خلاصة خاصة: آخر الحلول أولها 

أمين الوائلي


أمين الوائلي

أمين الوائلي
< في النهاية كان لابد من «تسوية سياسية» تحقق «حلا سلميا» وتنهي الأزمة بالطريقة الوحيدة الممكنة في اليمن عبر اتفاق سياسي مشروط بالتوافق هذه القناعة الراسخة حاضرة من البداية وستظل حاضرة «يمنيا» إلى ما لا نهاية. آخر الحلول هو أولها.. وأفضلها.
< دائما هنالك في الحياة والعالم حلول ومعالجات ومخارج أكبر وأكثر مما فيها من المشاكل والمعضلات لكم المشكلات العويصة عندما نحاول جاهدين أن نثبت العكس.. ونفعل مثلما فعل أصحاب الجنة تخلوا عن الأخذ بواحدة من الخيارات الجيدة المأمونة والسهلة وتواطأوا فيما بينهم على خيار واحد كان هو أسوأ وأضل وأضر الخيارات على الإطلاق «ليصر منها مصبحين» . لا لشي إلا لأجل أن يحرموا جميع الآخرين من الخير وأضمروا سوء وشرا.. فاحترقت الجنة وأصبحوا فقراء معدمين يتسولون الخير والمعروف من الآخرين!!
< لا توجد أزمة أو مشكلة بلا حل أو لا حل لها إلا واحدة وحيدة: عندما نصر على التمسك بحل وحيد وخاطئ تماما.. ونضرب صفحا عن جميع الخيارات والبدائل الممكنة والمتاحة وفي المتناول. يتحول الحل في هذه الحالة إلى مشكلة أكبر وأزمة لا حل لها إلا بأن نتخلى عنها ونجرب بقية الخيارات الحقيقية المطروحة على الطاولة وهذا لن يكلفنا شيئا بل أنه يعفينا من أن نستمر في المعاناة وفي مضاعفة التكلفة التي ندفعها من رصيدنا الوطني والاجتماعي والإنساني كل يوم.
لم يقل فيلسوف عظيم آو عالم اجتماع شهير: إن أسوأ الجماعات آو المجتمعات هي تلك التي لا تعاني من الأزمات والمشاكل في حياتها وأنظمتها العامة والخاصة.
على الإطلاق هذا لم يرد أبدا ولكن حتى الرجل العادي ومن لا حظ له في الفلسفة والاجتماع والسياسة يستطيع أن يفيدك حكمة أخرى وإضافة مهمة إلى ما سبق ويقول لك: إن أسوأ المجتمعات حقيقة هي تلك التي لا تستفيد من أزماتها ومشاكلها المتتالية وتقترف نفس الأخطاء المسببة للعلة في بحثها عن الحلول!
دعونا وبرغم كل شيء نتفاءل بقادم يحمل تسوية شاملة وليست فقط سياسية لمشاكلنا وأزماتنا الطارئة الآنية والجاثمة المقيمة.
وفي المقدمة مشاكلنا مع أنفسنا وسوء التقدير والتدبير وتقديم الشخصي الخاص على الجماعي العام والخلط بين الثأر والثروة وبين التغيير والفوضى وبين الأبيض و… الأحمر!
شهدنا أياما سوداء وأشهرا مريرة وظروفا سيئة وثقيلة ومكلفة وإذا قلنا غير ذلك فنحن إما مجانين أو حمقى.. أو سياسيون من حق عندنا!
ولكن الأسوأ والأصعب والأمر والأثقل هو أن يستمر الحال على ما هو عليه ونرفض التخلي عن العند والمكابرة ونصر على فرض الخيار الوحيد الخاطئ.. بالنزوع نحو نهايات أفلام الأكشن (التصفية الشطب الإلغاء الاجتثاث محاكم التفتيش وتعليق المشانق في الساحات العامة).
هذا جنون بكل الألوان وفي كل الثقافات والمجتمعات وفي الحالة اليمنية خصوصا فهو جنون مضاعف والمراهنة عليه جنون آخر وأخطر!!
قيل ويقال هذا الكلام البسيط والسهل باستمرار: يجب ان يتفق الناس في النهاية على أوسط الخيارات والحلول وان تكون هناك تنازلات متبادلة تسمح بمرور قاطرة الحل السلمي ومغادرة محرقة الصراع والثار والمؤامرات وتلغي من القائمة تماما منطق الفرض بالقوة أو الرفض بالقوة وتحيل خيار ( حبتي والا الديك) إلى متحف خاص في مكان مجهول تحت الأرض لا يزوره أحد ولا يعرف طريقه حتى الجن الازرق!!
اذا كان الهدف هو اليمن وطنا وشعبا فهاهي الفرصة مواتية لبداية مناسبة تصلح لإصلاح ما افسده المصلحون بالتخريب والمداوون بالعلل اينما كانوا هنا وهناك اما اذا كانت الأهداف الضيقة بالاهواء والاغراض والثارات والحسابات الخاصة المعلنة والسرية فليس ممكنا بعد كل هذا ان يرزح الشعب اليمني أكثر مما مضى تحت جبال القهر والمعاناة والخوف والجوع والحرمان والتدمير المنظم لعوامل الأمن والامان والاستقرار الاجتماعي والوطني والانساني اشباعا لرغبات واهواء بضعة رؤوس واسماء مسكونة بجنون العظمة وشهوة التحكم والحكم ولديها أموال كثيرة لم تعرف طريقة اخرى لانفاقها أفضل من تمويل الفوضى ودفع الناس إلى التقاتل فيما بينهم لاثبات ان القرش يلعب بحمران العيون.. وكم ياحمران¿!!
اللهم احفظ اليمن وأهله وأهلك الفتن وأهلها واصلح ذات بيننا واخرج الابالسة من بيننا وامكر لنا بمن مكر بنا وانت خير الماكرين.. قولوا آمين.
 

قد يعجبك ايضا