– الثورة أخرجت الشعب من محنة.. وهناك من تلاعب بأهدافها..وعلى الشباب ألا يبيعوا


حاوره/ أيمن سليمان الظاهري –

– سجنت ذات مرة لأن “البنطلونات” قصيرة.. وتركت عملي لألتحق بالثورة..وقبل الثورة لا يعمل الشاب سوى “موقص” أو “نجار”!

– الثورة أخرجت الشعب من محنة.. وهناك من تلاعب بأهدافها..وعلى الشباب ألا يبيعوا حياتهم.. وأن لا يصبحوا إتكاليين

– في حضور البدر هتفت(إذا الشعب يوماٍ أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر)..فأفرجوا عن المساجين الخمسة

– قصدنا قبائل خولان بمساندة الثورة فرحبت بقيادة الشيخ الغادر..ورفضت رتبة (العقيد)..والمذياع قدم لنا(الوعي والمحاضرة)

ü .. المناضل حمود صالح الشراعي أحد أبرز من عاشوا وناضلوا لإنجاح ثورة الـ26 من سبتمبر 1962م إلى جانب أخيه الشهيد محمد الشراعي والعديد من مناضلي الثورة اليمنية سخر حياته لخدمة الوطن بعدة مجالات سواء من خلال قيامه بتدريس الرياضة أو مشاركته في الثورة ضد الظلم ثورة الشعب ثورة الـ26 من سبتمبر 1962م.
حديثنا معه خضنا فيه ذكريات الثورة وقيامها ثورة الكفاح والنضال ضد ظلم الحكم الإمامي الذي عانى فيه أبناء اليمن ليتحرروا ويروا النور ويبنوا دولة اليمن الحديثة الواحدة الديمقراطية ثورة ضد الجهل والفقر ثورة البناء والتنمية والتطوير على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والرياضية والاجتماعية ثورة شارك فيها الكبير والصغير الرجل والمرأة الشاب والشيخ بيد واحدة ليس تطلعاٍ وحباٍ في المناصب وإنما إخلاصاٍ لهذا الوطن الحبيب وإكراماٍ لأرواح الشهداء الطاهرة والزكية التي ضحت بأرواحها الغالية فداءٍ لليمن ولأبناء اليمن ثورة شبابية أخرجت الوطن من الظلام لترى النور بطموحات وآمال تحققت وما زالت تتحقق لتمسح معها مآسي العهد الإمامي البائس..
كان لنا أن نلتقي مع المناضل الأستاذ حمود صالح الشراعي في حوار ذي شجون استرجعنا معه ذكريات الماضي سياسياٍ ورياضياٍ قبل وأثناء قيام الثورة السبتمبرية المجيدة.. فإلى الحوار:
حاوره/ أيمن سليمان الظاهري

ü حدثنا عن ذكرياتك قبل وأثناء الثورة¿
– حمود صالح الشراعي مواليد محل القلاض بني مطر عام 1941م بدأت نضالي الثوري حينما دخلت أنا وأخي الشهيد محمد صالح الشراعي إلى صنعاء وخصوصاٍ في مدرسة الأيتام التي مكثنا فيها إلى أن انتقلنا إلى الإعدادية التي كانت تسمى حينها المدرسة المتوسطة وبعدها تخرجت من الثانوية.. وكنت خلالها أقوم بتدريس الرياضة وفي هذه الفترة الدراسية تكونت لدي حينها القناعة التامة بوجوب قيام الثورة للتخلص من الظلم والطغيان والتحرر من الاستبداد الإمامي لما عاناه اليمنيون من فقر وجوع وبطالة وخوف وأزدادت مع هذه المعاناة الثقة الكاملة واليقين لدي ولدى الشباب والمناضلين وزادتهم قوة وتماسكاٍ أمام الطغيان الإمامي البائد وبعد المرحلة الثانوية توظفت في العام 1957م في وزارة المواصلات مع البعثة الألمانية التي جاءت لعمل مشروع مصلحة الهاتف في صنعاء والذي يعد أول مشروع يدخل إلى البلاد وظللت في هذه الوظيفة إلى قبل قيام الثورة بأيام لأنضم بعدها للجيش أنا وثلاثة من الزملاء وهم محمد البرطي وأحمد سرحان ويحيى عنقا رحمة الله تغشاه.
