الإرهــاب تـــدميـــر لـــلأوطـــان



علي عباس الأشموري
< كانت حياة العرب قبل الإسلام أشبه ما تكون بغابة البقاء فيها للأقوى حتى قيام الإسلام دين السلام والمحبة والوئام.
قدس الإسلام كرامة الإنسان وحرم دمه وماله وعرضه وأقام العدل ونصر حق الضعيف والمرأة.. رفع الله بالإسلام تلك الأمة فبعد أن كان أهلها رعاة للبقر والابل والغنم أصبحوا قادة وساسة للأمم وحكموا العالم.. توحد المسلمون عقائديا وجغرافيا وصاروا كمثل الجسد الواحد تحت راية لا اله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله بشيرا ونذيرا للناس كافة فكان رسول الرحمة.
بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم دعوته بالحكمة والموعظة الحسنة وبين طريق الحق وأقام الحجة وبلغ الرسالة.. وكان أول عمل له صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة تأسيس مسجد قباء الذي كان بمثابة القلب النابض في تسيير الدعوة والجهاد لإعلاء كلمة الله ولقد آمنت كثيرا من البلاد والامصار اقتناعا بدعوته وحبا للإسلام ولما جسدته هذه الدعوة من قيم التسامح والعدل والمساواة وحفظ العهود الذي كان المسلمون يجسدونها قولا وعملا في كل موقعة وفتح.
وعليه فإن الجهاد فرض لإعلاء كلمة الله بعد أن كانت قد استنفذت جهود الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة كخيار أخير.. وليس اعتداء من قبل المسلمين يراد منه سلطة أو مال أي أن الجهاد قد فرض لدفع ضرر لا لفرض فكر.. غير أنه بعد عهد الخلفاء الراشدين تحول مسار الخلافة إلى الملك والتوريث والصراع على السلطة فأثيرت المذاهب وزاد التعصب لها.. إن الأحداث والحروب التي حصلت بين المسلمين بالخلفية المذهبية «سنة شيعة» كان عنوانها وبعدها سياسي أي أنه كان صراع على السلطة فقط.. ضعفت الثقافة الشرعية وحل محلها ثقافة سطحية في التفكير وظهر التكفير نتيجة لجمود التفكير وتعطيله.
ظهرت فكرة الإ«لام السياسي وظهر بظهورها حركات مناهضة لها (العلمانية) وتبعا لذلك ظهرت دعوات دينية تحولت بعد ذلك إى أحزاب سياسية مثل حزب الإخوان المسلمين في مصر.
غير أن ما نشهد اليوم أن السياسة التي كانت مقصورة على مكاتب السياسيين وكراسي الحكومات امتدت إلى عمق الشوارع وحياة المواطن العادي وأصبح هناك من يحاول تسييس الدين وتديين السياسة وتسخيرهما لمآرب شخصية.. وفي خضم الحرب الباردة وفي اتفاق لإرسال مجاهدين عرب للجهاد في أفغانستان كان لليمن النصيب الأكبر في إرسال مجاهدين عادوا من مهمتهم يحملون أفكارا جهادية واسقطوا من رؤوسهم كل الثوابت الوطنية وصاروا يتحركون وفقا لمعتقداتهم وفتاواهم التي جلبت على البلاد الكثير من المشاكل والتفجيرات في الموانئ والمدن وتحولت البلاد الإسلامية إلى مسارع للعمليات التي ينفذونها.
وهو ما أفضى أخيرا إلى آحداث سبتمبر 2001م في الولايات المتحدة الأمريكية وإطلاق الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش مصطلح الحروب الصليبية.
استغلت سياسيا بعد ذلك فتحولت المساجد إلى منابر للفتاوى الجهادية والإرهابية التي حصدت أرواح الأبرياء وهدمت الاقتصاد.
وأنا هنا لا أقحم دور المسجد كمتهم أو متشدد فإن المساجد لله ارتبط دورها كمنارات ذكر وتسبيح لله تعالى غير أن بعض من القائمين على المساجد يسمحوا لمن يدعي العلم من هؤلاء الذين يضللون الشباب والقاصرين المصابين بحالات الإغماء يغرسون فيهم بذور الأصولية القائمة على محاربة التغيير والاجتهاد والقفز على الواقع.. فصار الشباب ضحايا يقحمون أنفسهم بدون وعي وإدراك لمعنى التبليغ.. فانسلخوا بذلك عن مجتمعهم بسبب نشر ثقافة الغلو والتطرف والخداع والتلبيس وثقافة التأسلم.
وتحولوا إلى وسيلة هدم وتخريب لأوطانهم وبلادهم وهذه هي الطامة الكبرى.
وهنا تبقى الحاجة ملحة لخطاب ديني رشيد وسليم من الأخطاء الفردية والشطحات الفكرية يكون مساهما في البناء والنماء والبحث العلمي بملمكات أداعية قادرة على الخروج من عذاب الخلاف والاختلاف إلى نعيم المحبة والائتلاف.
إن جميع ما تتعرض له البلاد الإسلامية من هيمنة القوى الكبرى ونهب الثروات كان بذريعة أن هؤلاء أدموا على زرع الإرهاب في تلك الدول.
إنما يعتمل في اليمن وغيرها تعتبر أحد المؤشرات الخطيرة لتدمير الإقتصاد الوطني والبنية التحتية ناهيك عن إزهاق أرواح الأبرياء من أبناء القوات المسلحة الدرع الحامي للوطن ومنجزاته ولتكن دعوتكم بقوة المنطق والحجة لا بمنطق القوة والإرهاب والقتل.
إن مفهوم الوطنية في القرآن الكريم جمعت في إطار قصة يوسف عليه السلام وما فيها من قيم التسامح الذي تحيل به الأمم وتعيش به المجتمعات ويلتئم به الصدع ويجتمع به الشمل ويتم وعد الله للنبيه الكريم أبن الكريم أبن الكريم أنب خليل الرحمن.
وكيف أن التسامح هو الأفق الذي يصنع المستقبل وهو السبيل الذي تسير فيه الحياة لتحقيق الإنجازات الكبيرة بالتطلع للغد بدلا من التصار

قد يعجبك ايضا