أزمة سلــــــوك !!

محمد علي الشهاري

 - هل نحن فعلا بحاجة إلى تغيير سلوكياتنا لنصل إلى حالة الرضا الحياتي أم أن رضا النفس غاية لا تدرك ¿!!
أينما يممت وجهك وحيثما  قادتك  قدماك تجد سلوكا خاطئا حتى من ينتقد السلوكيات الخاطئة أصبح
محمد علي الشهاري –
هل نحن فعلا بحاجة إلى تغيير سلوكياتنا لنصل إلى حالة الرضا الحياتي أم أن رضا النفس غاية لا تدرك ¿!!
أينما يممت وجهك وحيثما قادتك قدماك تجد سلوكا خاطئا حتى من ينتقد السلوكيات الخاطئة أصبح يمارسها بعلم ودون علم.. وبمعنى أكثر عمقا أصبح السلوك الخاطئ جزءا مهما من حياتنا وعملا طبيعيا نمارسه يوميا بدون عوائق اجتماعية.
أعجبني كثيرا الشعار الذي أطلق هذ العام على أسبوع المرور العربي الموحد.. إلى متى¿! وهو سؤال عميق يبحث عن إجابات عاجلة وملحة لسلوكيات مرورية خاطئة يمارسها من يستخدم الطريق سواء من المارة أو من السائقين وبشكل عام يمكن أن يسأل كل واحد منا فيما يخص ما يلمسه أو يراه أو يمارسه من سلوكيات خاطئة.. إلى متى¿!!
الشعار رغم أنه قصير ومكون من ستة أحرف إلا أنه يحمل على كأهلة الكثير الكثير من السلوكيات الخاطئة ويحاول أن يحفر في أعماق ضمائرنا ابجديات الرفض لكل ماهو خاطئ في حياتنا ولكننا نصر بطريقة أو بأخرى على شرعنه هذه الأخطاء وجعلها سلوكا حياتيا يوميا مقبولا بامتياز.
إلى متى يظل النظر إلى الوظيفة العامة على أنها تلك الرضاعة التي تعطي صاحبها حليبا دافئا نهاية كل شهر دون أن يعطي تلك الرضاعة حقها.
إلى متى يظل التدافع والزحام في الأسواق وعدم الانتظام أمام شبابيك استلام المعاشات أو حتى أمام مندوبي صرف الكدم.
إلى متى يظل رجال المرور يتربصون بك على الجولات وفي مداخل الشوارع الرئيسية والفرعية ويختبئون لك وراء السيارات وأمام المحلات ليفاجئوك مثل القضاء المستعجل أو يصدموك بمخالفة أو تدفع ما تيسر حق القات
إلى متى هذا الانتشار الفضيع للمطبات والشوارع المكسرة والمغلقة بالحواجز الخرسانية لأن المسؤول (س) يسكن في هذا الشارع أو ذاك.
إلى متى تظل فوضى حفر الشوارع لغرض الترميمات أو مد الخدمات مثل المياه والهاتف ونسيانها مفتوح لعدة أسابيع وربما لعدة أشهر.
الى متى يظل شهر البر و الإحسان .. شهر الجود والكرم والغفران مهرجانا للنزق والترف وهو المفترض أن يكون ميدانا للرحمة والتلاحم والتكاتف والألفة.
الى متى سيظل شهر رمضان المبارك موسما للمعاصي بدلا من أن يكون موسما للطاعات ففيه يكثر الإسراف والشطط والغلو عند البعض ويكثر السهر أمام التلفزيونات أو في الشوارع ومحلات الألعاب أو في المقايل واللوكندات والمفترض أن هذا هو شهر القرآن وتفقد أحوال المساكين والمحتاجين.
إلى متى نظل فوضوين في تعاملنا مع الغير وخاصة عندما يكون هذا الغير امرأة أو طفلا أو جارا أو حتى زميلا في العمل.
إلى متى يظل النظرة للقبيلة على أنها مفتاح لعمل كل شيء غير منطقي ومخالف للعقل والمنطق والقانون مع أن القبيلة هي عنوان للأخلاق والشهامة.
إلى متى يظل حملة المباخر وسدنة «التطبيل والتلميع» يبيعون مستقبل وطنهم وأولادهم مقابل ابتسامة أو وعود بمناصب قيادية من أرباب العروش.
إلى متى تظل النظرة إلى الإعلامي على انه عدو المسؤول وعدو الحكومة بل إلى متى يظل الإعلامي عدو نفسه ومتى يتحرر من عقد الماضي ويعرف أن قلمه يستطيع أن يهد عروشا كبلها الظلم والفساد منذ عشرات السنين فهي الآن أوهن من بيوت العنكبوت وجرة قلم من هذا الإعلامي كفيلة بفضح المستور وهذا الدور الذي يجب أن يكون عليه أي إعلامي.. قويا مع الحق.. نصيرا لقضايا وطنه ومجتمعه.
إلى متى ستظل الأشياء الرخيصة والبضائع غير الجيدة وغير الصالحة للاستخدام الآدمي تمتلئ بها شوارعنا ومعارضنا التجارية والى متى يظل تجارنا عبادا للمكاسب السريعة على حساب صحة الناس.
إلى متى ستظل العاصمة صنعاء ومعظم المدن اليمنية غارقة في بالمتظاهرين دون إي تدخل من الجهات ذات العلاقة
إلى متى سيظل إعلامنا يصنف البعض منه انه محسوب على هذه الجهة والبعض الآخر محسوب على تلك الجهة ومتى سيكون لنا إعلامنا الحر المستقل بعيدا عن الولاءات الضيقة والأهواء الشخصية الرخيصة.
إلى متى ستظل نظرتنا قاصرة تجاه بعض التصرفات الخاطئة لبعض الأشخاص فالفاسد نقول له أحمر عين وظالم المرأة وآكل حقوق اليتيم نقول له رجال والطفل عندما يؤذي جيرانه نقول له: استمر «أوقع رجال» والمرأة عندما تخرج عن إطار المألوف والعادات والتقاليد نقول لها: أنت في طريقك الصحيح واستمري تحت شعار حقوق المرأة والمدير عندما يشخط وينخط وينهب ويزور نقول له: حازم ومافيش مثله اثنين والموظف عندما يبحث عن أكثر من مصدر دخل نقول عنه فهلوي والعبان.
إل

قد يعجبك ايضا