ويوم قيام الثورة كان أخي هو أول من استشهد حيث خرجت الدبابات الأولى دبابة عبدالله صبرة والتي اتجهت إلى (باب خزيمة) والدبابة الثانية دبابة محمد الشراعي والثالثة دبابة علي قاسم المؤيد التي اتجهت نحو (الإذاعة) والدبابة الرابعة كان يقودها علي بن علي الحيمي باتجاه القصر الجمهوري(دار الأصول) والدبابة الخامسة مع علي الشامي ذهبت باتجاه (قصر السلاح) والدبابة السادسة مع حسين خيران.
فوصلت دبابة عبدالله صبرة إلى باب خزيمة وتوقف فأتى إليه أخي الشهيد محمد وقال له: هل تعتقد أن عسكري الإمام سيفتح لك فتقدم أخي بدبابته وتبعه عبدالله صبرة وقام بضرب جدار سور صنعاء وفتح ثغرة ثم دخل وصبرة يتبعه فوصل إلى مكان مارد الثورة وبدأ بإطلاق أول طلقة التي اتجهت نحو منطقة عصر ثم أطلق الثانية والتي وصلت في المكان المطلوب ولم يكن هناك ذخائر بكثرة حيث كان مع كل دبابة ذخيرتان أو ثلاث فوصل إلى باب القصر فإذا بالضرب عليه من منزل القاضي محمد الشامي الذي كان حينها نائب الإمام وهو الآن-أي المنزل- مبنى الإدارة المحلية بداية ميدان التحرير وحينها كان يهتف محمد السراجي بالميكرفون قائلاٍ (الثورة ثورتكم لا حاجة للمقاومة) وقام أخي بعدها بالضرب على باب قصر البشائر بالدبابة ودخل فوجدوا مدفع بازوكة أخذوه وأثناء ما كان يهم بالخروج تعطلت الدبابة فأخذ دبابة أخرى وتم تموينهم بذخائر ومحروقات وعاد وغير مكانه السابق ليأتي من الاتجاه القبلي لدار البشائر ويسمى المنطقة فوقف فيها وبدأ بالضرب على أركان دار البشائر ثم ذهبوا إلى منزل شخص فلسطيني مستأجر فأنبأوه أن يخرجوا من البيت للدخول بالدبابة وأصيب أثنائها اللواء حسين خيران فيما أصيب صالح الحناكي بأكثر من عشرين طلقة من قبل الحرس في دار البشائر واحترقت الدبابة فكان أخي يريد الدخول بالدبابة هو وعبدالرحمن المحبشي فانقطع الجنزير فكان يريد الخروج منها دخلت النار التي كانت تحترق فيها الدبابة الأولى دخلت إلى الدبابة وانفجرت الذخائر التي كانت فيها فاستشهد أخي محمد الشراعي هو وعبدالرحمن المحبشي.
وفي صباح يوم الجمعة ثاني أيام قيام الثورة كنت أول من خرجوا في هذه الجمعة حيث تحركت أنا وكل من مطهر السراجي والشيخ أحمد النيني رحمه الله ومحمد البرطي وأحمد سرعان المسمى بالبطل ذهبنا إلى خولان لنقنع مشائخ خولان بالانضمام معنا وتأييد الثورة والجمهورية وكان من ضمن المشائخ الذين التقينا بهم الشيخ ناجي بن علي الغادر والتقينا بهم وشرحنا لهم عن قيام الثورة وأهدافها وتم الاتفاق حينها ورجعنا إلى صنعاء والتقينا بعبدالله السلال صباح اليوم الثاني ورحب بهم قائلاٍ: الثورة ثورتكم والجمهورية جمهوريتكم وأنتم قد ثرتم من قبلنا على الأئمة وقام بتزويدهم بـ(موتر) مليء بالذخيرة وآخر مليء بالأسلحة منها الجرمل وما إلى ذلك.
