كلنا مع التغيير
الدكتور عبدالعزيز المقالح
الدكتور/ عبدالعزيز المقالح
د . عبدالعزيز المقالح
{ يعد التغيير في الدين الإسلامي وسيبقى من أهم واجبات المسلم وقد كان المفروض على العرب وعلى المسلمين عموما أن يجعلوا من آية التغيير «إöن الله لا يغيöر ما بöقوúم حتى يغيöروا ما بöأنفسöهöمú» حكمة ودستورا لحياة الفرد والجماعة على حد سواء ومرجعا للتطور والانتقال من حال إلى حال.
ولعل ما نال العرب بالأمس وما يعصف بهم اليوم ليس إلا النتيجة الحتمية لكونهم تجاهلوا معنى هذه الحكمة الكريمة وما تنطوي عليه كلماتها القليلة من توجيه وإرشاد كانا كفيلين بأن يجعلاهم في طليعة الأمم نهوضا وتقدما.
ولعل الأسوأ من كل هذا الذي يعانون منه أنه ما يزال يوجد بين ظهرانيهم من الجامدين والمتعصبين من يقاومون التغيير ويخالفون آيته الناصعة التي تندد بالجمود وتنظر إليه كأداة للانقراض ووسيلة من وسائل الخروج من الحياة.
والذي لا ريب فيه أن العرب – ونحن منهم – قد تأخروا كثيرا في رفع شعار التغيير وفي تحويله من شعار إلى فعل حقيقي لكي يغيروا ما بأنفسهم من تواكل واستسلام وتقليد ومن قبول بوهم التطور التدريجي الذي لم ينتج سوى المزيد من التخلف والاعتماد على الآخرين.
ومن المهم بالنسبة لنا في هذا البلد الحبيب أن نتذكر أن أول صوت ارتفع للتغيير كان في الثورة الدستورية فبراير 1948م التي تم إخمادها وذبح قادتها ثم ارتفع وبصورة أشمل وأعمق في 1962م مصحوبا بالثورة اليمنية «سبتمبر – أكتوبر» ولا ينكر أحد أنها كانت فعلا تغييرا منقطع النظير فقد حرك المياه الساكنة أو بالأصح الراكدة لا في بلادنا وحدها وإنما في محيطها الجغرافي بأكمله.
ولولا التدخلات الخارجية بدرجة أساسية والصراعات الداخلية على السلطة والانقسامات غير الراشدة في وجهات النظر لكان فعل التغيير قد استمر ووصل إلى حيث تريد كل الأجيال.
وإحقاقا للحق فقد كان فعل التغيير الأحدث والأقرب إلى التنفيذ وتمثل مطالب الحياة هو ما أسفرت عنه إعادة الوحدة فقد كان لهذا الفعل التغييري العظيم بما جدد من آمال وما ارتبط به من سلمية وتعددية وديمقراطية كفيلا بأن يعيد الحياة إلى روح الثورة ويعمق الإحساس بأهمية تغيير النفوس والعقول للانتقال السريع والبدء في بناء الوطن الواحد الذي اتسعت بوحدته الآمال وأشرقت في النفوس شموس رغبة جديدة في تجاوز أساليب الماضي القديم والقريب لكن وما أقسى هذه «اللاكن» في هذا السياق فقد واصلت «البراعة» التي امتاز بها اليمنيون براعة الانقسامات والاختلافات وسرعان ما تحول التغيير المطلوب إلى حرب ثم إلى صدامات ظاهرة حينا وخفية حينا وبذلك تبددت طاقات التغيير.
وفجأة – ومع أصوات الجيل الجديد – اكتشف العرب كلهم – دون استثناء – أنهم كانوا في واد والتغيير في واد آخر وأن ما كانوا يرونه رحلة في طريق البناء والتطور والتغيير الجاد لم يكن في الكثير منه إلا مراوحة ووقوفا في المكان الواحد.
وحبذا لو التقط الحكام العرب صوت الجيل الجديد وحاولوا بذل أقصى ما يستطيعونه من جهد للخروج من دوائر الركود والاستفادة من حماسة الشباب ورغبته في إرساء قواعد التغيير الصحيح ليس على الصعيد السياسي – الحرية والديمقراطية – فحسب وإنما على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي وعلى صعيد التعليم خاصة فالتعليم الراهن في الوطن العربي بمناهجه الحالية لا يصنع سوى طوابير من الكتبة والموظفين وجموعا من العاطلين الذين قطع التعليم الناقص صلتهم الوثيقة بالقرية وما يحيط بها من مزارع وما تحتاج إليه من أياد شريفة وعاملة وألقى بهم في خانة واسعة من العاطلين والمعطلين بقدر ما أبعدهم عن الحياة والعصر.
القاص حامد الفقيه في «شيخوخة قمر» :
{ لم تعد القصة القصيرة في الوقت الراهن كما كانت عليه قبل ثلاثة أو أربعة عقود ليس في تقنيتها السردية فحسب وإنما في لغتها التي باتت أقرب ما تكون إلى لغة الشعر.
والقاص حامد الفقيه في هذه المجموعة القصصية شاعر وقاص بامتياز وللمجموعة مقدمتان : أولاهما للناقد والأستاذ الأكاديمي الدكتور حاتم الصكر والأخرى للروائي والقاص الأستاذ محمد الغربي عمران مع إشارة على الغلاف بقلم الدكتور عبدالحميد الحسامي وكلها تبشر بميلاد مبدع موهوب.
تأملات شعرية :
حاول أن تتغير
أن تقرأ في قاموس الزمن الآتي
معنى أن تتغير
أن تتطهر
أن تصبح إنسانا آخر.
يا هذا
حاول أن تتغير
إن لم تتغير
تتأخر