الشعلة‮.. ‬شرارة أوقدت وهج الثورة‮.. ‬ونور أضاء دروب الثوار‮


‬الثورة‮/‬يحيى الحلالي –

‬الشعلة‮.. ‬شرارة أوقدت وهج الثورة‮.. ‬ونور أضاء دروب الثوار‮
‬الكشافة التزام وانضباط‮..‬والشعلة‮ (‬وعد‮) ‬كشفي‮ ..‬وشرط للانضمام
‬بالثورة عِم‮ ‬الخير‮ ..‬ وتحققت المنجزات‮..‬وملك الناس حريته
‮- ‬63م البداية‮ .. ‬والألعاب النارية حاضرة‮ ..‬ والمخيمات الشبابية‮ (‬العلامة) البارزة لتعزيز قيم الولاء والانتماء‮

‮❊ .. ‬حكاية شعلة الثورة حكاية مختلفة‮ .. ‬لها تفاصيل عديدة‮ .. ‬ولها معان متعددة ومختلفة‮ .. ‬تتشعب وتتعمق في‮ ‬نفوس أبناء الوطن عامة والشباب والكشافة والمرشدات خاصة‮.‬
‮ ‬لشعلة السادس والعشرين من سبتمبر ذكريات خاصة في‮ ‬أذهان من عاشوا في‮ ‬أحضان الثورة منذ أيامها الأولى ومنذ بداياتها‮.‬
‮ ‬في‮ ‬مساء الخامس والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام‮ .. ‬هناك فرحة خاصة لها معانُ‮ ‬عدة تتأصل وتتجذر في‮ ‬نفوس الجميع‮ .. ‬وتتعمق الفرحة في‮ ‬أوساط الشباب والكشافة والمرشدات الذين‮ ‬يشاركون في‮ ‬إحياء هذه الليلة في‮ ‬ميدان التحرير الذي‮ ‬يحمل الكثير من المفردات التي‮ ‬تشير كلها إلى فرحة الثورة والتحرر من الاستبداد والجهل والفقر ومن النظام الإمامي‮ ‬عامة‮.‬
وفي‮ ‬الذكرى الخمسين والعيد الذهبي‮ ‬لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الذي‮ ‬نحتفل به هذه الأيام‮ .. ‬هناك الكثير من الوقفات التي‮ ‬تعني‮ ‬للجميع كل شيء وترسم لهم ملامح المستقبل المشرق والرائع‮ .. ‬ومن بين هذه الوقفات نتوقف في‮ ‬هذه الأسطر مع شعلة الثورة وبداياتها ومعانيها وما تحمله من مفردات وغير لنرسم من خلالها حكاية الشعلة‮.‬
الشعلة لها حكاية متشعبة نقف في‮ ‬تفاصيلها من خلال ما أثرانا به مستشار وزارة الشباب والرياضة وأحد أوائل الشباب الذين شاركوا في‮ ‬إيقاد الشعلة ومن أوائل مؤسسي‮ ‬الحركة الكشفية في‮ ‬بلادنا المستشار محمد الفقيه الذي‮ ‬حاورناه وخرجنا معه بالتفاصيل التالية‮:‬


‬الثورة‮/‬يحيى الحلالي

إيقاد الشعلة بدأ منذ العام‮ ‬1963م‮ ‬حيث‮ ‬يقول الفقيه إن شعلة الثورة أشعلت منذ العام الأول بعد مجيء خريج معهد التربية الرياضية والبدنية في‮ ‬الإسكندرية محمد عبدالوالي‮ (‬مستشار الوزارة‮) ‬الذي‮ ‬جاء لليمن في‮ ‬العام‮ ‬62م وعلى‮ ‬يده أشعلت شعلة الثورة في‮ ‬عامها الأول‮ ‬وكان الشباب والطلاب هم من‮ ‬يقومون بإيقاد الشعلة وإحياء حفلها‮.‬
وتعد الشعلة تقليداٍ‮ ‬لكل دول الجمهوريات في‮ ‬أنحاء العالم كونها تمثل التحرر من الظلم والقهر والاستعباد وتعني‮ ‬النور والشرارة التي‮ ‬أوقدت وهج الثورة وأضاءت دروب الثوار وهذا ما ترمز إليه الشعلة‮.‬

