الخدمات كل تلك الحقوق والأسباب ساعدت على انتشار الجريمة المنظمة والعنف والتطرف والقتل الجماعي الذي يصل إلى حد الإبادة , وما هو مؤكد أنه لن يكون هناك استقرار حقيقي في الوطن ما لم تلتفت الدولة والحكومة للمواطن المطحون بهموم المعيشة والغلاء الذي افقده الأمل في الحاضر والمستقبل وقديما قالوا أشد القتل قتل الأمل . لا سيما وأن الحكومات المتعاقبة منذ قيام الجمهورية اليمنية لم تعط المواطن حقه في الرعاية والاهتمام بما يمكنه من تحسين ظروفه المعيشية ويمنحه القدرة على تلبية احتياجاته المختلفة فلا مناص إذا كنا ننشد الأمن والاستقرار من العمل على صون كرامة المواطنين بتلبية احتياجاتهم المعنوية والمادية.