خاتمة المهازل!! 

فايز البخاري



فايز البخاري

فايز البخاري

كشفت الأحداث الأخيرة سواء في ساحات الاعتصامات أو تلك التي كشفت عنها البيانات المتضادة والصادرة عن عدد من أطراف الأزمة بأن المهزلة التي ارتكبت بحق هذا الشعب منذ ستة أشهر وقد وصلت إلى خاتمتها وأن حالة السكون والهدوء والطمأنينة.

وهي الأشياء الثمينة التي فقدها شعبنا منذ أعلن الشباب عن اعتصاماتهم ولحöق بهم أولئك الغوغاء والمتربöصون من زعامات أحزاب اللقاء المشترك القوى الظلامية والرجعية الذين وجدوا في مثل هذه الانتفاضة فرصة سانحة لبث سمومهم العقائدية على مرأى ومسمع الجميع في محاولة عبثية لإسقاط النظام وإدخال البلاد في حالة فراغ سياسي ودستوري يمكن لهم مöن خلاله العبث كما يشاءون بمقدöرات وثروات هذا الشعب وتقاسم الكعكة التي يبدو أنهم اليوم قد استبقوا الأحداث ليهرعوا لتقاسمها قبل أنú يحققوا ما خرجوا مöن أجله وهو إسقاط النظام العصي على السقوط بإرادة الجماهير الغفيرة.

ولأن النوايا الخاسرة لا يمكن لها أن تفلح فهاهو جشعهم وانتهازيتهم تدفع بهم إلى الاحتراب والاقتتال المسلح الذي أسفر حتى الآن في محافظة الجوف عن حوالي ثمانين قتيلا فضلا عن مئات الجرحى وتهديم المباني إلى جانب العöراك بالسلاح الأبيض والعöصيö الحاصل في ساحة جامعة صنعاء وصدور البيانات المتباينة التي تعكس الغوغائية في هذه الساحة ومدى ضيق القائمين عليها في القبول بالآخر أيا كان حتى ولو كان ممن يقف معهم في قضية يؤمن بها الطرفان.

وهذا مدعاة لأنú يصب الشعب جام غضبه على هؤلاء المأزومين الذين حاولوا مöن خلال هذه الأزمة إفراغ كل عقدöهم في إناء ساحة جامعة صنعاء ليدخöلوا البلاد في ضائقة معيشية خانقة توشك أنú تقضي على معظم الفئات والشرائح الاجتماعية البسيطة.

ومöما يثير السخرية والشفقة في آن واحد هو حال تلك التكتلات الشبابية التي تتصارع في ما بينها على قيادة الثورة المزعومة والحرص على أنú يظهر كل تكتل على أنه الأقوى والممثل الشرعي لهذه المهزلة التي سامتú سكان حي جامعة صنعاء والأحياء المجاورة سوء العذاب وجرعتهم مöن المرارات ما يدفعهم للقيام بثورة حقيقية ضد أولئك الذين تسببوا في قطع أرزاقهم ومؤاذاتهم وإقلاق سكينتهم ليلا ونهارا منذ حوالي ستة أشهر وصفها بعضهم بالأشهر العجاف!

وكل يوم يمضي يؤكöد أولئك المعتصمون ومن يقف وراءهم كم هم مقلöدون ومتهوöرون فهم يسارعون لتقليد ما لدى الغير بدون وعي وتمحيص فبمجرد أنú قال التونسيون والمصريون (إرحل) و(الشعب يريد إسقاط النظام) سارعوا ليلوكوا تلك الكلمات دون دراسة وتدقيق في واقع اليمن مقارنة بما هو في مصر وتونس..

لكن الأشد غرابة وسخرية أنú يحاولوا تقليد ماهو حاصل في بعض البلدان العربية وكأنهم يعيشون في بلد غير هذا الذي نعيش فيه الذي ما زال فيه دولة كاملة المفاصل والمعالöم ويعلم أبناؤه علم اليقين كم هو حجم أولئك المأزومين الذين تثبت الأيام أن شعبيتهم في تراجع دائم بسبب كتلة الأحقاد المحملين بها والانقسام الواضح في اتجاهاتهم ورؤاهم ناهيك عن أعمالهم الصبيانية والمسلحة والاستفزازات المستمرة التي يواجهون بها خصومهم حتى بالعنف اللفظي الذي مهروا فيه لدرجة تجعل الكذöب لديهم شرطا أساسيا لمن ينضوي معهم وسلاحا فتاكا يشهرونه في وجوه من يخالفونهم الرأي وبالذات من يعرöي مثالبهم وهي لعمúرöي كثيرة جدا.

وهنا لا نجد ما نقوله تجاه أولئك المأزومين والحاقدين والموتورين والطائشين ومن حذا حذوهم مöن الشباب المتهوöر إلا أنú ندعو الله أنú يعيدهم إلى جادة الصواب للوقوف مع السلطة صفا واحدا لبناء هذا الوطن الذي تهمنا جميعا مصلحته ولمحاربة الفساد الذي نعاني منه ولتعرية كل فاسد على حöدة لنرمي به عند أول انتخابات في قعر سحيق!

كما نتمنى أنú تكون الفترة التي مر بها الوطن قد أعادتú هؤلاءö إلى رشدöهم ليعرفوا أن النظام في اليمن عصي على السقوط لأنه لم يأتö عبر الانقلاب وإنما أتى عبر صناديق الاقتراع ومعنى إسقاطه إسقاط ما يقارب العشرين مليون على أقل تقدير ممن يثقون به وكانوا وراء إيصاله للسلطة والبقاء فيها خلال الانتخابات المتتالية التي شهدتها الجمهورية اليمنية منذ قيامöها.

وبغير هذا ستظل المهزلة قائمة والفتنة مستعرة وضحاياها هم البسطاء من الناس..

ولا سامح الله من يتسبب في معاناتöهم.

                                                              faiz.faiz619@gmail.com 

قد يعجبك ايضا