وبعد عودتنا من خولان وانضمام الشيخ ناجي بن علي الغادر للثورة تم اخبارنا أن طريق صنعاء الحديدة مقطوع فتم اختياري للذهاب إلى هناك كوني من أبناء بني مطر وأعرف المنطقة جيداٍ فذهبنا وأخبروني أن طريق الحيمة مقطوع وأن عليِ المسير باتجاه مناخة وتم اختياري من هناك أنا ويحيى الدفعي شقيق حسين الدفعي للذهاب إلى الحديدة لأخذ ملابس الجيش من الميناء أثناء ما كان يتم تكوين الجيش والحرس الوطني وما إلى ذلك ومن ثم الغيت مهمة ذهابي إلى الحديدة وتم تكليفي بتعليم الحرس الذي ما زال طور التكوين والتأسيس وبعدها اعتذرت عن المهمة بعد حوالي ثلاثة أيام لعدم مقدرتي على فهم لغتهم ليتم بعدها تكليفي بصرف سلاح لمدة ثلاثة أيام.
ومن بين المهمات والأدوار التي كلفت بها بعد قيام الثورة الذهاب إلى باب المندب لتفقد الموقع وما يحتاجه من سلاح ومن جنود وما إلى ذلك والعودة بعدها إلى تعز للبحث عن مؤيدين للثورة.
بعد ذلك منحت رتبة العقيد بدلاٍ عن أخي فاعتذرت وأخبرتهم أن أخي لديه كفاءة وأنا ليس لدي كفاءة ولا خبرة عسكرية ولا تدريب عسكري وأن لدي مبادئ مع من كنت أذهب معهم بداية الثورة وتعرفت كيفية استخدام الرشاش وبعض الاسلحة إلا أنني متنازل من رتبة العقيد وأني سأدخل الكلية الحربية طالباٍ وأتخرج منها بكفاءة خير لي من عقيد بالبركة.
فدخلت الكلية ولم استمر فيها طويلاٍ فتوقفت عن الدراسة وعدت إلى بني مطر ثم سمعت أن هناك بعثة ستسافر إلى الهند زراعية وصناعية وأشغال فسافرت لدراسة الزراعة لمدة سنتين ونصف.
ü قلت بأنك درست الرياضة ما هي الألعاب التي كانت تمارس¿
– العديد من الألعاب منها كرة القدم وكرة السلة وكرة الطائرة وألعاب القوى السرعة وما إلى ذلك بأنواعها ورفع الأثقال وبناء الأجسام والكشافة.
ü هل كان هناك مدرسون آخرون للرياضة¿
– نعم كان لدينا مدرسون مصريون وروسيون يقومون بالتدريس بالكلية الحربية.

ü أين كانت تقام المباريات¿
– كنا نمارس لعبة كرة القدم في ميدان العلفي الذي كان ملعباٍ والطائرة والسلة وتنس الميدان في ساحة المدرسة الثانوية.
ü من هم أبرز الرياضيون الذين كانوا يمارسون الرياضة¿
– أبرز الرياضيين يحيى علي الفقيه وعلي حمود العنسي في لعبة رفع الأثقال وبناء الأجسام وفي كرة القدم من أبرز الرياضيين كل من محمد زيد مطهر وعبدالله المؤيد وحسين خيران وعلي مصباح وعلي عبدالمغني ومحمد الشراعي وعلي البهلولي وعبدالحميد غنيمة ومحمد بشير والأستاذ أحمد الحبشي ومحمد عبده نعمان وأحمد الحكيم وأحمد راتب ومحمد الحاضري ومحمد العتمي.
ü ما هي الفرق التي كانت تلعب¿
كان هناك فريق الكلية الحربية وفريق الأحمر للثانوية وفريق الأصفر للثانوية وفريق كلية الطيران وفريق كلية الشرطة وفريق الأزرق للثانوية..
ü هل كانت تسمى فرقاٍ شعبية قبل الثورة¿
– لا كان هناك فريق الأهلي في صنعاء وفريق الأهلي في تعز قبل الثورة.