ألعاب نارية
وفقاٍ‮ ‬للمستشار الفقيه فإن الاحتفال بذكرى الثورة شهد الكثير من العروض والفقرات الرياضية والشبابية والكشفية المختلفة‮ ‬ففي‮ ‬البداية وحين كان الأشقاء المصريون متواجدين في‮ ‬بلادنا بعد حضورهم لدعم الثورة والجمهورية والوقوف لجانبها كانوا مساء الخامس والعشرين‮ ‬يقومون بإطلاق الألعاب النارية التي‮ ‬كانت على شكل صواريخ تضيء سماء صنعاء وعموم المحافظات ابتهاجاٍ‮ ‬بأفراح الثورة‮.‬
وفي‮ ‬صبيحة‮ ‬يوم الثورة أي‮ ‬يوم السادس والعشرين كان‮ ‬يقام العرض العسكري‮ ‬والشبابي‮ ‬الذي‮ ‬يشمل عروضاٍ‮ ‬عسكرية وشبابية مختلفة‮ ‬أما في‮ ‬اليوم التالي‮ (‬السابع والعشرين‮) ‬فكانت تتم إقامة الحفل الطلابي‮ ‬لطلاب من المدارس المحدودة التي‮ ‬كانت موجودة في‮ ‬ذلك الوقت ويقام في‮ ‬ساحة كلية الشرطة وكان عبارة عن عروض رياضية تشابه التدريبات تشارك فيه مدارس دار الأيتام ومدرسة الزمر التي‮ ‬هي‮ ‬حالياٍ‮ ‬مدرسة ابن الأمير ومدرسة النهضة التي‮ ‬هي‮ ‬الآن مدرسة اللقية ومدرسة الوحدة ومعهد المعلمين‮.‬

