الهروب” بالإشارة إلى “فوق”..!! 

عبدالله الصعفاني

مقالة



عبدالله الصعفاني

عبدالله الصعفاني
من لا يستطيع تحمل مسؤوليته بشجاعة واقتدار عليه أن يقدم استقالته.. هكذا قال فخامة رئيس الجمهورية أمس الأول وهو يشير إلى مسؤولين يهربون من المسؤولية ويبررون فشلهم بالقول.. ماذا نعمل.. المشكلة فوق..!! * في مطالبة الرئيس للمسؤول “الجبان” إما أن يتحلى بالشجاعة والاقتدار أو يستقيل ما يلامس قناعة مطلقة عندي.. لأنه ليس من المعقول أن يكون بيننا مسؤولون عابثين فاشلين غير صادقين مع وظائفهم ومتطلبات الوفاء بالقسم.. ومع ذلك يهربون من مسؤوليتهم بالإشارة إلى “فوق”. * قد يقال بأن فكرة استقالة المسؤول الفاشل أو حتى الناجح ستغضب صاحب القرار ولكن وبافتراض ذلك ما هي المشكلة في أن يقدم المسؤول استقالته إن اقتنع بأن هناك إرادة تحول بينه وبين أن يؤدي مسؤوليته بأمانة وضمير. * لقد جرب مسؤولون من العيار الثقيل والنص نص الاستقالة ولم يحدث شيء أو يلحقهم أذى ولابد أنهم تسلحوا بالمسؤولية والشجاعة. * وها هو رئيس الجمهورية نفسه يدعو الفاشل والعابث غير القادر على تحمل مسؤوليته أن يستقيل بدلا من أن يجعل نفسه مجرد راضع للبقرة الحلوب مكرر الهرب “منسلا من المسؤولية.. زاعما أن عنده فكر إداري.. وعقلية تخطيطية وموجهات تطويرية لكن المناخ غير مساعد ثم يشير إلى “فوق”. * وليس أقل من مطالبة هؤلاء بأن يتحلوا بشجاعة مغادرة مواقعهم.. فلقد فعلها المرحوم فرج بن غانم وفعلها سيف العسلي وفعلها عبدالقادر هلال وفعلها آخرون.. ولا يمكن إلا احترام كل من يقدم استقالته بصرف النظر عن موقعه من الصواب أو الخطأ.. لماذا لا تكون الاستقالة دليل حياة ومؤشر جدöية.. * وفي مرور عقدين على الوحدة اليمنية المباركة التي ارتبطت بالديمقراطية والتعدد الحزبي والتنوع الصحفي ما يفرض علينا أن لا نتوقف عن تعليق الجرس في أعناق الصواب والخطأ للمزيد من الإيضاح منطلقين من أن صديقك وحبيبك دائما هو من أصدقك القول وليس من يهز رأسه بشكل عمودي ثم يروغ من مسؤوليته “كما يروغ الثعلب”. * ثمة مسؤولون غامضون.. وفاسدون .. لكنهم أيضا يتصدرون سرادقات البلبلة.. يفهمون الوظيفة العامة عبث بالإدارة والمال صباحا وتذمرا وحشوشا في بقية اليوم.. حيث تبلغ الغيبة والنميمة في المقايل واتصالات آخر الليل عشر درجات بمقياس “ريختر”.. نفس هؤلاء يستأنفون حركتهم باتجاه مواقعهم المترهلة رافعين شعار “خذ المكاسب واجري” قبل أن يعودوا إلى ذات مربع الشكوى من إرادة “فوقية” تحول بينهم وبين إطلاق تجليات الإبداع الإداري المزعوم..!! * مثل هؤلاء عليهم أن يتشجعوا بثقافة “عفا الله عما سلف” المعروفة في اليمن.. ويظهروا شيئا من جرأة إعلان الاستقالة بسبب أو بدون سبب وليس في الأمر أي شيء من قلة الأدب.. هذا حقهم ولن تعجز اليمن في تقديم من هم أفضل وأكثر احتراما لأدوارهم ومتطلبات الوظيفة العامة. غير أن إصرار مسؤولين عابثين وفاسدين على أنهم ليسوا المشكلة وليسوا “الذنب” يفرض أيضا أن يكون هناك من يكشفهم ويعري تمسكهم بثقافة الدخول في المكسب دائما والخروج من أي عقاب وأي خسارة أو حتى عتاب. * ليس لمن يعبث أو يفسد إلا أن يستقيل.. فإن لم يعترف بفشله وعبثه الواضح لابد أن يقال وليس في مثل هذا الأمر أي سابقة تستدعي التردد أو الخوف.. * إن اليمن وهو يتهيأ لدخول العقد الثالث من وحدته المباركة بحاجة إلى ولوج المنطقة المتقدمة بعيدا عن المتكلس والمترهل والمدعي الذي يتصور أن اليمن لم تنجب من ينافسه.. وأن المشكلة هي في مناخ لا يساعده على الإبداع ودون أن يتذكر الحكمة “ابدأ بنفسك”. * إن المسؤولية قيمة فعلية وليست ابدا قيمة منفعية خاصة مصحوبة بالهروب من أداء الواجب وفي نفس الوقت إقامة بكائيات الإصرار على ما هو بائس وضار..! ??

قد يعجبك ايضا