ü ما هي البطولات التي كانت تقام¿
– كنا نقيم بطولات بين بعضنا البعض وخاصة يوم الخميس الذي كان يعتبر يوم المباريات وخاصة في لعبتي كرة القدم والطائرة وكانت أول بطولة في كرة القدم أقيمت على كأس أتى به البدر وهو كأس صغير موجود الآن في النادي الأهلي بصنعاء وحضر مباريات البطولة السفير السعودي.
ü هل صحيح أن إبراهيم رشدي سجل هدف الفوز في تلك المباراة¿
– ابراهيم رشدي لم يكن لاعباٍ بقدر ما كان مدرباٍ كان المسئول الأول في كرة القدم لأنه عين مدرساٍ للتربية البدنية والرياضية وخاصة كرة القدم في الثانوية فكان هو المدرب وليس لاعباٍ..
ü كيف كان يتم توزيع المباريات¿
– كنا نقوم بتقسيم الملعب بعدد الفرق المشاركة بحيث كل يوم يقوم كل فريق باختيار الفريق الذي سيلعب معه وكنا نلعب أيام الأسبوع ما عدى يومي الخميس والجمعة الذي كان مخصصاٍ للكليات.
ü كيف كانت تتم استضافة الفرق¿
– لم يكن هناك لا فنادق ولا ضيافة كان يأتي الفريق مثلا من الحديدة وعندما ألعب أنا مثلاٍ في حراسة المرمى أقوم باستضافة حارس مرماهم ضيفاٍ عندي وإن كنت ألعب بالدفاع أستضيف لاعب الدفاع وإن كنت لاعب هجوم أستضيف لاعب الهجوم وهكذا كل واحد على حسب تخصصه وعلى قدر استطاعته وكذلك الحال إذا ذهبنا إلى مناطق أخرى.
ü هل كان هناك حظراٍ على الأنشطة الرياضية أم أنها كانت مسموحة¿
– نعم كان هناك حظراٍ فقد حبست في إحدى المرات عندما كنت أقوم بإخراج الطلاب وأقوم بتوزيع الملابس عليهم فكانت البنطلونات إلى تحت الركبة فتم منعنا بحجة أن هذا حرام وأنه لا يجوز فتم الأمر بحبسي.
ü ما هو دور الرياضة في التخطيط للثورة¿
– كان لها دور عظيم جداٍ جداٍ جداٍ كانت تجمع بين الشباب فكنا نعمل إلى جانب المباريات والأنشطة الرياضية أمسيات ثقافية ومسرحيات في المساء وما إلى ذلك عملت على التخطيط للثورة والنضال للتحرر من العهد الإمامي البائد
ومن أبرز ما كان للشباب والرياضيين في التخطيط للثورة عمل المسرحيات الهادفة في توعية الشباب والشعب بالثورة ومنها مسرحية في ساحة الثانوية باسم القومية العربية شعب عربي واحد والتي جاءت بعد سجن خمسة من الشباب الثوار وهم أخي الشهيد محمد صالح الشراعي إلى جانب الشهيد علي عبدالمغني والمرحوم عبدالله محسن المؤيد وعلي الحضرمي من العلمية والشخص الخامس لا أتذكر اسمه والذين تم سجنهم بعد قيامنا بمظاهرة للمدرسة الثانوية والمتوسطة والعلمية قبل الثورة وبقينا خارج صنعاء لمدة ثلاثة أيام أثناء أيام العدوان الثلاثي تقريباٍ في 1952م فطلبنا من البدر السماح لهم بالحضور ويعودوا إلى السجن بعد الانتهاء من المسرحية فتمت الموافقة ودخلنا وكل واحد منا يلبس زي دولة عربية زي العراق وسوريا ومصر واليمن وتونس والجزائر وجميع الدول العربية ودخلنا بأعلام الدول العربية وهتفنا شعب عربي واحد ونزعنا (الكوافي) من فوق روسنا لنصبح ذات نظام واحد وكان نمسك بأعلام الدول العربية فأبعدنا جميع الأعلام ورفعنا راية اليمن.