إنشاء الكشافة والتربية تتبنى الحفل
ويراجع الفقيه ذاكرته فيواصل سرد التفاصيل حيث‮ ‬يقول‮ :‬شهدت فترة السبعينيات إنشاء الكشافة التي‮ ‬كانت تتبع وزارة التربية والتعليم‮ ‬نظراٍ‮ ‬لعدم وجود وزارة للشباب أو مجلس أعلى في‮ ‬ذلك الحين فكانت وزارة التربية والتعليم هي‮ ‬من‮ ‬يحيي‮ ‬احتفالات الثورة وإيقاد الشعلة‮ ‬وقام وزير التربية والتعليم في‮ ‬حينها أحمد جابر عفيف بإنشاء الكشافة والتي‮ ‬تواجدت في‮ ‬البداية بشكل نادر وفي‮ ‬أربع أو خمس مدارس فقط‮ ‬ومنذ ذلك الحين كانت وزارة التربية والتعليم هي‮ ‬من تحيي‮ ‬مهرجانات أعياد الثورة المباركة في‮ ‬ميدان التحرير وتحت إشراف أساتذة مصريين وسوريين‮.‬
ومنذ مطلع عقد السبعينيات تولت الكشافة إحياء ليلة الخامس والعشرين من سبتمبر من خلال إقامة حفل‮ ‬يتضمن تقديم حركات رياضية ومن ثم إشعال الشعلة الأم‮ ‬ولكن العملية لم تكن منتظمة مثلما هي‮ ‬عليه الآن‮ ‬حيث كان الحفل عادياٍ‮ ‬والشعلة صغيرة‮.‬
وفي‮ ‬العام‮ ‬1974‮ ‬تم إنشاء المجلس الأعلى للشباب والرياضة لتنقل جمعية الكشافة إليه بدلاٍ‮ ‬عن وزارة التربية والتعليم‮ ‬وكانت الكشافة تمارس في‮ ‬مدارس ومراكز محدودة وكانت تتطور من حين إلى آخر‮ ‬حتى بدأ إقامة المخيمات الشبابية منذ العام‮ ‬1979م‮.‬
مخيمات شبابية طوال سبتمبر
ويقول الفقيه إنه منذ العام‮ ‬1979م بدأت المخيمات الشبابية‮ ‬حيث أقيم في‮ ‬العام‮ ‬79م أول مخيم شبابي‮ ‬احتضنته دار رعاية الأيتام في‮ ‬صنعاء وضم شباباٍ‮ ‬من مختلف محافظات الجمهورية ويقام المخيم طوال شهر سبتمبر ويتولى شبابه إحياء حفل الثورة وإيقاد الشعلة‮ ‬وكان هذا المخيم‮ ‬يهدف إلى كسر العزلة بين شباب اليمن والعمل على تعريفهم بوطنهم الحبيب ورفع ولائهم الوطني‮ ‬ومنذ إقامة المخيم الأول بدأت مراسيم إيقاد الشعلة تتطور وتزدهر لتصبح على ما هي‮ ‬عليه الآن‮.‬
ومن ضمن النشاطات التي‮ ‬تقام في‮ ‬المخيم الخدمات العامة والزيارات الميدانية لمحافظات الجمهورية وإحياء حفل الثورة وإيقاد الشعلة والاستماع لمحاضرات‮ ‬يلقيها الوزراء كلَ‮ ‬عن دور وزارته‮ ‬ومن هنا بدأت الحركة الكشفية تنتشر وتزدهر‮.‬
الشعلة‮ .. ‬ثورة‮.. ‬حرية‮.. ‬أمان‮..‬ووهج‮ ..‬ونور
وللشعلة معانُ‮ ‬كثيرة وكبيرة‮ ‬يقول الفقيه إن الشعلة تعني‮ ‬بداية الثورة‮ ‬وهي‮ ‬ثورة بذاتها وهي‮ ‬الحرية والأمن والأمان والتنمية‮ ‬وهي‮ ‬منارة للحرية وللشباب‮ ‬وهي‮ ‬التحرر من كل الظلم والاستبداد والقهر والجهل والظلام الذي‮ ‬كان سائداٍ‮ ‬في‮ ‬حكم الإمامة‮ ‬كما أنها تعني‮ ‬إيذاناٍ‮ ‬ببدء عام جديد من البناء والتنمية والتطور كونه‮ ‬يتبع إيقاد الشعلة افتتاح منجزات ومشاريع جديدة على مستوى الجمهورية وأيضاٍ‮ ‬الإعلان عن مشاريع ومنجزات جديدة من خلال وضع حجر الأساس لها‮..‬وهي‮ ‬في‮ ‬الجزء المهم من معانيها النور والضوء والوهج الذي‮ ‬يضيء مستقبل اليمن مثلما أضاء دروباٍ‮ ‬محفوفة بالمخاطر للثوار‮.‬

مشاركة بالمئات
وعن المشاركة في‮ ‬المخيمات الشبابية ومهرجانات إيقاد الشعلة مئات الشباب من كل محافظات الجمهورية‮ ‬كما كان حفل إيقاد الشعلة‮ ‬يشهد مشاركة شباب من‮ ‬الشطر الجنوبي‮ ‬سابقاٍ‮ ‬حيث شاركوا في‮ ‬أكثر من عام وتحديداٍ‮ ‬مابين عامي‮ ‬1980م‮ ‬1982م‮ ‬حيث أقيمت مخيمات موحدة في‮ ‬صنعاء خلال شهر سبتمبر‮ ‬وكان أيضاٍ‮ ‬يتم إشعال الشعلة في‮ ‬الشطر الجنوبي‮ ‬سابقاٍ‮ ‬في‮ ‬الرابع عشر من شهر أكتوبر ويحييها شباب من مختلف مناطق الجنوب‮.‬

