الإدارة المدرسية 

تحقيق/ سعيد الجعفري
 ما تزال الإدارة المدرسية هي الوسيلة الأولى للارتقاء بواقع العملية التعليمية بما هو مناط بها من مسئوليات وبمستوى قدرة وكفاءة الإدارة تكون النتائج ونحن هنا نستعيد صورا من الذاكرة لواقع إدارات مدرسية اتسم أداؤها بالعطاء والكفاءة واستطاعت بفضل تميزها الانتقال بالمدرسة والعملية التعليمية عموما إلى مكانة ومستوى متقدم أكسبها الاحترام والحب الذي بقي في قلوب الناس رغم أنهم انتقلوا إلى أعمال أخرى أو غادروا الحياة لكنهم لم يغادروا القلوب وبقت الذاكرة عصية على النسيان .. وفي هذا التحقيق الذي نتناول نماذج لإدارات مدرسية ناجحة قبل أن ننتقل إلى ماضي الإدارات نقف أمام الحاضر لأنه يمكن أن يتكرر ومعه فيمكن أن تتكرر صورة بروازها الإخلاص والحب للمهنة ومن ثم عطاء متدفق. تسجل العديد من الإدارات المدرسية حضورا متميزا بفضل كفاءتها ومقدرتها على الارتقاء بواقع مدارسها إلى الأمام والنهوض بالعملية التعليمية وبصورة تمكن من تحصيل علمي جيد لطلابها وإحراز التفوق وتخريج جيل متسلح بالعلم والمعرفة ومسألة تقييم مستوى الإدارات المدرسية تعكسه الزيارات الميدانية لهذه المدارس وتظهر زيارتي في غضون السنوات الماضية لعدد من مدارس أمانة العاصمة وجود عدد منها. مدرسة بغداد يستطيع الزائر لمدرسة بغداد بأمانة العاصمة أن يلمس وجود إدارة متميزة على رأس مدرسة صغيرة في العاصمة استطاعت أن تحجز لنفسها مكانة كبيرة.
 وحسب وصف الأستاذ محمد الفضلي – مدير عام مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة- لقد كانت دهشته كبيرة ومفاجأته أكبر حين زار المدرسة وما لمسه فيه من حسن أداء حين وقف متنقلا في شعب الصف الأول أساسي يشاهد طلابا صغارا وضعوا خطواتهم الأولى نحو التعليم وقد صاروا جميعا يجيدون القراءة والكتابة ولذا دون تردد قال لنا الفضلي إن مديرة المدرسة من أكفأ مدراء مدارس الأمانة. تقول جميلة المجاهد -مديرة مدرسة بغداد: إن الاهتمام بطلاب الصفوف الأولى هو المهمة التي يجب أن تكرس إدارات المدارس جهودها لأجله لأنهم يمثلون الأساس واللبنات الأولى في سلم الارتقاء بواقع التعليم وتحسين مستويات الطلاب والمخرجات التعليمية والنقطة الأهم في قضية إعداد جيل يمكن الرهان عليه في صنع الغد الأفضل للبلد وضمان المستقبل المشرق.. وتضيف: لا نستطيع التحدث عن واقع تعليمي أفضل ما لم تتجه أنظارنا صوب هؤلاء الأطفال الصغار والاهتمام بإعدادهم بالشكل الجيد بحيث لا مكان للفشل متى ما جرى الحرص على تربيتهم التربية الصحيحة وتعليمهم مفردات القراءة والكتابة ولهذا فإنها جعلت من هذه القضية مهمة أولى وأساسية كرست جهودها لأجلها. في مدرسة بغداد عمدت مديرة المدرسة للابتكار في أساليب الإدارة وخلق روح التنافس والإبداع في صفوف المدرسين حيث كانت مديرة المدرسة قد عمدت إلى تكليف عدد من المدرسين والمدرسات لتحمل مسئولية الإدارة كل أسبوع مدير جديد لا أدري جدوى مثل هذه الخطوة لكن المدرسين في المدرسة قالوا بأنها مثلت إضافة جديدة وحملت معاني ومدلولات تربوية هامة هذه الصورة في مدرسة بغداد بأمانة العاصمة تبدو كفيلة بتقديم نموذج لواقع الممارسة الفعلية للإدارة المدرسية الناجحة التي لم يتردد المسئولون في مكتب التربية والتعليم بمنطقة الوحدة للاستشهاد بها. ويضعك التنقل في ثنايا المدرسة أمام مشاهدات عدة -مكتبة تحوي عشرات الكتب- وتجهيزات في المعامل والوسائل التعليمية والاهتمام بالاستفادة من التقنيات الحديثة من خلال معمل الكمبيوتر لتعليم الطلاب استخدامات الحاسوب والتطبيق العملي وتشجيع النشاط المدرسي والعمل على اكتشاف الإبداعات وتشجيعها وغرس قيم التكافل من خلال رعاية عدد من الطلاب لأسر فقيرة بتقديم المتطلبات الدراسية والزي والحقيبة المدرسية لهؤلاء الطلاب إلى جانب رعاية عدد من المهمشين وصورة من الانضباط والنظام تعكس أهمية الإدارة الناجحة وحينها لا يصبح هناك شيء مستحيلا تماما مثلما وجد الطلاب أنفسهم يخوضون غمار مسابقات علمية في بريطانيا للعام الثاني على التوالي ممثلين لبلادنا في تظاهرة علمية تنظم في بريطانيا حصد خلالها طلاب المدرسة كممثلين لبلادنا في تلك التظاهرة على العديد من الجوائز.
 عودة للذاكرة ذلك يقودنا للحديث عن ذكريات لواقع ما تحتله الإدارات المدرسية من مكانة وتحمل لنا الذاكرة الكثير من التفاصيل. الذاكرة تحتفظ بالعديد من الأسماء لمدراء أمضوا أجمل سنوات العمر في هذه المهمة الشاقة أكسبوها تميزا وأكسبتهم التقدير والإجلال لم تغب عن مخيلتي ولا أي من زملائي تلك الصورة المشرقة التي تولد فينا كل يوم وكل صباح يوم دراسي في مدرسة ظل مديرها يوقد فينا روح الحماس والطموح والمنافسة في المدرسة الأساسية الثانوية مدرسة الأنوار بالملتقى خدران بمحافظة تعز وعلى مدار ست سنوات قضيتها في هذه المدرسة مع جميع الزملاء بقي مدير هذه المدرسة يعشش في قلوب الجميع بعد أن غادر إلى جوار ربه وبق

قد يعجبك ايضا