ثم قمنا بوضع مجموعة من الشباب خلف شبكة الكرة الطائرة وكنا نهتف نحن ونقول(باسم الأحرار الخمسة ما نفك الثأر يا فرنسا) والتي نقصد فيها السجناء الخمسة والذين شبهناهم بأنهم جزائريون وأن الإمام الذي سجنهم هو الاستعمار الفرنسي وبعد انتهاء المسرحية كان بيدي قيود وهتفت (إذا الشعب يوماٍ أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر) وقمت بقك القيود من بين يدي.
وبعد انتهاء المسرحية قام البدر بتكريمي وأعطاني قلماٍ وكذلك الملحق العسكري قام بتكريمي بإهدائي ساعة وعرض عليا الملحق العسكري المصري منحة في مصر كوني استطيع العمل في المسرح فطلبت من أخي الشهيد محمد السماح فرفض قائلاٍ: أكمل دراستك أولاٍ وبعدها تم الإفراج عن المعتقلين الخمسة.
ü اعدام الشهيد أحمد الثلايا في ملعب كرة قدم في تعز هل كان الغرض منه توجيه رسالة¿
– لا.. لا يوجد أي غرض منه كونه الملعب في تعز والذي كان ينفذ فيه الإعدامات والحفلات وللرياضة أيضا.
ü من هم الرياضيون الذين كانوا ضمن مجلس قيادة الثورة¿
– كان هناك الكثير من الثوار من الرياضيين ضمن تنظيم الضباط الأحرار وكانت الدفعة تضم 56 شخصاٍ وهو ما يسمى بالفريق الأحمر الثانوي الذي انتقل إلى الكلية الحربية وكذلك التحضيرية الذين قام بجمعهم الحسن بن يحيى على أساس أنهم أبناء قضاة أو سادة ليتم تدريبهم وتخريجهم للاستفادة منهم وتم فتح الكلية الحربية لهم كأول دفعة لمدة أربعة أشهر ومن ثم الدفعة الثانية من بينها علي عبدالمغني ومحمد الشراعي وعبدالله المؤيد وعلي صدقة وعلي بن علي الحيمي ومحمد النهمي والذين تخرجوا تخرجوا في العام 1960م بالإضافة إلى محمد زيد مطهر وعلي مصباح وناجي علي الأشول وحسين شرف الكبسي وأحمد الناصري وعلي قاسم المؤيد وآخرون لا تحضرني الذاكرة لذكرهم.
ü الطلاب الذين سافروا إلى الخارج كيف ساهموا في تحقيق الثورة¿
– كانوا نواة تحريك الثورة و كان منهم عبدالله جزيلان رحمه الله الذي أنكر البعض دوره فهو يعتبر نواة الثورة ومحرك الثورة فقد كان هو من يأمر بخروج القوات.
ü ما هي المصادر الإعلامية التي كنتم تعتمدون عليها في نشر مفاهيم المعرفة للثورة والحرية¿
– مثلا الإذاعة كنا نستمع لراديو صوت الشباب وكذلك الصحف المصرية.. كان هناك شخصا اسمه محمد عبدالله الديلمي كنا نلاحقه يمتلك قهوة ومذياعاٍ في شرارة كنا نذهب إليه خاصة ليلة الخميس أو ليلة الجمعة أو ليلة الاثنين حيث كان يختطب فيها ثلاثة خطباء إما محمد محمود الزبيري أو أحمد محمد نعمان أو البيضاني نستمع إليهم عبر الراديو وكان بعض الأحيان يأتي صاحب الراديو إلينا والتي كانت تعتبر مثل المحاضرات للشباب وتوعيتهم للثورة وأهدافها وأهمية قيامها.
ü من خلال ما عايشته قبل الثورة وبعدها كيف تجد ما تحقق للشباب وللشعب¿
– في الحقيقة الحمد لله على قيام الثورة التي كان أمرها إجبارياٍ وحتمياٍ كانت إخراج شعب من مازق ومن محنة وبعد قيام الثورة بني جيش بنيت مدارس بنيت كليات عسكرية معاهد عسكرية معاهد تدريبية الكليات المدنية الجامعات الطرقات الكهرباء المياه بنيت الأندية والمنشآت الرياضية خرجنا من طور كان يؤسف له إلى طور العافية علينا أن نحمد الله ليلاٍ ونهاراٍ على الثورة التي فتحت لنا آفاق المستقبل بالمدارس والكليات التي علمتنا وعلمت أبناءنا كنا ندرس في الماضي قبل الثورة إلى مرحلة الثانوية وبعدها ليس من عمل سوى بناءٍ أو نجار لكن الآن فرق كبير بنيت العديد من المعاهد والمدارس والكليات عسكرية والمدنية.
