الفوضى لا تنتج إلا الفوضى..¿! 

طه العامري


طه العامري

طه العامري

نعم الفوضى لا تنتج إلا الفوضى ومن ينشد “التغيير” أو “الإصلاح” عن طريق الفوضى إنما يكون مغامرا بحاضر ومستقبل الوطن والشعب ومكاسبهما التغيير والإصلاح لا يأتيان أيضا عن طريق المسيرات والاعتصامات والخطاب السياسي العبثي والمجبول بكل مفردات التجريح والقذف والانتقاص من الآخر ويزداد الأمر كارثية حين يكون الآخر هذا صاحب الأغلبية الجماهيرية وله قاعدة شعبية وعريضة وواسعة لا تراها أو لا تريد أن تراها بعض الوسائط الإعلامية التي لديها مهمة محددة في تغطية رسالتها ولها وجهة نظر مسبقة من الأحداث بمعنى أن لهذه الوسائط دورا محددا تقوم به بغض النظر عن المهنة وشرفها ورسالتها..¿¿.

لكل ما سلف فإن المنطق يتطلب من كل عقلاء الوطن اليمني ومرجعياته ورموزه وفعالياته أن يدركوا خطورة المرحلة ويعملوا على تفويت الفرصة على أعداء الوطن الذين يجدون في مثل الحراك الراهن فرصة سانحة لتمرير مخططاتهم والانقضاض على مكاسب الوطن ومنجزاته.

نعم الوطن ليس مرهونا بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية- حفظه الله- لكن بالمقابل ليس هؤلاء الذين يرابطون على الأرصفة والساحات العامة هم من يقرر مصير الوطن أو مصير الرئيس والنظام بل هناك شعب وهناك مؤسسات دستورية وهناك دولة وأجهزة وهناك مرجعيات وطنية من مختلف المشارب الدينية والفكرية والسياسية والاقتصادية بل هناك شعب قوامه قرابة “الثلاثين مليونا” ولكل هؤلاء حق ودور ورسالة وعلى الجميع أن يدرك دور هؤلاء ولا يتغافلهم وإلا وجدنا أنفسنا في مربع الفوضى والتمزق والتناحر وربما الاحتراب المجتمعي وتدمير كل مقومات السكينة والاستقرار التي ننعم بها منذ قرابة ثلاثة عقود وهي الفترة التي تولى فيها فخامة الأخ الرئيس مقاليد السلطة في البلاد وهي فترة لم ننعم خلالها بكثير من الاستقرار والسكينة بل شهدنا خلالها منجزات وتحولات وطنية كانت قبل وصول الأخ الرئيس لسدة الحكم تندرج في سياق المستحيلات لكنه جعلها ممكنا وبالتالي ومن باب التأكيد على الوعي الحضاري الوطني فإن علينا الاحتكام للغة الحوار والتوافق وتجنيب الوطن ويلات الانقسام والفوضى وحتى لا نجد من بيننا من يغامر بحاضرنا ومستقبل أجيالنا فقط لإشباع رغباته أو تحقيقا لطموحاته الشيطانية دون أن يكترث بحاضر الوطن أو بمستقبل أجياله.

ليس منا من لا يرغب بالتغيير والإصلاح وليس فينا من لا يرغب في مكافحة الفساد ومعاقبة الفاسدين وتطهير البلاد من كل أدران الفوضى والتخلف والانتهازية وليس منا من لا يرغب بأن يرى وطنه محكوما بنظم وقوانين ودساتير راقية تكفل حقوق المواطنة وتحكم بعدالة ومساواة وتطبق فيها العدالة على الجميع وليس فينا من لا يرغب أن ينتعش اليمن اقتصاديا وأن لا نجد يمنيا واحدا عاطلا عن العمل وليس منا من لا يحلم بالتقدم والتطور والتنمية والرفاه الاقتصادي لكن بالمقابل علينا أن ندرك أن كل هذا لا يأتي عن طريق الفوضى ولا عن طريق المسيرات والاعتصامات ولا يأتي عن طريق التحريض والانقسام ولا العبث بأمن واستقرار الوطن والمواطن والتضحية بمكاسبنا الوطنية والتنموية والحضارية بل أن ما نشاهده من السلوكيات التي يسلكها البعض ممن يدعون – مجازا- أنهم دعاة تغيير وإصلاح يؤسفنا أن نقول أن طريق التغيير والإصلاح لا يمكن أن تكون هذه التي يعتمدها البعض ممن تحركهم دوافع خاصة ورغبات ثأرية ونزوع انتقامي من الوطن ومن تحولاته ومكاسبه لذا فإن المطلوب هو الوعي الجمعي والاحتكام للنظم القانونية والدستورية والأخلاقيات الحضارية الوطنية المكتسبة لشعبنا الذي له من الموروث الحضاري والأخلاقي الوطني ما يجعله يتجاوز محنة الراهن التي وضعنا فيها بعضنا لدوافع خاصة ولحسابات سياسية هي أبعد ما تكون عن الدوافع والحسابات الوطنية لأن من يقودنا إلى مربع الانتحار الجماعي لا يمكنه أن يكون حريصا لا على وطن ولا على شعب ولا على مكاسب ومنجزات وتحولات وليدرك الجميع أن سلسلة المبادرات والمواقف الشجاعة التي أطلقها فخامة الأخ الرئيس كفيلة في حالة الاستجابة لها بإخراجنا من هذا المربع النزق ومن هذا النكد الذي نقتاته بصورة يومية بما يحمل من المزيد من عوامل الفرقة والتمزق بحكم الاحتكاكات والتعبئة الخاطئة التي يشحن بها الفرقاء أتباعهم بطرق بعيدة كل البعد عن قيم الهوية والانتماء وقيم المواطنة وبعيدة أيضا عن القيم الحضارية والأخلاقية لشعبنا اليمني الذي لم يعرف يوما ثقافة التنكر والجحود وثقافة إلغاء الآخر واجتثاث تاريخه ودوره ورسالته كما أن من المهم أن ندرك خطورة أن يعمل البعض على الخلط بين الرغبات الذاتية والمصالح الشخصية وبين القضايا الوطنية وخاصة قضايا الشباب التي غدت بمثابة دعوة حق يراد بها باطل وحتى لا ينطبق علينا المثل القائل “وجنت على نفسها براقش” فإن الجميع مطالبون بالعودة إلى طاولة الحوار وخلق أجواء

قد يعجبك ايضا