الكشافة التزام وانضباط
ويؤكد الفقيه إن الكشافة والمرشدات هما المعنيان الرئيسيان بإيقاد الشعلة وهذا ما تم بالفعل منذ أن أسست الحركة الكشفية مطلع عقد السبعينيات من القرن الماضي‮ ‬وعندما تأسست المرشدات بين العامين‮ ‬82‮ ‬و1983م‮ ‬فالشباب‮ ‬يريد أن‮ ‬يقدم كل ما‮ ‬يستطيع ويخرج طاقته وحماسه في‮ ‬أمر‮ ‬يعود عليه بالنفع والفائدة‮ ‬وهذا ما‮ ‬يتعلمه الشباب والشابات من العمل الكشفي‮ ‬والإرشادي‮ ‬الذي‮ ‬يقوم على الولاء الوطني‮ ‬والإنساني‮ ‬والخيري‮ ‬والتطوعي‮ ‬ولذا فإن الكثير من الشباب الذين نشأوا في‮ ‬أحضان الكشافة والمرشدات تجدهم ملتزمين ومنضبطين‮.‬
ويقول الفقيه إن الشعلة وإيقادها هو أمر أساسي‮ ‬في‮ ‬تنظيمات الكشافة‮ ‬حيث‮ ‬يبدأ الشاب الذي‮ ‬يريد الانضمام للكشافة بأداء الوعد الكشفي‮ ‬ولا بد أن‮ ‬يقول‮ (‬أشعل النار‮ ‬يا شبابها‮) ‬ويدور حول الشعلة وهو‮ ‬يصفق ويؤدي‮ ‬حركات وشعارات محددة لذا فالشعلة هي‮ ‬ركن أساسي‮ ‬في‮ ‬تنظيمات الكشافة والمرشدات‮.‬

تقليد هام
ويشير الفقيه إلى أنه ومنذ بدء المخيمات الشبابية أضيف تقليد هام لحفل إيقاد الشعلة‮ ‬يتمثل في‮ ‬أن‮ ‬يشارك كل الشباب والشابات من مختلف المحافظات والمشاركين في‮ ‬المخيم بجزء من دمائهم لعمل وثيقة تكتب بالدم تعطى لرئيس الجمهورية وهي‮ ‬تعد وثيقة‮ ‬يؤكد فيها الشباب أن ولاءهم لله والوطن والثورة والجمهورية والوحدة والقائد وهي‮ ‬تجسيد لولاء هؤلاء الشباب لله ولوطنهم‮ ‬ويتم تسليمها مساء الحفل لرئيس هيئة الأركان كونه ممثلاٍ‮ ‬لرئيس الجمهورية وهو بدوره‮ ‬يقوم بتسليم الوثيقة لرئيس الجمهورية‮.‬

