مشاهد يومية..أخضر ويابس و«ذكر»!! 

عبدالرحمن بجاش



عبدالرحمن بجاش

 بعد إجازة عيد الفطر المبارك عدت وقد قضيت جزءا منها في الحديدة وكتبت عن مدينة السلام وأشرت سريعا إلى الثوم الصيني فقد مررت مع صهري إلى بقالة يتعامل معها وطلب ثوما صينيا تحديدا فقلت : يا الله ثوم ويابس فنحن نستورده من أكثر من مكان لكنني فوجئت بأن الثوم أخضر!! فضربت أخماسا في أسداس وكنت سأكتب عمودا حول ما رأيت لكنني قررت التراجع باعتبار أن لا أحد يسمع لكن أستاذنا الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح أشار إلى الثوم الصيني فقررت أن أدلو بدلوي باعتبار أن أحدا سيهتم طالما وزعيم الكلمة الدكتور المقالح قد أشار فقلت : لماذا لا أتمحك به وأساهم.
هالني ما كتبه في تقريره زميلي أحمد الطيار في «الثورة الاقتصادي» أمس وتأخرت حتى ينشر تقريره ليحسب له فضل الإشارة إلى موضوع مهم رائحته فواحة لن يشتمها أحد للأسف الشديد لكن يكفي أن نؤدي ما علينا ففي تقرير الطيار إنتاجنا من الثوم هبط إلى أقل من (4000) طن خلال العام 2009م وأصبحت بلادنا المستورد الأول للثوم وأصبح السوق صينيا أخضر ويابس!!
الكميات الواردة بلغت (10178) طنا بقيمة (968) مليون ريال ويحتل الثوم الصيني نسبة (95%) منها.
هالني ما قرأت وتقرأونه من أرقام وأتمنى أن تعلق جهة ما على ما نشر حتى «تلاعن ملاعنة» في الزراعة في التجارة في الفضاء الخارجي سيهتم بل إن الكل سيهز رأسه وسيرفق الهزة بتنهيدة حرى!! هذا إذا قرأوا ومنú سيقرأ سيعلق : «ما فيش فائدة» وسيتدثر بغطاء «صفية» على اعتبار أن سعد زغلول قال : «غطيني يا صفية» وأنا سأقول : «غطيني يا تقوى» باعتبار أن اسم أمي كذلك!!
رعى الله الصديق الشيخ شعلان الحباري فقد عرفني ذات صباح بالثوم الذكر وكثيرون كانوا ولا يزالون يستغربون حين تقول ثوم «ذكر» واستغرابهم يعود إلى أنهم وجدوا ميدانا آخر لضرب المرأة أو الانتصار عليها فربما كانت الثومة الخضراء «أنثى» وباعتبارها أنثى فتخص المرأة فقط!! فانتصرت مع شعلان للرجال ومن ديوان إلى آخر صرت أبشöر بالثوم الذكر وأشتريه من سوق الملح بسعر بخس حتى أن الباعة كانوا يستغربون كيف عرفت وظللت لثلاث سنوات أستخدمه وشيئا فشيئا كلما أذهب إلى البائع صاحبي ألاحظ أن السعر يرتفع!! وحين سألته عن السبب¿ رد ضاحكا : علمتهم أنت ما افعل لك.
وذات لحظة لم أجده فذهبت إلى سوق ذهبان بحثا عنه فوجدت عند الباعة كميات كبيرة وحجم الحبة الواحدة كبير – باعتبار الثوم الذكر حبوبا وليس فصوصا – لأفاجأ بأن البائع يقول : صيني!! فلم أشتر فقد أحسست بغصة – صدقوني – كادت تخنقني بالله عليكم ونحن البلد الزراعي نصل إلى استيراد الثوم!! ماذا عن الكراث والليم الحامض¿ أما الفاكهة فلن نتحدث فالسوق يحكي كل شيء ولو أن الواحد يطير فرحا وهو يرى الرمان الصعدي الذي أخشى أن ينافسه الصيني ذات صباح!!
عدت أدراجي ولم أعد أجد حاجتي من الثوم الذكر البلدي ولهذا لم أعد أستخدمه وهو المفيد!!
الآن يقول تقرير «الطيار» : لم يعد للثوم اليمني حاليا أي وجود في السوق!! ماذا يعني هذا¿
أترك لöمنú يريد أن يجيب أن يقول أي شيء وإذا أردتم زيادة بيت من الشعر فلنواصل قراءة ما يقول التقرير : لم تسجل بلادنا إنتاجا وفيرا من الثوم مطلقا إذ لم يتجاوز إنتاجها (400) ألف طن في أي من الأعوام الماضية وتقول وزارة الزراعة والري – الوزارة التي لا ندري ماذا تفعل¿ – إن إنتاجنا من الثوم خلال عام 2005م كان (3379) طنا وفي عام 2008م وصل إلى (3961) وفي العام الحالي وصöف بأنه أقل الأعوام إنتاجا بينما يقدر حجم الاستهلاك السنوي بنحو (14) ألف طن ينتج منه (4000) طن تمثل (30%) والباقي يستورد!!
وفي العام 2004م تم استيراد (59) ألف طن بقيمة (410) ملايين ريال!! ماذا يمكن أن نقول أو أقول أو يقولوا¿
يمكن الإشارة – فقط – إلى أن الصين ومن خلال الإنترنت وقد ظهرت إعلانات أن الصين على استعداد لأن توفر «الزوجات» وبأسعار رخيصة طالما والمهور عندنا في السماء وبكل المواصفات!!
ذلك حق الصين أن تقتحم أسواق الكون بل إن الإنسان ليعجب بالجنس الأصفر وهو يوفر حاجات الكون ليس من الثوم بل وحتى غشاء البكارة وقريبا سترون الúبيúعة الصيني في الأسواق مثلما بدأ الباعة الصينيون الجائلون يظهرون في أسواقنا وكأننا ناقصين!! ونحن نتفرج مذهولين.
أنا من أشد المعجبين بالإرادة الصينية ويا ليتنا تحولنا إلى صينيين على الأقل لتكون لنا قيمة!!
ماذا نحن فاعلون¿ فحين أنتجنا قليلا من الموز أقمنا الدنيا ولم نقعدها أناشيدا وأغاني وفي الأخير لم يعد هناك لا أغاني ولا أناشيد ولا علي يوسف الأمير الذي كنا نفتح آذاننا على صوته الرائع ينقلنا إلى

قد يعجبك ايضا