أنين الحروف

نبيهة أحمد منصور

نبيهة أحمد منصور –
توقفت شهرا كاملا عن الكتابة التي اعتبرها رسالة إنسانية واجتماعية وجعلت من لحظات التوقف تلك لحظات تأمل واستقراء لما يجري في وطني الحبيب الذي كانت أحرفي تتسابق لتعبر عن معاناته وآلامه واحتياجاته والذي ما كنت يوما لأسخر قلمي للنفاق أو الكذب على العقول ولكن إيماني بقضية وطني حرك بداخلي براكين الخوف عليه واستجمع بحيرات الحب له فله أكتب وعن معاناته يفيض خاطري وتنساب كلماتي فليس هناك ما هو أغلى منه لأنه علمنا كيف نكون أحرارا على أرضه لا نقبل الضيم ولا الهوان فألفنا حرية الكتابة في بلد يتمتع بحرية التعبير عن الرأي الذي تصدع في أروقته الكلمات وتحلق في سمائه المعاني فكانت كلماتي تطبع قبلها على وجه هذه الصحيفة المتميزة كغيري ممن استحوذ عليهم حب الوطن هذه الصحيفة التي ازدادت شموخا في نظر اليمنيين بعد ذلك الاعتذار الذي ترجم مدى وفائها ووطنيتها والعاملين فيها ولكني أجد أن الكاتب أصبح بين كفي الرحى بأن يكتب بما يؤمن به وبمهنية كبيرة ليبرئ ذمته ويؤدي رسالته على اكمل وجه وبين أن يلجم قلمه ويخنق أحرفه حفاظا على نفسه وإرضاء لمتنفذ هنا وهناك فتضيع بذلك أمانة الكلمة ومسؤولية الكاتب الذي ينبغي أن يكون وسيلة لإضاءة العقول المظلمة ومفتاح للحروب المغلقة وبذلك لن نكون أحرارا في بلد الحرية والديمقراطية.
لذلك يجب أن لا يكون هناك سياسة لقمع الأفكار الخيرة والأقلام الجادة فما وجدت الصحافة إلا لتعبر عن قضايا المجتمع والوطن وتعالج سلبياته ولكن بصورة تليق بالكاتب والمثقف ودون انتهاك لحرمة الأفراد والأشخاص ودون المساس بالثوابت الوطنية لذلك يجب ألا تحجب حرية الكلمة الصادقة ولا تتحول مؤسساتنا الإعلامية إلى ساحة معارك تقذف بحمم الحقد والكراهية ولا تتحول إلى معاول هدم ولا إلى قبور تؤود فيه قضايا المجتمع إن هذه المهنة الراقية لتعكس عقلية وأفكار المجتمع والقلم يعكس الخلافات ومبادئ وقيم صاحبه لذلك على الكاتب أن يكون صادقا مع نفسه مؤمنا بما يكتب عنه ليصل إلى قلوب وعقول الآخرين وأن يسعى لوحدة الصف الذي نحن أحوج ما نكون إليه اليوم لنجتاز بوطننا تلابيب التفرقة والانقسام ونمد جسور الوفاق والاتفاق ليس بالصمت ولا بمجاملة الآخرين في الخطأ ولكن بالاعتدال والصدق وقول الحق.

قد يعجبك ايضا