تطورات مختلفة ومراسيم محددة
وعلى مدى السنوات شهد الاحتفال بالثورة وإيقاد الشعلة تطورات مختلفة ومراسيم محددة‮ ‬يسردها الفقيه كالتالي‮:‬
تطورت الاحتفالات بعيد الثورة المجيدة وحفل إيقاد الشعلة من عام إلى آخر‮ ‬حيث بدأت كما تم ذكر ذلك في‮ ‬البداية‮ ‬وبعد ذلك تم نقل الحفل من‮ ‬يوم السادس والعشرين إلى مساء الخامس والعشرين في‮ ‬ميدان التحرير وكان الحفل‮ ‬يقام تحت إشراف مدرسين مصريين وسوريين‮ ‬ومن ثم عقب إنشاء الكشافة كجمعية في‮ ‬العام‮ ‬1974م أسند إليها جميع الأنشطة والفعاليات الخاصة بإحياء ليلة الثورة وإيقاد الشعلة‮ ‬ومن هذا العام كانت الكشافة والمرشدات والشباب هم من‮ ‬يقوم بإشعال الشعلة‮ ‬وكان إيقاد الشعلة‮ ‬يتم دون برنامج محدد حتى العام‮ ‬1979م حين بدأت إقامة المخيمات الشبابية والكشفية وعندها بدأ حفل إيقاد الشعلة‮ ‬يتسم بالانتظام والمراسيم المحددة‮.‬
حيث‮ ‬يتم تجميع الشباب و الكشافة من كل محافظات الجمهورية في‮ ‬المعسكر الدائم للكشافة‮ ‬وفي‮ ‬يوم الحفل مساء الخامس والعشرين من سبتمبر‮ ‬يتجمعون ويسيرون في‮ ‬شوارع العاصمة وهم حاملون الشعل الصغيرة ويرددون هتافات وأناشيد مختلفة‮ ‬حيث‮ ‬يبدأون الخروج الساعة الخامسة مساءٍ‮ ‬للمرور بعدد من شوارع صنعاء ويتم توزيع المشاركين على ست مجموعات كل مجموعة تمثل هدفاٍ‮ ‬من أهداف الثورة الستة بحيث أن كل مجموعة تقوم بأداء حركات وأناشيد وهتافات تدل على الهدف الذي‮ ‬تمثله‮ ‬ومن ثم كل هدف‮ ‬يدخل إلى ميدان التحرير من مدخل محدد‮ ‬فمثلاٍ‮ ‬هدف‮ ‬يدخل من باب القاع والثاني‮ ‬من باب اليمن والثالث من شارع القيادة والرابع من شارع الزبيري‮ ‬والخامس من السائلة مروراٍ‮ ‬ببستان السلطان‮ (‬حي‮ ‬الذهب‮) ‬والسادس من شارع‮ ‬26‮ ‬سبتمبر لتلتقي‮ ‬كل المجموعات والأهداف في‮ ‬ميدان التحرير‮.‬
ومن ثم عند الساعة السادسة مساءٍ‮ ‬يتم إشعال الشعل الصغيرة التي‮ ‬يمثل عددها عدد سنوات الثورة‮ ‬ففي‮ ‬العام الحالي‮ ‬سيتم إشعال خمسين شعلة لتمثل الذكرى الخمسين لقيام الثورة المجيدة‮ ‬ومن ثم بعد ذلك‮ ‬يتم التحرك على طريقة الاستعراض داخل الميدان لاستعراض أهداف الثورة من الأول وحتى السادس‮ ‬ويتم أداء استعراضات تشمل صيحات وألعاباٍ‮ ‬وحركات استعراضية وأناشيد مختلفة‮.‬
كما‮ ‬يتم استعراض أهداف الثورة الستة على شكل مجسمات كبيرة بحيث‮ ‬يمثل كل مجسم هدفاٍ‮ ‬من أهداف الثورة وبشكل مكبر ومضخم جداٍ‮ ‬يتم سحبه على متن عربات وكل المجسمات متحركة وتصاحبها الأناشيد الوطنية والصيحات والهتافات المعبرة وكذا الشعل الصغيرة لازم أن تشعل تكون بجانب تلك المجسمات‮.‬

موسيقى وحركات بدون كلمات
ومن ضمن الاستعراضات التي‮ ‬يؤديها الشباب في‮ ‬حفل إيقاد الشعلة أناشيد وطنية تعبر عن الثورة والتحرر والحرية والأمان والأمن والتنمية والاستقرار وتصف الماضي‮ ‬البغيض الذي‮ ‬عايشه اليمنيون في‮ ‬عهد الإمامة‮ ‬وبحسب ما‮ ‬يسترجع الفقيه في‮ ‬ذاكرته فإن الشباب والكشافة المشاركين في‮ ‬إيقاد الشعلة مثلاٍ‮ ‬يقومون بأداء نشيد برع‮ ‬يا استعمار حيث‮ ‬يتم أداء هذا النشيد بالموسيقى‮ ‬فيما‮ ‬يقوم الشباب والكشافة بأداء حركات تعبر عنه دون أن‮ ‬يتم ترديد كلمات النشيد وأيضاٍ‮ ‬مثلاٍ‮ ‬نشيد جمهورية ومن قرح‮ ‬يقرح‮ ‬يؤدى بالموسيقى والحركات دون كلمات ولكن كل من‮ ‬يحضر ويشاهد النشيد‮ ‬يعرف مباشرة أن هذه الموسيقى والحركات تعبر عن نشيد برع‮ ‬يا استعمار أو جمهورية ومن قرح‮ ‬يقرح والجركة أو النشاط برمته‮ ‬يصبح مفهوماٍ‮ ‬لمن‮ ‬يراه أو‮ ‬يسمعه‮ ‬وعقب ذلك‮ ‬يتم أداء نشيد المخيم أو نشيد العيد الوطني‮ ‬والذي‮ ‬يتغير من عام إلى آخر أي‮ ‬أنه في‮ ‬كل ذكرى سنوية للثورة‮ ‬يتم تقديم نشيد مختلف‮ ‬يعبر في‮ ‬مجمله عن الثورة وأهدافها وما حققته من مكتسبات ومنجزات خلال المرحلة الماضية من عمرها‮.‬