ü هل تعتقد أن أهداف ثورة 26 سبتمبر قد تحققت بكاملها¿
– لا أعتقد لأن هناك متلاعبين الذين تلاعبوا بها ولم يكونوا ثوريين حينما كانوا يقومون بعمل المخبرين يرفعون تقارير بأن شباب الثورة عاجزين ومراهقين وغير قادرين على تحمل المسئولين أنا أتذكر أني استقبلت أحدهم يوم 28 سبتمبر أتى هو والزبيري ليباركوا على نجاح الثورة فبعد أن سمعنا خطبة الزبيري قام أحد المخبرين بالتهديد قائلاٍ: اذا كانت المملكة العربية السعودية لا تعترف بالثورة اليمنية فإن طائراتنا سوف تقصف قصور الناصرية ولم يكن معنا تلك الايام طائرات مما جعلهم يستقبلون الامام والأئمة وبيت حميد الدين والملكيين وفتحوا لهم صدورهم وأعطوهم من فلوسهم وذهبهم وسلاحهم.
وهناك البعض ممن جعل نفسه زعيماٍ للثورة وعموداٍ أساسياٍ للثورة بينما كان يتفرج ويهرب وهنا أرجو من المناضلين الذين ما زالوا على قيد الحياة أن يقولوا الحقيقة والتاريخ سيبين نفسه حتى إن كذبنا سيأتي غيرنا من يبرهن ويثبت الحقيقة التي لا يمكن أن تختفي أبداٍ اليوم أو غداٍ.
ü ما هي أهم أهداف الثورة التي تحققت من وجهة نظرك¿
– تحقيق الوحدة اليمنية أهم ما تحقق من أهداف الثورة التي جمعت شمل اليمنيين إضافة إلى المدارس والتعليم التي تعد نعمة للشعب اليمني لأنها من أهم أهداف الثورة الستة والعديد من المنجزات فهناك كما ذكرت سالفاٍ الطرق والكهرباء والمياه والهاتف وغيرها من المشاريع التنموية.
كلمة أخيرة تود قولها ¿
– أرجو من الشباب ألا يبيعوا حياتهم فهذا حرام لايجوز من الله عليهم أن يتحملوا مسئوليتهم تجاه وطنهم تجاه أهلهم فهم مستقبل اليمن والغد المشرق ففي الماضي سبقهم الشباب وضحوا بدمائهم لكي يعيش شباب اليوم حياة كريمة وعظيمة فبعض الشباب اليوم للأسف لم يستغلوا منجزات قيام الثورة المباركة لم يستغلوا العلم وتواجد المدارس وتواجد الجامعات ولم يستغلوا الرياضة وأصبحت تخزينة القات هي الأهم وأصبحوا إتكاليين عليهم أن يستفيدوا من تجربة الشباب قبل قيام الثورة الذي كان يقوم بالفرق نص كدمة ويعملون بها مشاريع كانوا يعدون لسجناء 48 الأكل والشرب ويغسلون ملابسهم كل هذا من نص كدمة فلو كان هؤلاء الثوار على أيامنا اليوم ماذا سيصنعون¿ سيصنعون المستحيل كنا لا نجد ما نأكل للعشاء من شدة الفقر على الشباب وعلى الجميع أن يعملوا على بناء يمن واحد مستقر وآمن ومشرق في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية والاستفادة من تجارب الماضي القديم البائس الذي كان بمثابة اللعنة وتكريم دماء الشهداء المناضلين الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم للتخلص من الظلم الإمامي من أجل هذا الجيل الذي يحيا الآن حياة كريمة..

قد يعجبك ايضا