رئيس الأركان ووزيرا الشباب والتربية والأمين‮ ‬يشعلون الشعلة
ويواصل الفقيه سرد حكاية الثورة‮ ‬حيث أنه في‮ ‬تمام الساعة السابعة وخمسة وخمسون دقيقة‮ ‬يقوم رئيس هيئة الأركان ووزير الشباب والرياضة ووزير التربية والتعليم وأضيف إليهم مؤخراٍ‮ ‬أمين العاصمة بإشعال شعلة الثورة الأم‮.‬
ورئيس هيئة الأركان هو من‮ ‬يقوم بإيقاد الشعلة الأم كونه ممثلاٍ‮ ‬عن رئيس الجمهورية‮ ‬وعقبها مباشرة وفي‮ ‬تمام الساعة الثامنة مساءٍ‮ ‬يتم بث البيان السياسي‮ ‬من رئيس الجمهورية والشعلة ما تزال مشتعلة‮.‬

مواقف جميلة ورائعة
وكانت المشاركة في‮ ‬احتفالات أعياد الثورة المباركة وإيقاد الشعلة تتم بحماس كبير ومعنويات مرتفعة من قبل الشباب والكشافة والمرشدات من مختلف المحافظات الذين‮ ‬يتهافتون من أجل المشاركة في‮ ‬مثل هذه الاحتفالات‮.‬
الفقيه‮ ‬يروي‮ ‬تفاصيل المشاركة في‮ ‬احتفالات إيقاد الشعلة بقوله إنه شارك في‮ ‬الاحتفالات منذ العام الأول للثورة‮ ‬وأنه كان‮ ‬ينتظر مجيء عيد الثورة بفارغ‮ ‬الصبر من أجل المشاركة‮ ‬خاصة أبناء الريف الذين كانوا‮ ‬يتعطشون للمشاركة في‮ ‬هذه الاحتفالات‮ ‬لدرجة أن آباءهم كانوا‮ ‬يأتون من القرى والأرياف لكي‮ ‬يشاهدوا أبناءهم وهم‮ ‬يشاركون في‮ ‬مهرجانات أعياد الثورة وحفل إيقاد الشعلة ولمتابعة الحفل مباشرة من مكانه في‮ ‬ميدان التحرير‮ ‬وكان جميع الشباب المشاركين‮ ‬يشعرون بارتياح كبير وترتفع معنوياتهم حين المشاركة في‮ ‬هذه الفعاليات التي‮ ‬كانت تظهرهم بمظهر جميل ورائع وهم‮ ‬يرتدون زياٍ‮ ‬واحداٍ‮ ‬وشعارات موحدة‮.‬
وكان هذا الحماس والتلهف للمشاركة في‮ ‬المهرجانات نتاج لما عاناه اليمنيون من ظلم واستبداد وجهل ومرض في‮ ‬عهد الإمامة ولكون أبناء الشعب اليمني‮ ‬كانوا محرومين من أبسط المقومات سواءٍ‮ ‬في‮ ‬مجال التعليم أو الصحة أو حتى الحرية وغيرها من المجالات‮.‬
ويعلق الفقيه على هذا الجانب بقوله‮ (‬بالفعل كنا محرومين من أبسط المقومات وبعد الثورة ولله الحمد أصبح الجميع‮ ‬ينعم بخيرات الثورة والجمهورية والحرية والوحدة والديمقراطية وغيرها من المكتسبات التي‮ ‬تحققت بعد قيام الثورة المباركة والأهم من ذلك كسر العزلة التي‮ ‬وجدها أبناء الشعب اليمني‮ ‬والقوة والتماسك التي‮ ‬أصبحت سمة لكل أبناء الشعب عقب الثورة المجيدة والوحدة المباركة وما تحقق للشباب الكثير من المنجزات حتى أصبحت لهم وزارة مستقلة تعنى بشئونهم واهتماماتهم وميولهم ومواهبهم وهذا ما أنجزته الثورة لشباب وشابات الوطن الغالي‮.‬

فرحة وأمل
ويسترجع الفقيه في‮ ‬ذاكرته وتحديداٍ‮ ‬فيما كان‮ ‬يعني‮ ‬لهم المشاركة في‮ ‬مثل هذه المهرجانات‮ ‬حيث أن ذلك كان‮ ‬يعني‮ ‬لهم الحرية والاستقرار والرخاء والأمان والمنارة الحقيقية التي‮ ‬يستضاء بها للمستقبل‮ ‬حيث كانوا‮ ‬يجدون متعتهم ويفرغون طاقاتهم الشابة‮.‬
وكانوا‮ ‬يسعون للحصول على فنيلة وشورت وحذاء رياضي‮ ‬وكوفية تمنح للمشاركين في‮ ‬مثل هذه الاحتفالات وكانوا‮ ‬يشاركون فيها بكل حماس ومعنويات وبدون أي‮ ‬مقابل بل كان كل ذلك من أجل الثورة ومن أجل إسعاد الآخرين وهذا هو دور الشباب الذي‮ ‬يجب أن‮ ‬يقدم الخدمة للمجتمع عامة لا أن‮ ‬ينتظر أن تْقدم له الخدمة‮ ‬فالتنمية‮ ‬يصنعها الشباب بأيديهم ولا‮ ‬ينتظرون أن تصنع لهم‮.‬

منجزات‮ .. ‬والمتآمرون‮ ‬يموتون بغيضهم
ويعبر المستشار الفقيه عن فرحته بعيد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخمسين بقوله‮: «‬نقول الحمد لله إننا بلغنا العيد الخمسين من عمر الثورة المباركة وهو العيد الذهبي‮ ‬وقد تحقق الكثير من المنجزات للوطن أبرزها الوحدة المجيدة والمنجزات الأخرى التي‮ ‬شهدها ومازال‮ ‬يشهدها الشعب اليمني‮ ‬في‮ ‬كل بقعة من بقاع الوطن‮ ‬خاصة أن المتآمرين على الثورة والوحدة لم‮ ‬ينجحوا في‮ ‬تحقيق مبتغاهم ويموتون بغيضهم‮ ‬فننتهز هذه الفرصة وعبر صحيفة الثورة التي‮ ‬هي‮ ‬رائدة الكلمة الحرة منذ بداية الثورة وحتى الآن لنهنئ فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي‮ ‬رئيس الجمهورية وأبناء الشعب اليمني‮ ‬عامة بهذا العيد الذي‮ ‬نسأل الله العلي‮ ‬القدير أن‮ ‬يكون بداية لعام مشرق ومفرح لكل أبناء اليمن الواحد‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬يعترف بالمناطقية أو المذهبية أو الطائفية مهما حاول البعض إيجادها أو نشرها بين أبناء الوطن الذي‮ ‬لا‮ ‬يعترفون سواء إلا بالعمل جنباٍ‮ ‬إلى جنب من أجل التطور والتنمية والرخاء والازدهار‮.‬

قد يعجبك ايضا